القائمة الرئيسية

الجمعة، 6 مارس 2015

من الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم الحلقة الثمنة (8)الجينات وعلاج الشيب والشيخوخة ....!! للدكتورة أميمة خفاجى

اقرأ 

من الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم الحلقة الثمنة (8)الجينات وعلاج الشيب والشيخوخة ....!! 

 للدكتورة أميمة خفاجى 

فى صفحة : سبحان الله ، وفى مدونة د. أميمة خفاجى

http://dr-omaimakhafagy.blogspot.com/

د. أميمة خفاجى
أستاذ الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية  بجامعة قناة السويس



عندما تكون الشيخوخة إصابة .. فلا بد لها من وجود علاج . لأنه ما من داء إلا وله دواء .. والشيخوخة إصابة ولا شك فى ذلك ، لأنه عندما بشرت الملائكة سيدنا إبراهيم بغلام عليم قال لهم :
" قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ". [الحجرـ 54].
وفى موضع آخر فى كتاب الله عز وجل يذكر الكبر بأنه إصابة:
" وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ ". [البقرة ـ 266].
    وعندما دعى زكريا ربه ذكر الشيب ووهن العظام حالته فقال :
" قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ".[مريم ـ 4].
وعندما قال الله لزكريا يبشره بغلام أسمه يحيى قال :
" قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا". [مريم ـ 8].
    عندما قالتا الفتاتين لنبى الله موسى عن سبب خروجهما عندما سألهما :
" مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ". [القصص ـ 23].
    وصف القرآن الكريم الشيخوخة والكبر بالضعف والوهن والتدهور وبأنها أرذل العمر وأن الكبر إصابة وكأنه مرض يمس الإنسان لا محالة .. وليس غريبًا على العلماء أن يبحثوا عن أسباب الشيخوخة وكيفية العمل على تأخرها إن لم يكن تجنبها أو مقاومتها.
    ولكن هل يمكن فعلاً اعتبار أن الشيخوخة مرضا يمكن مقاومته أو التداوى منه وانه مرحلة يمكن الهروب منها  متجاهلين أنها مرحلة لابد بل لا محالة ولا مفر منها ؟
    وإذا اعتبرنا أنها مرضًا فلكل داء دواء .. ومن هنا نجح العلماء فى اكتشاف الأسرار المؤدية للشيخوخة .
الصدفة والقضاء على الشيخوخة 
    لاشك أن العلماء يتميزوم بسرعة بديهة وقوة ملاحظة وهذه الصفات تمكن الكثير منهم من اكتشاف أمور كثيرة لم يُقصد البحث والكشف عنها .. فلم تلعب الصدفة وحدها دوراً فى اكتشاف أمراً ما إلا إذا كان هناك من يعرف كيفية الاستفادة من هذه الصدفة وتطويعها لخدمة البشرية .
    وقد كان البحث عن الأسباب المؤدية للسرطان باستمرار الخلايا فى النمو وتكاثرها بلا توقف سبباً رئيسياً فى اكتشاف أسباب هرم الخلايا وكبرها وشيخوختها وتجاعيدها وهلاكها .. صدفة .. المسألة كلها كانت مجرد صدفة لاكتشاف سر الشيخوخة الذى طالما حير العلماء .
     فالبحث عن أسباب عدم سيطرة الخلايا على النمو والتضاعف والتكاثر المستمر بلا توقف مسببة السرطان أدى لاكتشاف أسباب الشيخوخة والتجاعيد وهرم الخلايا ومن ثم هلاكها وموتها .
    كل ذلك باكتشاف الإنزيم السحرى الذى تؤدى زيادته إلى نمو الخلايا بلا توقف ويُفقد الخلية سيطرتها على النمو مسببا السرطان .. كما أكتشف أن نقص هذا الإنزيم يؤدى الى هرم الخلية وشيخوختها وهلاكها ثم موتها .. أى أن هذا الإنزيم المثير يعمل أحياناً كبانى وأخرى كهادم ..!
    ويتمثل زيادة ونقص هذا الإنزيم فى طول وقصر نهايات المادة الوراثة ـ الكروموسومات ـ الموجودة فى مركز الخلية (داخل النواة) .. فتسبب زيادته حدوث السرطان فى حين أن نقصه يؤدى للشيخوخة والهلاك ومن ثم موت الخلية .
شباب دائم بلا شيخوخة ولا هرم 
    وهذا الاكتشاف الخطير يعطى العلماء الأمل فى إمكانية السيطرة والتحكم فى نمو الخلية بوقف نشاط هذا الإنزيم البانى بابتكار عقار مضاد لوقف عمله وإبطاله .. وبالتالى إمكانية وقف السرطان ومقاومته بل ومنع حدوثه أيضاً .. كما أنه يعطى الأمل فى إمكانية تأخير الشيخوخة إن لم يكن القضاء عليها تماما ، ذلك بإضافة هذا الإنزيم وتناوله كعقار أو عن طريق زرع الجين المسئول عن صناعة وتخليق هذا الإنزيم فى الأجنة المبكرة جداً ( البويضة المخصبة قبل تكشف وتميز خلاياها لجنين ) للتعبير عن هذا الجين أثناء الكبر وبعد طول العمر .
    ومعرفة وتحديد هذا الجين المسئول عن تخليق وصناعة الإنزيم المسئول عن بناء واستمرار زيادة تكاثر الخلية مسبباً الأورام السرطانية أو هدم الخلايا مسببا شيخوختها وهرمها ومن ثم هلاكها وموتها .. هذا الجين العجيب أمكن عزله ودراسته .. وبالتالى فلم يعد خيالاً الاقتراب من تحقيق حلم الشباب الدائم بالقضاء على الشيخوخة والهروب منها .. وعلاج أحد أخطر الأمراض المستعصية التى تهدد مستقبلنا وصحتنا .. فهذا الإنزيم هو السلاح والسيف الذى سنقاوم ونحارب به شيطان "" السرطان "" .
                                                                 ***
    والحقيقة أن الدراسات الوراثية للكروموسومات أدت  لمعرفة  أسرار الشيخوخة والأورام السرطانية .. وكان اكتشاف إنزيم التيلوميريز يلعب دورًا كبيرًا فى معرفة هذا السر الكامن فى قصر وطول أطراف أو نهايات الكروموسومات .. فهو إنزيم غير عادى وقد أكتشف ضرورته لاستمرار الكثير من الأورام السرطانية .. وكان الهدف من هذه الدراسات التى أجريت على هذا الإنزيم السحرى هو مقاومة الأورام الخبيثة وتنبأ البعض بأن هذا الإنزيم يلعب دورًا رئيسيًا فى شيخوخة الخلية البشرية .
   ويرجع خلود بعض الخلايا أو بعض الكائنات الحية مثل وحيدة الخلية إلى وجود هذا الإنزيم باستثناء الحوادث أو ما ينشأ عن التدخل البشرى لهذه الكائنات حيث إن هذه الكائنات بمقدورها الانقسام الى مالا نهاية ..  كما أنه فى الخمائر اكتشف ان الخلايا التى ينقصها هذا الإنزيم يحدث فيها قصر تيلوميرى وتهلك .
***
المادة الوراثية هى المسئولة عن الشيخوخة 
  ولكن هل فعلاً يسبب قصر أو اختزال القدرة على إطالة التيلوميرات مع التقدم فى العمر إلى الشيخوخة ؟
    من المؤكد الآن ان التغير فى طول التيلومير مع الزمن يلعب دورًا فى شيخوخة الخلية البشرية .. فقد تمكن العلماء من تمييز تيلوميرات العديد من الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان ووجد أنه فى جميع التيلوميرات تقريباً تشتمل النهايات الطرفية للكروموسومات على وحدات جزئية متكررة تكون غنية عادة بالقواعد النتروجينية الجوانين والثيامين  (G , T) الأحرف الوراثية على شريط أو خيوط المادة الوراثية الـ   D N A تظهر تيلوميرات الإنسان والفأر التتابعات التالية :
T T A G GGT
بينما تظهر الديدان الاسطوانية تتابعات أخرى TTAGGGC  والاختلاف بسيط كما نرى وهو فى قاعدة واحدة  C .
    وتختلف عدد الوحدات الجزئية المتكررة فى التيلوميرات بين الكائنات وحتى بين الخلايا المختلفة فى الكائن نفسه بالإضافة الى انه قد يتغير العدد فى خلية واحدة عبر الزمن كما أن لكل نوعٍ Species متوسط Average يميزه .
    ومن أهم ما يميز هذه التيلوميرات التى تعد أطراف الكروموسومات أنها تقوم بمنع التصاق الكروموسومات احدها بالآخر وإلا ستتداخل بطرق تهدد ثباتها .
    وكان اكتشاف تغير الأغطية الطرفية للكروموسومات الوراثية من ناحية الطول والقصر حيث أنها وجدت قصيرة بدء بالإصابة بمرض الشيخوخة المبكرة  Progeria بينما وجدت طويلة بدءاً من مرحلة خلايا المنشأ أو الخلايا الجذعية الجنينية  خلايا الأم Stem cells  التي تتولد عنها ويتفرع لاحقاً كافة أنسجة وأجهزة الجسم  مما يعطي الأمل للباحثين في استخدمها في عمليات استبدال الأنسجة التالفة كما في حالات تلف خلايا البنكرياس في مرض البول السكري وتلف خلايا المخ في مرض الزهايمير.
    وتحدث الشيخوخة نتيجة آليات خلوية معقدة تعمل متزامنة في تناسق عجيب ، والخلية الحية محدودة الأجل خاصة في الأنسجة سريعة التجدد ، وتقف وظائفها عند حد معين وتذبل وتموت .يطلق علي توقف تلك الوظائف تعبير شيخوخة الخلية .Cell senescence  ولم تدرك العلاقة بين شيخوخة الخلية وتناقص طول أطراف الكرموسومات إلا مؤخرًا خاصة بعد اكتشاف الإنزيم الباني للغطاء الطرفي للكرموسومات والذى أطلق عليه التيلوميريز Telomerase عام 1985م .
    ويعد أول من ربط بين شيخوخة الخلية وفقد جزء من طول الغطاء الطرفي هوارد كوك عام 1986م ، فقد وجد أن الخلايا المستنبتة المأخوذة من صغار السن ذات أغطية طرفية أطول وأن انقسامها أكبر من الخلايا المأخوذة من كبار السن .
    وفي عام 1989م اكتشف مورين أن نشاط الإنزيم الباني زائد في الخلايا السرطانية ، وهو ما أيد فرضية أولوفنيكوف  سابقا عام 1971م ، من ضرورة وجود آلية تخرج انقسام الخلايا السرطانية عن السيطرة .. فتؤدى زيادة الإنزيم الباني في الخلايا السرطانية دون الخلايا الطبيعية إلى تعويض ما يفقد من طول النهايات الطرفية بالانقسام فلا يتناقص طوله وبالتالي تنقسم الخلايا السرطانية بلا توقف .
    وزيادة الإنزيم في الخلايا السرطانية قد أيدتها الأبحاث المتوالية منذ عام 1994م إلي يومنا هذا ، وهذا يعنى إمكانية القضاء علي السرطان بوقف نشاط الإنزيم الباني عن طريق عقار مضاد يوقف عمله أو وقف وتثبيط عمل الجين المولد له ، وإمكانية تأخير الشيخوخة بتعاطيه كعقار أو التداوي بإضافة هذا الجين المولد له .
    فيؤدى غياب إنزيم التيلوميريز إلى إعاقة نمو الأورام بأن يجعل الخلايا المنقسمة باستمرار تفقد التيلوميرات الخاصة بها وتستسلم قبل أن تحدث تلفا محسوسا .. أما إذا كانت الخلايا السرطانية تصنع الإنزيم فسيكون باستطاعتها الاحتفاظ بالتيلوميرات الخاصة بها ويصبح بإمكانها البقاء إلى ما لانهاية .
    وعندما تفقد التيلوميرات تمامًا أو تقريبًا بالكامل فقد تصل الخلايا إلى النقطة التى تتحطم عندها وتموت .
    وأدت هذه الاكتشافات المتوالية للتعرف علي زوج من الجينات البشرية مهمتهما تثبيط إنتاج الإنزيم الباني والتمهيد للشيخوخة ..
    وفي عام 1998م أعلن بودنار عن نجاحه في تأجيل شيخوخة مزرعة خلوية بشرية عن طريق إمدادها بالإنزيم البانى Telomerase ثم حاول العلماء بعد ذلك استخدام مثبطات الإنزيم الباني للغطاء الطرفي لوقف النشاط السرطاني.
علاج السرطان
    يعتبر وجود إنزيم التيلوميريز فى مختلف الخلايا السرطانية البشرية وغيابه فى كثير من الخلايا الطبيعية هدفاً جيداً للكشف عن العقاقير المضادة للسرطان .
    وهناك ضرورة لاكتشاف المواد التى يمكنها إعاقة إنزيم التيلوميريز أى  قد تسبب قتل وهلاك الخلايا السرطانية مع تجنب الإخلال بالكثير من القدرات الوظيفية للخلايا الطبيعية الأخرى .. حيث تؤدى معظم الأدوية المضادة للسرطان المتداولة حاليًا إلى اختلال الخلايا الطبيعية .
العلاج الجينى 
   إن البحوث المتعلقة بتنظيم التيلوميريز يمكن أن تؤدى إلى فوائد تتجاوز    طرق العلاج الجديدة للسرطان .. فالأسلوب الشائع فى العلاج الجينى لعديد من الأمراض يشتمل على استخلاص الخلايا من المريض ثم إدخال الجين المرغوب فيه إليها ثم إعادة الخلايا المصححة وراثياً وجينيًا إلى المريض .. ولكن كثيرًا ما تكون الخلايا المستخلصة ضعيفة التكاثر فى المعمل .
    وربما يؤدى إدخال الإنزيم تيلوميريز بمفرده أو توفيقه مع عوامل أخرى فى المستقبل إلى التحسن المؤقت فى القدرة التضاعفية للخلية بحيث يمكن إعطاء المريض أعدادًا أكثر وأوفر من الخلايا العلاجية .
    فإنزيم التيلوميريز فى الحقيقة عبارة عن الوسيلة الرئيسية التى عن طريقها تحمى الخلايا (ذات النواة) لمعظم الحيوانات والإنسان المقاطع الطرفية لكروموسوماتها .                      
                                                              ***
الشيخوخة  Senescence
    تمكن العلماء من اكتشاف جين يوجد على كروموسوم رقم 14 فى الجينوم (الجهاز الوراثى ) أطلق عليه اسم جين Tep 1و ينتج عن جين  تيب1 بروتين يشكل جزءًا من ماكينة بيوكيميائية صغيرة فذة لأقصى حد تسمى التيلوميريز Telomerase .. ويسبب نقص  هذا الإنزيم التيلوميريز ما يسمى بالشيخوخة .. أما زيادته فتجعل خلايا معينة خالدة .. ويقع عند نهاية الكروموسوم امتداد من  الحروف الوراثية  التى ليس لها أى معنى .. فنجد حروف الوراثة  TTAGGGقد تكررت المرة تلو الأخرى الى ما يقرب من ألفى مرة .
     يعرف هذا التكرار والامتداد عند نهاية الكرموسوم بأنه تيلومير Telomere .. ووجوده يمكّن أجهزة نسخ الـ DNA من أن تبدأ عملها من غير أن تختصر أو تحذف أى (حروف) تحتوى معنى أى ذات قيمة وراثية .. كما أن التيلومير يحمى طرف الكروموسوم من أن يبلى إلا أنه يحدث فى كل مرة ينسخ فيها الكروموسوم حذف جزء صغير من التيلومير.. وبعد مئات معدودة من عمليات النسخ  يتجه الكروموسوم إلى أن يكون قصيراً جدًا عند  نهايته أو طرفه .. بحيث يصبح هناك خطر من أن تحذف الجينات ذات المعنى .
    ويقل طول التيلوميرات فى خلايانا وجهازنا الوراثى  بمعدل ما يقرب من واحد وثلاثين حرفًا فى السنة وأكثر من ذلك فى بعض الأنسجة  وهذا هو السبب الرئيسى فى أن بعض الخلايا تشيخ وتتوقف عن النمو بعد عمر معين كما فى شكل (62).
    ويبلغ طول التيلوميرات فى المتوسط فى شخص عمره ثمانون عاماً ما يقرب من خمسة أثمان ما كانت علية عند ميلاده .
***
حكمة الخالق أن يتكاثر الإنسان بالجنس فقط  
    وأغرب ما فى الموضوع هو أن وجود هذا الإنزيم العجيب التيلوميريز فى الخلايا الجنسية هو السبب فى أن الجينات لا تحذف من خلايا البويضة وخلايا المنى .. أى خلايا السلف المباشر للجيل التالى  فمهمة هذا الإنزيم هى ترميم الأطراف البالية للكروموسومات وإعادة تطويلها  .
    ولعل هذا هو أهم أحد التفسيرات التى تبين لنا حكمة الخالق فى أن تأتى الأجنة والنسل القادم من الخلايا الجنسية فقط وليس من الخلايا الجسدية كما حدث أخيرًا بالاستنساخ ..حيث إنها خلايا متجددة أما الخلايا الجسدية فهى خلايا مسنة شاخت وأصابها ما أصابها من الطفرات والتغيرات والعطب نتيجة لتعرضها لعوامل وظروف مختلفة .
    ويعد هذا الإنزيم وحشاً عجيباً .. وهو يحوي الـ RNA  الذي يستخدمه كقالب يعيد فيه بناء التيلوميرات , والعنصر البروتيني فيه يشبه ما يفعله إنزيم آخرالذي يجعل الفيروسات تتكاثر داخل الجينوم أو الجهاز الوراثى .
الشباب الخالد
    وجينات التيلوميريز هي أقرب ما يمكن العثور عليه من (جينات الشباب) ويبدو أن التيلوميريز  يعتبر إكسير الحياة الخالدة للخلايا . ولم يكن السبب الغالب لذلك هو الأمل في أن هذا يمكن أن يعطينا الشباب الخالد , وإنما السبب هو ما يتوقع من أنه سيؤدي إلي صنع أدوية مضادة للسرطان .. فالأورام تحتاج إلي التيلوميريز لتواصل نموها .
    يحدث في التنامي الطبيعي للإنسان , أن يوقف تشغيل الجينات التي تصنع التيلوميريز في كل أنسجة الجنين المتنامي فيما عدا أنسجة معدودة .
   ويشبه تأثير إيقاف تشغيل التيلوميريز بأنه البداية لعمل ساعة توقيت . فتحصي التيلوميرات , بدءاً من هذه اللحظة , عدد الانقسامات في كل خط من الخلايا , وعند نقطة معينة تصل الخلايا إلي أقصي ما حدد لها وتدعي إلي التوقف .
    أما الخلايا الجنسية الجرثومية , فهي لا تبدأ قط في تشغيل ساعة التوقيت أي أنها لا توقف قط تشغيل جينات التيلوميريز . وخلايا الأورام الخبيثة تعيد تشغيل الجينات ثانية .
    وربما يكون ذلك هو أهم الأسباب الحكيمة التى تؤكد سنة الله فى أن يكون التكاثر الجنسى هو الطريقة الوحيدة والمثلى للأنجاب والتناسل البشرى .. من الخلايا الجنسية وليست الجسدية كما يحدث فى الاستنساخ .. وقصر الإنجاب بالاستنساخ على بعض الحيوانات الأولية البدائية كالإسفنج والهيدرا والنباتيات .. ولكن حتى الحيوانات تتكاثر جنسيًا .. جنسياً فقط .. وللخالق حكمته فى ذلك .
   ويبدو أن نقص التيلوميريز هو السبب الرئيسي في أن تشيخ الخلايا وتموت .. ولكن هل هو السبب الرئيسي في أننا تشيخ ونموت ؟
                                                                    ***
    لماذا نموت من تصلب الشرايين وليس من الأوردة ؟ 
    هناك بعض الأدلة القوية التى تؤيد ذلك .. فنجد عموماً أن الخلايا التي في جدران الشرايين لها تيلوميرات أقصر مما في جدران الأوردة .. ويعكس هذا زيادة مشقة الحياة لجدران الشرايين , فهي تتعرض لتوتر وإجهاد أكثر بسبب أن الدم الشرياني يكون تحت ضغط أكبر .. وجدران الشرايين عليها أن تتمدد وتنقبض مع كل ضربة نبض , وبالتالي فأنها تعاني تلفا أكبر وتحتاج إلي ترميم أكثر.
    والترميم يتطلب نسخا للخلايا , وهذا يستهلك أطراف التيلوميرات , وتأخذ الخلايا في أن تشيخ , وهذا هو السبب في أننا نموت من تصلب الشرايين , وليس من تصلب الأوردة .
    وسبحان الله عندما قال منكم وليس كلكم من يرد إلى أرذل العمر فاللهم ارحمنا من ارذل العمر :
" وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ". [الحج ـ 5].صدق الله العظيم

                                                                    ***

    متى تشتعل الرأس
معنى الاشتعال :

اشار الله إلى حدوث عملية الاشتعال الكيميائية التى تحدث فى الرأس بدقة ومنتهى الوضوح فتلك العملية التى ينتج عنها الشيب .. هى عملية اشتعال .. فهناك مادة مركب يسمى بيروكسيد الهيدروجين (H2O2) ومن خصائصه انه قابل للاشتعال ، وبزيادته حيث انه بزيادة هذا المركب الذى يزداد بتقدم العمر حيث زيادة تركيز يحدث تفاعلات كيميائية جديدة فى الخلايا ، مما يمنع خلايا الميلانين المسئولة عن الصبغة ولون الشعر الطبيعى من التشكل .. اى ان هذه المادة تهاجم الإنزيمات المسئولة عن تصنيع صبغة الميلانين ..فالمادة القابلة للاشتعال عند زيادة تركيزها تشتعل فكان تعبير القرآن الكريم فى منتهى الدقة وكأنك تنقل معلومة علمية لا شك ولا مراء فيها ، منذ متى اكتشف هذا المادة المسئولة عن اختفاء لون الشعر واشتعاله فيقول المولى :
"" (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)"" .[مريم :4].  

   دورة الحياة
ضعف ثم قوة ثم ضعف

كما ان هناك علاقة بين الضعف والشيب .. برغم ان هناك عدد غير كثير من البعض الذى يشيب شعره مبكرا .. فى مرحلة مبكرة من العمر وبالطبع هذا ناتج عن حدوث طفرة وتغير موروث فى الجينات المسئولة عن التعبير عن تلك الخلايا الصبغية او الخلايا المصنعة للصبغة. وعملية تحول الشعر من لونه الطبيعى إلى الأبيض  مع تقدم العمر وارتباطه بالضعف . والحقيقة العلمية تقول بأن تقدم العمر يؤدي إلى ضعف العمليات الحيوية داخل الخلايا، وبالتالي يقل إفراز المواد الصبغية، ويبدأ الشعر يأخذ اللون الأبيض، لأن الخلايا لم تعد قادرة على إنتاج الصبغة اللازمة لتلوين الشعر، أي هناك ضعف يؤدي إلى الشيب. فهى تحكى حقيقة دورة الحياة، فكفاءة الجسم البشري ليست ثابتة بل تتغير مع تقدم العمر، ومؤكد ان هذا التغير من القوة الى الضعف  كما قال الله تعالى "" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]. 
هناك علاقة غريبة تربط بين هشاشة العظام وشيب الشعر، ويؤكد العلماء أن الوهن الذي يصيب العظام مع تقدم السن يؤثر على عمل الخلايا المسئولة عن صبغة الشعر، وبالتالي يسرع في ظهور الشيب، والقرآن ربط في آية واحدة بين وهن العظام وشيب الشعر: (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)، وهذا يتفق مع الدراسات العلمية التي تربط بين حدوث الشيب وهشاشة العظم.
كما ان  تأثير العامل النفسي على شيب الشعر، حيث يخبرنا تعالى عن أمر عظيم سيحدث يوم القيامة وهو أن الولد الصغير سيشيب شعره من أهوال ذلك اليوم، يقول تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [المزمل: 17]. وتؤكد الدراسات العلمية التي أجراها الباحثون لمعرفة أسرار الشيب أن العوامل النفسية مهمة جداً في تسريع ظهور الشيب، حيث يؤدي الخوف والاضطرابات النفسية إلى سلسلة من الاضطرابات في نظام عمل الأنزيمات ونظام عمل الخلايا مما يؤدي إلى ظهور الشيب.
هناك إشارة قرآنية إلى عملية تحول الشعر الملون إلى شعر أبيض مع تقدم السن وارتباطه بضعف في خلايا الجسد بعد أن كانت نشطة قوية، يقول تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"" [الروم: 54]. والحقيقة العلمية تقول بأن تقدم العمر يؤدي إلى ضعف العمليات الحيوية داخل الخلايا، وبالتالي يقل إفراز المواد الصبغية، ويبدأ الشعر يأخذ اللون الأبيض، لأن الخلايا لم تعد قادرة على إنتاج الصبغة اللازمة لتلوين الشعر، أي هناك ضعف يؤدي إلى الشيب. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي حيث تشير إلى دورة الحياة، فكفاءة الجسم البشري ليست ثابتة بل تتغير مع تقدم العمر، وهذا ما وجده العلماء حديثاً.

                                                       ***
ترقبوا .. حقيقة علمية قرآنية ...
 تلتف الساق بالساق ..
 اسبابها المرضى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق