القائمة الرئيسية

الأحد، 3 يوليو 2016

كل يوم آية ..من الإعجاز العلمى فى آيات الله.. بقلم د/ أميمة خفاجى الحلقة العشرون مصيبة الموت

كل يوم آية ..من الإعجاز العلمى فى آيات الله.. بقلم د/ أميمة خفاجى

الحلقة العشرون 
مصيبة الموت



مصيبة أخرى وحلت علينا .. حتى الموت أصبح من الأمور المشكوك فيها . .!!!
قطعاً مصيبة أخرى .. عندما يصبح من  الموت ما هو شرعى وغير شرعى  ..  و مما لاشك فيه أن الموت فى حد ذاته مصيبة .. كما ذكرالله تعالى فى كتابه الكريم  :
" فأصابتكم مصيبة الموت "    [المائدة : 106 ].
 لكن الأدهى من ذلك كله ،أن يكون هناك اختلافاً فى الآراء حول حقيقة الموت والوفاة
رغم وجود العديد من الحقائق التى لا يمكن الشك فيها مثل :  موت المخ الذى  يعتبر إصابة .. مجرد إصابة وحسب .. وقد يموت المخ ويظل القلب حياً .. لكن لا يحيا أى عضو فى الجسم بما فيه المخ بعد موت وتوقف القلب .. حقيقة .. لا مراء فيها  .. إذن الموت هو موت القلب وليس المخ ..! لكن لماذا يصر علماء الطب على أن الموت هو الموت الاكلينيكى أى الدماغى ؟
ويرى بعض الأطباء أن مسألة موت خلايا المخ ، الذى يؤدى إلى توقف عمل المراكز العصبية العليا التى تتحكم فى وظائف الجسم ، هى الحد الفاصل بين الحياة والموت .. حيث يدخل الشخص الذى ماتت خلايا مخه فى حالة غيبوبة نهائية بصورة قاطعة ونهائية أبضاً .
    كما أن مسألة تحديد موت الخلايا والأعضاء لا تعد أقل أهمية من مسألة التأكد من أن حالة المخ أصبحت غير قابلة للإصلاح . أى أن موت خلايا المخ تعنى موت الإنسان نفسه. والسؤال المطروح الآن هل الموت هو توقف وموت القلب  .. أم توقف وموت المخ ..؟
إباحة النيل من أعضاء الأحياء ونقلها
والهدف واضحاً جلياً من اعتبار البعض ، هؤلاء المصابين بغيبوبة عميقة أمواتاً ، بحجة اليأس من شفائهم .. وبالتالى سيباح النيل من أعضائهم الحية لزراعتها فى آخرين مرضى .
كيف يمكن الحكم على إنسان بالموت رغم حياة بدنه ؟
    قد يحدث إنقاذ مريض  توقف قلبه عن النبض بزراعة قلب آخر .. لكن لم يحدث على الإطلاق استعادة مصاب تلف مخه للحياة مرة أخرى ، أى استعادة مخه أو مخ غيره .. ومن هنا يستند بعض العلماء على أن الموت هو موت المخ وليس القلب .
الوفاة فى القانون المصرى
    ورغم أن تعريف الوفاة فى القانون المصرى هو توقف القلب عن النبض مما لا يعطى الجراحين فرصة انتزاع أى عضو من الجسم .. لأن الجسم بما فيه من أعضاء ومخ سيتوقف ويموت خلال وقت قصير ومحدد من موت القلب.أما تعريف الوفاة بتوقف المخ أو تلفه تماماً يساعد على النيل من المصاب الذى يعتبرونه ميت لنقل الأعضاء منه مثل الكبد والكلى والقلب إلى آخرين فى أشد الحاجة إلى تلك الأعضاء .. فهو يمنحهم فرصة نقل الأعضاء قبل توقف القلب عن عمله أى قبل موت الأعضاء .    ونهى رسول الله عن التعجل بالسلخ أو قطع أجزاء الذبيحة قبل أن تهمد وتبرد .. فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تتعجلوا النفوس قبل أن تزهق". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولمفارقة الروح الجسد علامات محددة استشهد وأستدل بها علماء المسلمين ومنها :
-         توقف القلب عن العمل.
-         انقطاع التنفس .
-         شخوص البصر . وثبات حدقة العين
-         عدم استجابة الجسم لأي تنبيه حسى .
-         توقف  جميع الأفعال المنعكسة
-         برودة الجسم حتى يصير فى درجة حرارة الجو المحيط به.
كما أيد بعض علماء الطب علماء الفقه الرأى بأن موت المخ لا يعد وفاة استناداً على الآتي :
-         عدم توقف الأجهزة عن العمل .
-         استمرار جميع غدد الجسم بإفراز عصارتها بما فى ذلك الغدة النخامية .
-    استمرار إفراز هرمون النمو فى أجسام المرضى.وبالتالى فخلايا أجسام هؤلاء المرضى متجددة نامية .
والأدهش من ذلك كله أن :
-    الجنين المستكن فى رحم أمه المريضة بالغيبوبة الدماغية العميقة ، ينمو نمواً طبيعياً فى رحمها حتى تتم ولادته.
-         احتفاظ هؤلاء المرضى بالمخ بدرجة حرارة أجسامهم بصورة طبيعية .
والأهم من ذلك كله .. بل ما يروق للأطباء الذين يعدون الوفاة هى موت المخ  أنه :
-    يمكن نقل بعض الأعضاء مثل : الكبد ، القلب ، الرئة ، الكلية ، البنكرياس ، وغيرها بنجاح .. وهذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تم ونُقل من جسد حى .

الموت الأكلينكى صناعة غربية
الموت موت وتوقف للقلب ..والموت الأكلينكى هو فى الحقيقة غيبوبة عميقة

بطلان مفهوم موت المخ
 لأن الحياة عادت لنسبة ضئيلة من المرضى فى الخارج وبالتالى لا يجوز :
-         تصنيف مرضى المخ سواء بالغيبوبة المستديمة أو العميقة ضمن الموتى.
-     تطبيق هذا المفهوم وفاة المخ على الأطفال ، ذلك لقدرة أبدانهم على استعادة وظائف المخ أحياناً.
-         تطبيق هذا المفهوم وفاة المخ على المعوقين ذهنياً أو مخياً من مرضى التخلف العقلى.
هل يجوز رفع الأجهزة الطبية
لكن ..! هل يعتبر انتفاء الحياة الادراكية بالغيبوبة موت صاحبها، لما رفع عنه من تكاليف شرعية ، حيث إن الإدراك هو مناط التكاليف الشرعية .. ؟! وهل يجوز رفع الأجهزة الطبية عنهم ؟  لا يمكن اعتبار مرضى الغيبوبة المخية أو الدماغية موتى .. لأنهم أحياء ولا شك فى حياتهم ..ومسألة نزع الأجهزة الطبية عنهم فى هذه الحالة ، يعد قتلاً عمداً عند جمهور الفقهاء ، حيث تعد  هذه الأجهزة من وسائل العلاج المساعدة .
سوق الأعضاء
تعد مسألة انتزاع أعضاء كل من مصابى الحوادث أو مصابى الغيبوبة جريمة متكاملة الأركان من الناحية الشرعية والقانونية كما أفتى بذلك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بتاريخ 25/6/1992. والغريب أنه يطالب بعض علماء الطب بضرورة إقامة وإنشاء شبكة موحدة للأعضاء فى مصر . وهذا يدل على إباحة البعض لسرقة وانتزاع أعضاء المرضى .
لقد أجاز الشافعية استخدام عظام الموتى ،  فى تجبير عظم الحى المنكسر .. وكانت بعض آراء علماء الأطباء أيضاً بأنه إذا كانت أعضاء الإنسان محرمه لكرامته فلماذا يجوز التداوى بالمحرم فى حالة الضرورة ، إبقاء للحياة وحفظاً للصحة .. ما يجوز التغذى بالمحرمات فى حالات الضرورة والاضطرار .. فالشرع أجاز الواجب وفعل المحرم ، لوجود اضطرار مرضى .. كما أنه رفع الحرج عن المريض ، ايا كان مصدره .. الأمر الذى يسمح بالتداوى بالمحرمات.
وصرح الفقهاء بأنه :
لا يجوز ويحرم شرعاً ويمتنع قانوناً التعرض للمحتضر بقطع أى جزء قاتل من جسده ، قبل انتهاء حياته بظهور علامات الموت سالفة الذكر وإذا وقع من إنسان قبل استظهار وقوع الموت كان قاتلاً ووجبت محاكمته جنائياً.
الوفاة الشرعية
لقد تصدى علماء الدين لهذه القضية فى العديد من المؤتمرات والدراسات الإسلامية والعلمية والفقهية ، وقرروا أن موت المخ أو ما يسمى بالموت الاكلينكى لا يعد وفاة شرعية .
وقد صرح بعض علماء الطب المسلمين: إن المصابين بموت المخ هم فى الحقيقة مرضى أحياء .. مصابون بالغيبوبة العميقة ، والدليل على ذلك استمرار القلب فى عمله وسائر أعضاء الجسم فى أداء وظائفها . وأتفق بعض علماء المسلمين على أن العلامات التى حددها الشرع لا تختلف مع العلامات الطبية فى التعريف الشرعى للوفاة بأنه توقف جميع أجهزة الجسم عن العمل وبرودته لفقدانه حرارة الحياة ، وبدء الفساد والتحلل والتعفن فى الجسم .
وكان الرأى الدينى والتشريعى فى هذا الموضوع إنه لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يعجل بموت الإنسان ،  لتبقر بطنه ، وتسلب كليته ، أو كبده ، أو قلبه ، قبل أن يموت تماماً ،وتفارق روحه الجسد .. فلا يجوز قطع أى جزء من جسد إنسان مازال على قيد الحياة ... وفى الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" ما قطع من البهيمة وهى حية فهو ميتة "
فما بالنا بالإنسان الذى كرمه الله على الكثير ممن خلق فقال جل شأنه :
" ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ".[ الإسراء : 70] .
***

التفاصيل فى كتاب الجينات والحرب الخفية للدكتورة أميمة خفاجى اصدار دار المعارف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق