القائمة الرئيسية

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

عندما يرتدى الثعلب ثياب الواعظين

فكرة ... بقلم د. أميمة خفاجى
عندما يرتدى الثعلب ثياب الواعظين

دخل على بعض ملوك بنى  مروان فقال : يا أبا حازم ما المخرج مما نحن فيه ؟
قال : تنظر إلى ما عندك فلا تضعه إلا  فى حقه وما ليس عندك فلا تأخذه الا بحقه .
قال : ومن يطيق ذلك ؟ قال فمن أجل هذا خلقت الجنة والنار .
أجل وهل يطيق أحدا ذلك..؟!  فالأمانة ليست بالأمر الهين وإلا لما أبت الجبال حملها ، وما نحن فيه الآن ليس هينا بل يعد ثقيلا .. ثقيلا جدا.
ولنتذكر جميعا أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش فكيف إذا أتاها من يليها ؟ وأن  الله أنزل القصاص حياة لعباده .. فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم ؟ وأن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر وقوة كل ضعيف وصلاح كل فاسد. والآن  وقد حصحص الحق وزهق الباطل لابد من إتباع شرع الله .. ولا نصدق خطب الوعظ من الماكرين كما قال شوقى بك أمير الشعراء وهو يصف ثعالب القوم وهم يخطبون بالوعود والأمانى فقال :
خرج الثعلب يوما فى ثياب الواعظين .. ومشى فى الأرض يهدى ويسب الماكرين
ويقول الحمد لله إله العالمين ..يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين
واطلبوا الديك يؤذن فى صلاة الصبح فينا.. فأتى الديك رسول من إمام الناسكين
فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين ..بلغ الثعلب عنى عن جدودى الصالحين
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا.
المنصب والمال والقوة لا يغيرون المبادئ .. لا يحولون الشخص من شريف إلى غير شريف .. من أمين إلى حرامى نصاب  ..من صادق إلى كذاب .. السلطة فقط تكشف حقيقتك .. تميط اللثام لتكشف المسطور والمستخبى خلف الفقر والحاجة والمرض .. السلطة لا تغير ما بداخلنا هى فقط تكشف عما بداخلنا بصدق .. بلا خوف او تردد أو خجل .. حماية فى المنصب والسلطة والمال .. مقومات البلطجة والتجبر والتكبر .. السلطة (المنصب الكرسى )، المال ..القوة .. ثلاث مقومات لتغيير المعادن الرخيصة .. والنفوس المريضة..النفوس التى تصدأ وتضعف بسرعة والهاها الحرص وطول الأمل.. أما الذهب فيظل ذهبا حتى لو وضع فى الطين .. الطين لا يلوثه .. والبرك لا تنال منه فقط هى مجرد تلويثه من دون ان تنال منه .. فتزول بزوالها  ويمكن تطهيرها ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق