القائمة الرئيسية

الخميس، 20 فبراير 2014

مجلة زهور من اسرار البحار "" الحلقة الأولى "" مقدمة وسمكة الأرنب السامة من سلسلة علوم البحار

من أسرار  البحار

  د. أميمة خفاجى

 http://dr-omaimakhafagy.blogspot.com/

سمكة الأرنب بعد سلخ جلدها لتجهيزها
1) ولذلك سميت الأرنب

حتى لا يكتشفها تباع احيانا كقطع لحم وشرائح بثمن رخيص

شكل سمكة القراض أو الأرنب

الحلقة الأولى 

مقدمة

الغذاء فيه سم قاتل

والجمال ايضا فيه سما قاتل 

احذر الفراشة الجميلة ..

السمكة المجنونة .. ورائحة الدم المسموح تجذبها بل تجننها ..

حرب الصخور .. الجميلة الهادئة النائمة ..

من يصدق انه يأتى يوما نخشى فيه اكل اللحوم البحرية .. هل هو جهلنا بحقيقة البحر واما يحويه من كائنات غريبة مرعبة لاتأتى على صغيرا او كبيرا الا وقضت عليه .. كائنات تجيد التخفى .. والبحر مليئا ب..... تاخذك الشعاب المرجانية بجمالها فيمد الغواصون او محترفى هواية الغوص يده ليلحق بالفراشة البحرية فاذا به يلقى حتفه ........................................
التفاصيل فى موسوعة العلوم البحرية للدكتورة اميمة خفاجى

فى الحلقة القادمة . اقرأ كل شئ عن سمكة الأرنب..بقلم د. أميمة خفاجى
 http://dr-omaimakhafagy.blogspot.com


الأربعاء، 5 فبراير 2014

كتب علمية اعلامية .. الفيروسات ولعبة الجينات (إنفلونزا الخنازير)



الفيروسات ولعبة الجينات
التكنولوجيا فى زمن الأوبئة
د/ أميمة خفاجى

الفيروسات ولعبة الجينات
لا شك أن هناك تأثيرا واضحا للطعام على سلوكيات الإنسان كما أثبت العلم الحديث،فلابد من الحرص الشديد عند تناول الطعام خاصة فى الآونة
الأخيرة ، وبالرجوع لأصولنا وجذورنا وتراثنا القديم نجد ابن خلدون يقول: " أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة ، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة ، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة ". كما أشار النبى صلى الله عليه وسلم إلى أثر الطعام على خلق آكليه فقال : "والفخر والخيلاء فى أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار فى أهل الغنم".
ومن صفات الخنزير إنه يتسم بحاسة شم قوية جداً ، وهو سريع التكاثر فتلد انثى الخنزير من(3ـ12) صغيرا فى المرة الواحدة التى تتراوح ما بين 6 – 8 شهور ، وتقوم بإرضاعهم لمدة 21 يوما فقط، وهو متعدد الألوان من الأبيض إلى الوردى والأحمر ومن البنى إلى الأسود. كما يقول الدميري: إن الخنزير شرس الطباع ، شديد الجماع، شبق ، تكتنف حياته الاجتماعية مع أنثاه الفوضى ، ولا يخصص لنفسه أنثى معينة ، وهو حيوان لا يشعر بالغيرة نحو الأنثى التى يجامعها.
أنفه اسطوانى صلب حتى يستعين به فى نبش الأرض وإخراج الديدان ، أرجله مهيأة جيدا للسير فى الأوحال حيث إن أظلافه موزعة بشكل لا يسمح لها بالغوص فى الأوحال ولذلك فهو ينتشر بكثرة فى المناطق الموحلة. تفتقر خلايا الخنزير إلى الغدد العرقية التى تعمل على خفض الحرارة مثل بقية الثدييات، ولذلك فهو يحتاج للمياه أو الطين لتبريد أجساده خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة.
من سلوكيات الخنزير أنه كانس للبيئة فهو يأكل كافة القاذورات التى تخطر على البال ،يتغذى على الميتة وبقايا جثث الطيور والحيوانات والطير واللحوم ، حتى ملوثات وبقايا الدم والقطن بالمستشفيات يأكلها. والأدهى من كل ذلك أن الأنثى قد تأكل صغارها أحياناً ، حتى الجثث البشرية يتغذى عليها. ليس ذلك وحسب وإنما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه يأكلها بشرهة ونهم. ولذلك فهو خلق لينظف البيئة ويعد كانسا للبيئة.
ومن طبيعة الإنفلونزا إنها موسمية وقد تصيب الحيوان أو الإنسان والطير..وكلنا يشهد ذلك،فكم مرارًا رأينا خيولاً وجمالاً و كلابًا و قططًا تسعل وتعطس،وكذلك الطيور و..كل يمرض بفيروس الإنفلونزا الخاص بنوعه وكل يستطيع مقاومته وفقا لجهازه المناعى.

إصابة الحيوانات بالإنفلونزا
وطبيعى أيضا أن يمرض الحيوان بما فيهم الخنزير والطير بإنفلونزا موسمية ويُشفى،خاصة وأن الخنزير له من القوة المناعية ما هو طبيعى بحكم كونه كانسا ومنظفا للبيئة ، وما هو مكتسبا من العدوى الجديدة لتغذيته على ملوثات ونفايات وجيفة ومواد عضوية تالفة وفاسدة مما يكسبه مناعة فوق مناعته لدرجة أنه قد يصاب بأمراض عديدة ولا تظهر عليه أية عوارض لقدرته على مقاومة تلك الاعداء الميكروبية الجديدة سواء كانت بكتيريا ، أو طفيليات،أو فيروسات،أو حشرات، وغيرها.حتى الذين يخالطونه من البشر لديهم مناعة أقوى من تلك التى لدينا لما له من خصائص مكتسبة من هذا التلوث المحيط به حيث يتقاسمون تلك النفايات العضوية والمعيشة معه حتى الف بعضهم بعضًا.
وتتكون فيروسات الإنفلونزا من ثمانية جينات فقط،والسلالة الجديدة بها ستة جينات من فيروس إنفلونزا الخنازير المعروف بانتشاره فى أمريكا الشمالية.لكن هذا الفيروس هو نفسه مزيج من فيروسات إنفلونزا البشر والخنازير والطيور. والجينان الأخريان يأتيان من فيروس خنازير موجود بالخنازير الأوروبية والآسيوية.
فترة حضانة الفيروس
 4 - 7 أيام , لو عطست أو سعلت فى كوب يظل الفيروس كامنا غير نشطا عالقا بالكوب حتى يصادف كائنا آخر قابل للإصابة به وتتم العدوى ، فينشط ويمارس نشاطه فى إخضاع الخلية له ولأوامره ويتنقل بخفة وسرعة من خلية لأخرى عبر الهواء والسعال واللمس والمصافحة. حتى الكمامات الواقية مغشوشة والأدهى من كل ذلك أن الكمامات التى تباع فى الصيدليات ليست هى الكمامات الواقية للفيروسات، حيث يتراوح سعر الكمامة الواحدة الواقية للفيروسات من 8-10 جنيهات ، كما أن هذه الكمامة تفقد صلاحيتها الوقائية بعد ست ساعات فقط من استخدامها.
توقع الإصابة
تختلف الإصابة من شخص إلى آخر فقد يصيب البعض دون الآخر..برغم شراسته إلا أن قوة جهاز المناعة لدينا مسألة فى غاية الأهمية ، وقد تكون أعراض المصابين بهذا الفيروس خفيفة واخرى شرسة .. وفقا لمقاومة وتحمل هذا الفيروس،لانه يعتمد على المناعة..
يوهم الفيروس خلايا الكائن الحية الدفاعية مما يؤدى لتدمير أجهزة كاملة بالجسم خاصة الجهاز التنفسى.جيلا متطورا من هذا الفيروس قد ينتشر بسرعة جدا.
يهاجم الفيروس الخلايا وعندما يستطيع مفتاح الفيروس الاندماج مع قفل الخلايا المستهدفة ، يدور المفتاح فتفتح الخلية بابها ويستطيع الفيروس الاندماج مع قفل الخلية ويخترق سطح الخلية ويبدأ فى نشر وبث خصائصه الوراثية ثم يتركها بعد تخريبها متنقلا بخفة ورشاقة من خلية لأخرى .
وبالتالى يستطيع فى وقت قليل السيطرة على الخلايا الواحدة تلو الأخرى وهدم مقاومتها المناعية ، وأخطر ما فى الفيروس هو سطحه حيث يوجد انزيم نيورامينياز  Neuraminidase (NA)وعقار التام فلو Tamflu  يعمل على تعطيل هذا الإنزيم ومن ثم تموت الخلايا المسببة للفيروس أو التالفة بها.
التحصـين
  المناعة تتكون نتيجة لتكون أجسام مناعية بعد عدوى مباشرة بالمرض .. ولكن هناك طريقة صناعية لتكوين المناعة وتكوين أجسام مناعية وذلك عن طريق التحصين باللقاحات المختلفة .. وهى عبارة عن ميكروبات الأمراض تعطى بصورة مخففة لإحداث عدوى ضعيفة للمرض يتبعها تكون مناعة. واللقاح يقوم أو يعمل على تنشيط الجهاز المناعى ويجعله فى تنيه دائم واستعداد مستمر للعدو الغازى وتأهب دائم فى جهاز المناعة بالدم وبالتالى يستطيع مقاومة الغريب المنتظر ويواجهه ويقضى عليه قبل أن يستفحل وينتشر فى جميع ارجاء الجسم.
عمل اللقاح هو تنشيط الجهاز المناعى. حيث يوهم الخلية بأن الكائن أو الغازى العدو موجود بالدم مما يجعلها فى حالة تنبيه مستمر ودائم مما ينبه الخلايا الدفاعية بصورة دائمة لوجود جسم غريب فيقاومه. لنتذكر دائما أن كثرة المضادات الحيوية تعمل على تقوية الفيروسات والبكتيريا المهاجمة ، وتكسبها قوة وشراسة مما يقلل من فعالية المضادات المقصودة، بل وتؤدى إلى ظهور العديد من الأمراض غير المعروفة علاوة على إضعاف جهاز المناعة بالجسم.
ولنأخذ فى الاعتبار انتظار العديد والجديد من فيروسات الإنفلونزا المختلفة والمتنوعة مثل: إنفلونزا  الكلاب أوالقطط أو الحمير وغيرها. فماذا نفعل وقتها ..؟!
 والفيروس ليس كائنا حيا لكونه لا يتكاثر ولا يتزاوج وإنما هو يتوسط الكائنات الحية وغير الحية، فيجمع فى تركيبه مع الكائنات الحية المادة الوراثية التى تعد أخطر ما فيه ، ويظل كامنا حتى يستطع التطفل على أى كائن حى ليمارس نشاطه بالاستنساخ والإكثار من نسخه داخل خلية الكائن الحى حيث يدخل ضمن التركيب الوراثى للخلية فيوهمها بانه من أحد أعوانها ومكوناتها. لكن .. لماذا تصيب فيروسات إنفلونزا البعض دون الاخر ..؟! بل لماذا ينجو من الموت البعض دون الآخر..؟!ولا شك ان السبب الرئيسى فى تفشى الأوبئة فى الآونة الأخيرة هو إتقان لعبة الجينات وتحوير الفيروسات وهندستها الجينية، لبيع المرض وتسويق الأدوية.
الفيروس ليس بالخطورة المطروحة لكن لماذا تعد إصابة الخنزير بالفيروسات أشد خطرا..؟!
بصفة عامة  تكمن خطورة إصابة الخنزير على وجه التحديد بالفيروسات ، فى أن داخل خلايا جسم الخنزير مستقبلات للكثير من الفيروسات التى تتحور وتتطفر (تتغير) داخله لتخرج فى صور جديدة شديدة الضراوة لتصيب الإنسان والحيوانات أيضا..كما حدث فى إنفلونزا الخنزير.وكلنا يعلم أن الخنازير كانت موجودة منذ خلق الإنسان، والفيروسات ايضًا، فما السبب اذن فى زيادة وكثرة  إنبعاث الأوبئة من الخنازير والحيوانات الأخرى الآن ..؟!! وكذلك تفشى أوبئة الإنفلونزا من حين إلى آخر..؟! بل وما الداعى لكل هذا الذعر ..؟! خاصة والعالم كله يعانى من الأزمة الاقتصادية..!
هل إثارة الرعب والفزع بين الناس مسألة مقصودة متعمدة لشغله عن القضية الأساسية وهى الأزمة الاقتصادية التى تواجه العالم كله ..؟!وفى نفس الوقت ستكون حلاً اقتصاديا لزمتها الاقتصادية على حساب صحة الآخرين وموت البعض. قطعا إنها مقصودة.
كتاب لبيع المرض وتسويق الأدوية
 يتداول الآن فى الخارج كتاب " بيع المرض" وتسويق الأدوية .. فهل نجحت شركات الأدوية فى تحويل البعض منا بل والكثير منا إلى مرضى..؟!
***
المقاومة الطبيعية وضرورة العودة للأعشاب الطبيعية
منذ خلق الإنسان وهو يسعى لتحقيق أحلامه بالبحث عن المال،القوة،الصحة والجمال. وارتبطت الصحة والجمال لديه بعلاقته بالنباتات البرية فاستعمل الأعشاب للتداوى والتجميل. فبلغ قدماء المصريون درجة عالية من المهارة ما لم يبلغه أحدا فى عصرنا الحديث، فى فن التجميل والعلاج.
وكان من البرديات التى عثر عليها برية إيبرس Papyrus Ebers التى تعتبر من أهم البرديات الطبية التى شملت ما يقرب من 877 وصفة طبية من بينها 12 وصفة فقط أساسها التعاويذ السحرية.
وكذلك النباتات الطبية فى الطب الصينى القديم فقد تم الكشف عن 365 عقارا من العقاقير النباتية.
وقد برع أيضا اليونانيون فى الطب والتداوى بالأعشاب. ومن أهم الأعشاب التى تهمنا فى مقاومة نزلات البرد بشتى أنواعها والإنفلونزا وغيرها مما يساعد على تقوية جهاز المناعة فيجعله قادرا على مواجهة أى غازى من الأعداء الفيروسية.
حبة البركة:Nigella  وتسمى بالفارسية(شونيز) Nigella sativa  وتعرف حبة البركة باسم الحبة المباركة او الحبة السوداء أو الكمون الأسود. وقد عرف الفراعنة وقدماء المصريين هذه الحبة وكانوا يطلقون عليها (شنقت) وذكروها فى بعض بردياتهم فى علاج أمراض الصدر والكحة.
ويعزى المفعول الطبى والعلاجى فى هذه الحبة لوجود مادة النجلون Nigellone  الموجودة فى زيت هذه الحبة. حيث كانت تستعمل مادة النجلون المعزولة من البذور على هيئة نقط تستعمل فى علاج الربو والسعال الديكى. 
ينسون Anise or Aniseed والاسم العلمى هو Pimpinella anisum ويطلق عليه أسم الأنيسون.
وتستخدم ثماره التى يطلق عليها تجاريا البذور طبيا لاستخلاص الزيت منها ومن أهميته أنه يدخل فى بعض أدوية الكحة طاردا للبلغم Expectorant  وليكسب هذه الأدوية طعما مقبولاً، ويكثر بالثمار هرمون الأستروجين Estrogen  ولذلك يعرف عنه أنه إذا تناول بكميات كبيرة للذكور فإنه يُضر بهم حيث يزيد لديهم الهرمونات الأنثوية مما يقلل من القدرة الجنسية ، أما بالنسبة للإناث فيؤدى لزيادة إدرار اللبن ، لدرجة أنه يضاف إلى عليقة البقر.
العرقسوس: Liquorice  نبات العرقسوس أو السوس يوجد منه عدة أصناف وتستخدمه الصين لعلاج الكحة وضيق التنفس كما أشارت إليه بعض البرديات الطبية المصرية القديمة.
ومما لاشك فيه أن الصين تعلم جيدا قيمة الأعشاب والنباتات الطبية .. فلماذا كان استخلاصها للقاح إنفلونزا الخنازير اليتسون وليس العرقسوس ..؟!
لأن العلماء الذين عالجوا المرضى بالعرقسوس وجدوا بعض هؤلاء المرضى يزيدون فى الوزن وتتضخم مفاصلهم، علاوة على تأثيره الضار على مرضى القلب ومرضى ارتفاع الضغط وغيره.
وبرغم أن ثمار الشطة تعتبر من الثمار الغنية بفيتامين ج Vitamine c إلا أنه لا ينصح بتناولها للوقاية من نزلات البرد كالليمون والبرتقال وغيره. لكن لا شك إنها طاردة للملوثات لما لها من تأثير فعال وفورى يؤدى بك إلى العطس عند شم رائحتها النفاذة.
البصل Squill  ويسمى بصل العنصل أو بصل فرعون ويدخل فى تركيب أدوية الكحة وأدوية اللتهاب الرئوى المزمن، علاوة على فوائده الأخرى فى علاج أمراض واضطرابات القلب.
وكلنا يعرف فائدة كل من البرتقال والليمون وعسل النحل فى مقاومة أمراض البرد خاصة الإنفلونزا.
***
وباء إنفلونزا الخنازير كان متوقعًا
كان معظم الموتى وضحايا 1918 م سقطوا صرعى الرئة والالتهاب الرئوىPneumonia)) نتجت من بكتيريا انتهازية أصابتهم بعد أن أضعفتهم الإنفلونزا.إلا أن مجموعة من ضحايا الإنفلونزا ماتوا بعد أيام قليلة من ظهور الأعراض عليهم . بسبب حدوث التهاب رئوى فيروسى أكثر حدة والناتج من الإنفلونزا ذاتها مما جعل الرئة لديهم إما نازفة بشدة أو ممتلئة بالسوائل. وبرغم اجتياح  تلك الكارثة لبعض بلاد العالم عدة مرات إلا أنه فى كل مرة كانت تظهر سلالة جديدة شبيهة للأولى إلا أنها تمتلك خصائص جديدة لم يسبق للجهاز المناعى التعرف عليها، وبقيت سلالة عام  1918 م تنفرد بخصائص تميزها إلا أنها تعد المنشأ لهذه السلالات الناتجة والمتفرعة التى تلتها. فقد شخصت الآن سلالة H2N2   التى حلت لعنتها على العالم عام 1957م ، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968م. ولأن الخنزير لديه قابلية للإصابة بفيروسات كلا النوعين البشرى والطيرى فقد انتشرت حالات إنفلونزا فى البشر والخنازير عام 1918م.وكان انتقالها من البشر إلى الخنازير يعد احتمالاً متوقعاً، حيث إن الخنازير تتغذى على فضلات ومخرجات أى كائنات وبالتالى من الممكن نقله أيضاً من الأسماك إلى الخنازير. وكما حدث فى حالة الإصابة بفيروس سارس التاجى  (SARS Corona Virus)  حيث ظهرت سلالته بين البشر وكانت من مصدر حيوانى .. مازال مجهولاً.
ولذلك نتوقع المزيد من إنفلونزا الفئران أوالقطط أو الكلاب وغيرها من الحيوانات التى ستهل علينا من حين إلى آخر خاصة ونحن فى عصر الأوبئة ولعبة فى ايدى الآخرين. فكافة الأوبئة التى ظهرت فوق الأرض من صنع الإنسان، حتى الطبيعة لم تسلم من شيطانه وتخريبه وفساده .
***
مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية
وفى عصر العولمة أو زمن التكنولوجيا..وبدلاً من اللعب والتمثيل بالقتال كما هو الحال فى لعبة "الشطرنج" أصبحت الآن الهندسة الوراثية اللعبة الأكثر شغفا وإثارة..فدائما يبحث العلماء عن اللعب بالقتال والتمثيل به ، لتربح الآن لعبة هندسة الكائنات الحية ، لعبة الجينات لتتصدر قائمة التكنولوجيا الحديثة. وبعد هندسة الجراثيم أشكالاً وألوانا لتتنج لنا جراثيما جديدة،تصبح اللقاحات والمضادات عديمة الجدوى تجاهها، بل هى فى حد ذاتها تشكل خطورة على الإنسان. فيفقد مناعته تجاه أبسط الفيروسات والميكروبات علاوة على أنه سيصبح مرتعا خصبا للكثير منها وبالتالى ستظهر لنا أمراض لا عهد لنا بها سابقا. والأخطر من كل ذلك أن هناك من الكائنات الدقيقة ما يطول استمرارها إلى أمد غير محدود، فقد بقيت جزيرة كرينارد على شواطئ "اسكتلندا" مصابة بأنواع من الجمرة الخبيثة لنحو أربعين عامًا بعد إجراء تجارب الحرب البيولوجية. من اجل كل ذلك عقدت اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية عام 1972 ومنع تطوير وتملك أسلحة بيولوجية  ذلك لصعوبة وسائل الكشف عن العوامل البيولوجية بشكل خاص وكان اقتراح اتحاد العلميين الأمريكيين الذى يضم 3000 عضو بتتبع إمكانية انتشار أى وباء او جائحة من صنع الإنسان.
ويتضمن نظام المراقبة المعتمدة فى هذا البرنامج تطوير قاعدة بيانات عن الأمراض المستوطنة فى العالم والإعلام السريع عن أى انتشار غير طبيعى او غير مألوف.. غير أن سهولة إنتاج السلاح البيولوجى ستتيح لمن يرغب مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية.والحرب العالمية الأولى التى استخدمت فيها الغـازات وكانت تجربة مرعبة، لدرجة قادت معها إلى وضع برتوكول جنيف لعام 1925 الذى حظر استخدام العوامل الكيميائية والبيولوجية فى الحرب. وبالفعل لم تستخدم الحرب الكيماوية حتى جاء الهجوم العراقى الكيميائى الواسع النطاق خلال الحرب العراقية الإيرانية 1983 ـ 1988.
مصير الميكروبات المهندسة وراثيـًا
  ومصير الميكروبات المهندسة وراثيًا فى الطبيعة أمرا يصعب تحديده ، حيث  تتكاثر تلك الكائنات بشكل غير طبيعى وبصورة غير متوقعة ولا محدودة ، ولا يمكن السيطرة عليها حيث  يتبادل كثير من الميكروبات المادة الوراثية الـ DNA تلقائياً وبدون أى تدخل خارجى.. وبالتالى تكتسب الميكروبات صفات جديدة. فهل يمكن للخلايا المهندسة وراثياً والتى تُطلق للتخلص من النفايات السامة أو لقتل الآفات أو للقيام بخدمات أخرى أن تنقل جيناتها المحورة إلى كائنات حية أخرى مع ما يتبع ذلك من عواقب غير مرغوب فيها..؟!
يهتم البيولوجيون حاليًا بتقويم وتقليل ومحاولة الحد من هذه الأخطار.. برغم التأكد  من استحالة تجنب هذه الأخطار إلا أنه مازالت للعبة بقية..!
لمصلحة من السعى وراء هذا الفساد شرقا وغربا ..من المسئول عن انتشار الأوبئة التالية: الإيدز، الملاريا، الكوليرا، فيروسات الكبد الوبائية، سارس، جنون البقر، لحمى القلاعية، إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير (إنفلونزا المكسيك المستحدثة H1N1)..؟! قطعا كلنا يعرف من المسئول عن هذه الأمراض وتلك الأوبئة كما قال الله تعالى :
"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".[المائدة ـ 64].
***





                                               





ملف
إنفلونزا الخنزير
إعداد د/ أميمة خفاجى































بسم الله الرحمن الرحيم


" وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً "
[الإسراء : 85].





























الباب الأول
الفصل الأول: لعبة الجينات أم لعبة الموت..؟!




لعبة الجينات أم لعبة الموت ..؟!


وتغير كل شئ ..
حتى الشمس ...!!!!
تغيرت ..!
أصبحت مُحرقة..قاسية..بعد أن كانت دافئة ، هادئة..!!!
وغدت تُرسل اشعتها المميتة دفاعاً عن نفسها . وها نحن نحصد ما صنعه الإنسان بيديه..خاصة عندما تضافر الجهل مع الخُبث..لابد وأن تكون تلك هى النتيجة.
لقد بدأ الإنسان حياته على الأرض محاولاً حماية نفسه من غوائل البيئة والطبيعة، وبعد آلاف السنين يحاول الآن أن يقى الطبيعه شره وعدوانه..فليس هناك أشد وأخطر على المؤمن من الجهل .. الذى حذرنا الله جل شأنه فى كتابه الكريم منه فقال تعالى :
" إنى اعظك أن تكون من الجاهلين ".[ هود : 46].
ولذلك تنزه الأنبياء وتبرأوا من الجهل بشتى ألوانه،وتعوذوا بالرحمن منه.. ذلك لشدة خطورته.
لقد تفوقت وسائل  الحرب البيولوجية كافة اسلحة الدمار الشامل لأنها خفية.. غير معلنة..علاوة على أنها حرب غير متكافئة..فلا يدرى الضحية فيها..متى وكيف بدأت ..؟! وكما كانت الحرب على الشرق والإسلام والمسلمين خفية..غير معلنة، كذلك جاءت ضمن الفيروسات والأوبئة..غير صريحة أو واضحة.
لمصلحة من السعى وراء هذ الفساد شرقًا وغربً ..من المسئول عن انتشار الوباءات التالية:
-            الإيدز ..
-            الملاريا .
-            الكوليرا .
-            فيروسات الكبد الوبائية ..
-            سارس ..
-            جنون البقر ..
-            الحمى القلاعية ..
-            إنفلونزا الطيور .. !!!
-            إنفلونزا الخنازير .
-            إنفلونزا البشر المستحدثة H1N1.
كلنا يعرف من المسئول عن هذه الأمراض والأوبئة وكما قال الله تعالى :
"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ". [ المائدة ـ 64].
***
مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية
وفى عصر العولمة والهندسة الوراثية أو لعبة الجينات .. وبعد هندسة الجراثيم أشكالاً وألوانا لتتنج لنا جراثيم جديدة .. تصبح اللقاحات والمضادات عديمة الجدوى تجاهها بل هى فى حد ذاتها تشكل خطورة على الإنسان .
والأخطر من كل ذلك أن هناك من الكائنات الدقيقة ما يطول استمرارها إلى أمد غير محدود فقد بقيت جزيرة كرينارد على شواطئ اسكتلندا مصابة بأنواع من الجمرة الخبيثة لنحو أربعين عامًا بعد إجراء تجارب الحرب البيولوجية.
من اجل كل ذلك عقدت اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية عام 1972 ومنع تطوير وتملك أسلحة بيولوجية  ذلك لصعوبة وسائل الكشف عن العوامل البيولوجية بشكل خاص وكان اقتراح اتحاد العلميين الأمريكيين الذى يضم 3000 عضو بتتبع إمكانية انتشار أى وباء او جانحة من صنع الإنسان .
ويتضمن نظام المراقبة المعتمدة فى هذا البرنامج تطوير قاعدة بيانات عن الأمراض المستوطنة فى العالم والإعلام السريع عن أى انتشار غير طبيعى او غير مألوف ..غير أن سهولة إنتاج السلاح البيولوجى ستتيح لمن يرغب مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية.
والحرب العالمية الأولى التى استخدمت فيها الغـازات وكانت تجربة مرعبة، لدرجة قادت معها إلى وضع برتوكول جنيف لعام 1925 الذى حظر استخدام العوامل الكيميائية والبيولوجية فى الحرب. وبالفعل لم تستخدم الحرب الكيماوية حتى جاء الهجوم العراقى الكيميائى الواسع النطاق خلال الحرب العراقية الإيرانية 1983 ـ 1988.
مصير الميكروبات المهندسة وراثيـًا
    ومصير الميكروبات المهندسة وراثيًا فى الطبيعة أمر يصعب تحديده  حيث  تتكاثر تلك الكائنات بشكل غير طبيعى وبصورة غير متوقعة ولا محدودة .. ولا يمكن السيطرة عليها حيث  يتبادل كثير من الميكروبات المادة الوراثية الـ  DNA تلقائياً وبدون أى تدخل خارجى..وبالتالى تكتسب الميكروبات صفات جديدة.
فهل يمكن للخلايا المهندسة وراثياً والتى تُطلق للتخلص من النفايات السامة أو لقتل الآفات أو للقيام بخدمات أخرى أن تنقل جيناتها المحورة إلى كائنات حية أخرى مع ما يتبع ذلك من عواقب غير مرغوب فيها..؟!
يهتم البيولوجيون حاليًا بتقويم هذه الأخطار.. برغم التأكد  من استحالة تجنب هذه الأخطار.إلا أنه مازالت للعبة بقية..!
لعبة الجينات لم تعد خيالاً علميـًا 
        ومسألة إدخال الجينات الغريبة في الذباب ..  ليست بخيال علمي وإنما هى حقيقة علمية واقعة ، بل ومفزعة أيضًا..ولك ما تتخيله مما يحمله هذا الجين الغريب من  أغراض وأهداف لاصابه وتحقيق أطماع العدو..خاصة بعد الإنجازات الخطيرة باكتشاف الجينات المسئولة عن الذاكرة الانفعالية وتحديد الأشخاص ذوى النزعات العنيفة والبلادة والسيطرة على جهاز المناعة.
و ليس هناك أدنى شك فى تأثير سوء التغذية فى النمو الذهنى للأطفال  خاصة فى الأعمار التى تقل عن خمس سنوات..كحدوث تلف بنيوى دائم للمخ من جراء سوء التغذية.
والأغذية الفاسدة  بإدخال المواد المطفرة التى تؤثر على  تغيير التركيب الوراثى للفرد (المستمرعلى تناول هذه المادة على المدى البعيد) والأداء العقلى وانخفاض مستوى تأثير التفاعل مع البيئة والوسط والمجتمع المحيط. وكما يوجد ذكاء صناعى بتدخل البيئة والعوامل المساعدة والمنبهات والمنشطات..يوجد أيضًا غباء صناعى .. والطفرات التى تحدث فى  الجهاز العصبى من أخطر الأمور التى يتعرض لها البعض دون أن يدرى بمداومة أكل المنتجات المطفرة وراثيًا.
والعلماء يزدادون طمعا ورغبة
 هل من مزيد لتطوير الكائنات والميكروبات المجهرية الدقيقة الغريبة والشاذة لنشر الدمار الشامل ؟ وليس للحاضر فقط بل والمستقبل أيضًا..؟! .
وبرغم لوائح المحظورات وقوائم الممنوعات وجميع المعاهدات..والتحذيرات .. والاتفاقيات والمؤتمرات..والتوصيات ، إلا أن الفـواكه والمحاصيل المهندسة وراثيًا يتم إنتاجها بالفعل بكل تحدى وعنوة. ووجود طماطم وجوافة صحيحة بعافية دون إصابة أو تلف،أوعطب..قويــة..متماسكة..طازجة ، بحيث  تستمر لأوقات طويلة دون تلف..أمر فى غاية الخطورة ..
والطماطم التى تحتوى على جين أسماك القلاوندوس الصغيرة لإدخال صفة المقاومة للحرارة المنخفضة والفراولة المقاومة للعطب وحبوب الذرة التى قتلت أنواعاً من الفراشات لاحتوائها على جين مميت للآفات ولم يكن التأثير على الفراشات  متوقعًا من قبل.
وليتها جاءت على الفراشات وحسب !!
وعلل العلماء جريمتهم تلك (موت بعض الكائنات الحية) بأن السبب الرئيسى فى ذلك هو اختلاف الظروف المعملية عن الظروف الحقلية الطبيعية .
وكالمعتاد الهدف نبيل ..
والبحث عن قوت لسد حاجة العالم أمر ضروري .. بل وحتمي أيـضًا .. حيث إنه لا مفر من اللجوء لذلك لإنقاذ العالم من الجوع والفقر والمرض.. أمر في غاية المروءة  ..وقد يكون بالفعل أن النباتات المهندسة وراثيًا قد قللت بالفعل من استعمال المبيدات الحشرية ولكن أسفر ذلك عن نتائج وأثار جانبية مفزعة إذ أن هناك بعض التهجينات التى تتم فى الطبيعة دون تدخل من الإنسان بين بعض المحاصيل وغيرها من الأقارب الطبيعية والتى قد تبعد عنها مئات الكيلو مترات مما  ينتج نسلاً جديدًا يحمل الجين الدخيل ولا شك فى ذلك.. كما حدث بالفعل  فى نباتات شلجم الزيت التى تستطيع إخصاب نباتات تبعد عنها بحوالى 2 كيلو مترًا حيث تم الكشف عن الجينات المقاومة للأعشاب فى 72 % من نباتات البطاطس الطبيعية التى كانت  مزروعة مباشرة بجوار النباتات المحورة وراثيًا.
كما  أمكن  الكشف عن انتقال الجينات المحورة وراثيًا إلى أماكن أخرى تبعد ما يقرب من  1000 كيلو متر وثبت وجودها بالفعل  فى محاصيل لم تزرع فيها هذه الجينات ..  الأمر المفزع حقًا.
وأخطر ما فى الموضوع هو اختلاط  النباتات  المحورة وراثياً بالنباتات  الأخرى الطبيعية دون علم أو إذن مسبق  للعلماء.. بلا حول ولا قوة منا..لتسفر هذه العملية عن إنتاج  محاصيل لا علم لنا بها مسبقًا.
الجينات الهاربة
قطعًا هو أمر فى غاية الغرابة..أن تنتقل الجينات من مكان لآخر،دون قيد أو شرط..وكما تتسرب الميكروبات وتنتقل الفيروسات بالعدوى من فرد لآخر أيضاً تتسرب الجينات وتهرب من كائن لآخر لأننا لن نستطيع التحكم فيها و السيطرة عليها  وكل ذلك لأننا لم نتقن اللعبة بعد..ولن نتقنها لأننا بشر وقدراتنا محدودة أمام قدرة الله عز وجل :
"  صنع الله الذى اتقن كل شئ " [النمل : 88].

***

ضحايا الكوارث الطبيعية وضحايا الأوبئة
    أولاً : لا يجب عقد مقارنات بين عدد ضحايا الكوارث الطبيعية وعدد ضحايا الأمراض الوبائية ولنأخذ مثلاً ما تداولته الأخبار عن ضحايا الكوارث الطبيعية :
 200 قتيل فى جنوب أستراليا وغيرهم فى ولاية فيكتوريا نتيجة الاحتباس الحرارى .. صحيح ان الاحتباس الحرارى لا يشعل الحرارة والحرائق لكنه يؤدى إليها من الجفاف الطويل وارتفاع درجات الحرارة وندرة وقلة المياه وندرة المطر .. واستراليا دائما عرضة لتغيرات مناخية ومتسرعة مما يعرضها للخطر . حيث أن الخطورة لا تكمن فى العدد وإنما فى ما ينتظر من جراء هذا الوباء إذا انتشر كوباء ولنتذكر ضحايا الوباء فى الحرب العالمية كان يفوق 20 ـ 25 مليون قتيل من جراء الوباء وليس من جراء الحرب .. فالقضية أخطر بكثير مما يتوقع الآخرين الذين يقارنون ضحايا الحوادث والطرق والإجرام والكوارث الطبيعية بضحايا الوباء..قد يساعد التطور فى تقليل عدد هؤلاء الضحايا لكنه لن يمنعها إذا حلت وعمت العالم واجتاحت العالم.
***


الباب الأول
الفصل الثانى: الخنزير



الخنزير


الخنزير فى اللغة العربية
كلمة خنزير تعنى حيوان داجن من الفصيلة الخنزيرية رتبة مزدوجات الأصابع وهو جنس من الثدييات ذوات الظلف لغير المجترة. ومنه احد عشر سلالة. والخنزوان ذكر الخنزير.
وكلمة خَنِزَ تعنى فسد وأنتن فهو خنز ،عندما يقال خنزر الرجل أى نظر بمؤخر عينيه .
أما كلمة خنزير بالإنجليزية : PIG  أو Swine  .
ومن صفاته
إنه يتسم بحاسة شم قوية جداً،وهو سريع التكاثر فتلد انثى الخنزير من(3 ـ 12) صغيرا فى المرة الواحدة التى تتراوح ما بين 6 – 8 شهور ، وتقوم بإرضاعهم لمدة 21 يوما فقط ، وهو متعدد الألوان من الأبيض إلى الوردى والأحمر ومن البنى إلى الأسود.
أنفه اسطوانى صلب حتى يستعين به فى نبش الأرض وإخراج الديدان ، أرجله مهيأة جيدا للسير فى الأوحال حيث إن أظلافه موزعة بشكل لا يسمح لها بالغوص فى الأوحال ولذلك فهو ينتشر بكثرة فى المناطق الموحلة .يتميز برقبة مكتنزة عريضة يصعب اختراقها عادة بالسكين ، له أصوات مرعبة ومفزعة ممزوجة بالصراخ والآهات تصدر خاصة عند ذبحه.
تفتقر خلايا الخنزير إلى الغدد العرقية التى تعمل على خفض الحرارة مثل بقية الثدييات ، ولذلك فهو تحتاج للمياه أو الطين لتبريد أجساده خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة.
من سلوكيات الخنزير
الخنزير حيوان سبعى (أى آكل اللحم) وبهيمى (اى آكل العشب) وممكن أن نضيف أنه حيوان قذر لأنه يأكل كافة القاذورات التى تخطر على البال فهو لأكله الجرذ والفئران يتغذى على الجيفة واللحوم ولا يهتم إن كانت فاسدة أو سليمة ،وفضلات والقمامات والملوثات حتى ملوثات وبقايا الدم والقطن بالمستشفيات يأكلها .
والأدهى من كل ذلك أن الأنثى قد تأكل صغارها أحياناً،فهو آكل كل شيء، وهو نهم  شره فيأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم كما يتغذى على الذباب والديدان والصرصور والنفايات وبقايا جثث الطيور والحيوانات والطير ، حتى الجثث البشرية يتغذى عليها.ليس ذلك وحسب وإنما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه يأكلها بشرهة ونهم. فهو حيوان كانس للبيئة.
يقول الدميري : إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق تكتنف حياته الاجتماعية مع أنثاه الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة وهو حيوان لا يشعر بالغيرة نحو الأنثى التى يجامعها.
يقول ابن خلدون : " أكلت الأعراب لحم الأبل فاكتسبوا الغلظة ، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة ، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة ".
كما أشار النبى صلى الله عليه وسلم إلى أثر الطعام على خلق آكليه فقال :
"والفخر والخيلاء فى أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار فى أهل الغنم".

طرق ذبح الخنزير
 يذبح الخنزير فى مصر بغرس سكين حاد وطويل جداً فى قلبه ثم تؤخذ الذبيحة فى أحواض مائية كبيرة ثم تنزع الشعر بآلات معينة ومخصصة لذلك أما فى بعض البلاد الأجنبية فيطعن بسيخ مدبب الرأس فى رقبة الخنزير ويتم سحب السيخ بسرعة لجمع الدماء التى تخرج بسرعة فى صورة نافورة التى تعاد تصنيعا ، ويغطى جسم الذبيحة بالقش لحرقه بالنيران للتخلص من الشعر الموجود به ثم يقطع .

قرار إعدام الخنزير
ولكل هذه اصفات لا يجب معاملة الخنزير كحيوان مزرعة أو حيوان مستانس كالكلاب برغم نجاحه فى التدريب ، ولكونه حيوان كانس للبيئة ولا يجب رعايته وتربيته وقرار ذبحه أو إبادته كان قراراً صائباً حيث يشكل وجوده وسط المدينة طاعونا وبائيا ووجوده ورعايته وتربيته سواء تربية صحية أو غير صحية (على القمامة والفضلات) يعد أمرًا غير علميا وغير شرعى أيضًا ، تمامًا كانك تربى وترعى الفئران والجرذان والصراصير .
 ولابد وان يعامل معاملة الفئران والجرذ . واتخاذه حيوان تجارب فقط لا غير.

***


الباب الأول
الفصل الثالث : الخنزير فى الأديان السماوية


الخنزير فى الأديان السماوية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما ظهرت الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا " رواه مالك.
وتناول الأئمة والعلماء حكمة واضرار أكل لحم الميتة والدم وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع كما توصل العلم الحديث بأنها مستودعات للجراثيم والميكروبات الفتاكة وأن العالم أجمع وصل لمنع وتحريم أكل الميتة ومنع أكل الحيوان إذا مات منخنقا وما يموت بطيئا سواء بالضرب والتردى (أى السقوط من مكان عال). وقد وردت كل هذه الأسرار الطبية والحكم الصحية فى كتاب الله الكريم :
" وإنه لكتاب عزيز(41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
 تنزيل من حكيم حميد ".
[فصلت :41 ـ 42].
فالعالم كله طوعا وكرها يطبق حديث النبى صلى الله عليه وسلم :
" وما ينطق عن الهوى(2) إن هو إلا وحى يوحى(3) علمه شديد القوى ".
[النجم : 2 ـ 5].
عندما صدق فى فرض الحصار الحجر الصحى على مريض الطاعون فقال صلى الله عليه وسلم :
"إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها ".
 صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأعلن العالم لارسن الأجنبى مكتشف جرثومة جديدة تسمى "يارزينا" لا توجد سوى فى الخنزير فقط كما توصلت دراسات علمية حديثة بجامعة (أوتاوا) الكندية إلى وجود علاقة واضحة بين تناول لحم الخنزير ومرض تليف الكبد الخطير والمزمن وغيرها مما سبق الإعلان عنه بالدودة الشعيرية . كما توصلت اللجنة الدانمركية ـ الأوروبية الخاصة ببحث الأمراض الخطيرة المزمنة بمطالبة البرلمانات الأوروبية ليس بمنع لحم الخنزير وتحريمه بل وبمنع وتحريم وتجريم تربية الخنازير من أجل صحة وسلامة المجتمع من الأضرار الخطيرة المترتبة على أكل لحم الخنزير..
ولنتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم :
"ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه الشفاء علمه من علمه وجهله من جهله".
فلقد دعانا نبينا الكريم إلى استئصال جذور السبب المباشر التى تمنع حدوثه بإبطال كل القوانين والعادات والوسائل الخبيثة التى أدت إلى الانحلال الأخلاقى.وهذه الحدود التى وضعها لنا الإسلام لا تمنع بين اتباع التقدم العلمى والتكنولوجى مع التمسك والتحلى بالاخلاق الفاضلة التى تقوم على العفة والطهارة والإحصان.
كراهة وتحريم أكل لحم الخنزير
حرمت الديانات السماوية أكل لحم الخنزير فقد حرم الكتاب المقدس (العهد القديم)عند اليهود فى : سفر أشعياء 65 آية 4 ، 66 آية 3 . وسفر اللاويين 11 أية 7 . وسفر التثنية 14 آية 8 .
فى المسيحية
فلحم الخنزير غير مستحب كما جاء فى الكتاب المقدس بعهديه " العهد الجديد " فى إنجيل متى 5 آية 13، وإنجيل متى7 آية 6 ، وإنجيل لوقا 15 آية 19 .
ولقد ذكر اللـه تعالى الخنزير فى القرآن الكريم في أربعة مواضع للتحريم وموضع واحد للتحقير وهو في قولة تعالى :
" وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ".[المائدة ـ60].
    وإذا تأملت كل الآيات الأربع التى ذكر فيها لفظ الخنزير نجد أنه تعالى جل شأنه سبقها بكلمة لحم أى أن التركيز على التحريم اللحم..لحم الخنزير لما ذكرناه من خطورة تكمن فى لحمه..و القرآن واضح..وصريح..حيث قال اللـه تعالى أيضاً :
1 ـ " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ". [المائدة ـ 3].
2 ـ " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ ". [البقرة ـ 173].
3 ـ " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ". [النحل ـ 115].
4 ـ " إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ ". [الأنعام ـ 145].
    والاقتران الدائم للميتة والدم ولحـم الخنزير في جميع هذه الآيات له دلالته الخاصة.
    ولا تسأل لماذا يحرم الدم ؟
     وهل هناك من يشرب الدم ؟
    لأنه بالفعل هناك من يشرب الدم .
    نعم .
    هناك من يشربون الدم ، طازجاً .. مسفوحًا ، عند ذبح البهائم ، لما له من فوائد عظيمة ، في تقوية جهاز المناعة .. واحتوائه على جميع الفيتامينات المركزة ، وبصورة قوية.
    وفي الخارج كثيراً ما ترى كيف يشرب الأجانب دم الحيوانات المسفوحة ، ليمدهم بالصحة والقوة  والحيوية..ولدينا أمثلة أخرى في مصر مثل شرب دم الترسة.
 ولكن..!
    إذا كانت له تلك الفوائد العظيمة فلماذا حرمة اللـه ؟
    لان الدم بيئة خصبه للميكروبات التى سرعان ما تتكاثر ، وإذا ما تلوث الدم (وفى الغالب يتلوث لتلوث الهواء) قضى على الإنسان في وقت وجيز ..
   وربما من هنا جاء تحريمه،وكذلك الميتة و لحــم الخنزير واللـه أعلم. كل منها لهول وفظاعة ما يحمله من خطورة تقضى على حياة الإنسان.
ومن حكمة تحريم لحم الخنزير
فالخنزير مستودع للكثر من الأمراض الوبائية والمعدية
للحيوان والطير والإنسان
أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن الخنزير من بين سائر الحيوانات يُعَدّ أكبرَ مستودَع للجراثيم والميكروبات والأمراض الضارة بجسم الإنسان، ومن الأمراض التي تنشأ عن أكل لحمه مايلى: الأمراض الطفيلية والبكتيرية والأمراض الفيروسية و الأمراض الجرثومية وكذلك الأمراض الناشئة عن التركيب البيولوجيّ للحم الخنزير وشحمه،هذا بالإضافة إلى إصابة آكلي لحم الخنزير بعسر الهضم بسبب بقاء هذا اللحم في المعدة قرابة أربع ساعات حتى يتم هضمه، خلافًا لبقية لحوم الحيوانات الأخرى، وما يسببه تناول لحمه من الإصابة بالسمنة وامتلاء جسم متناوله بالبثرات والحبوب والأكياس الدهنية،وتسببه في ضعف الذاكرة.
وتشريحيا يشبه جسمه لحد كبير جداً جسم الإنسان ولذلك فهو يعد وعاء ومرتعا خصبا للعديد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان. فهو مستودع لما يقرب من 450 مرضاً وبائياً. منهم ما يقرب من 27 مرضا وبائيا ينتقل إلى الإنسان ، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى فى بقية الأمراض لكنه يبقى المخزن الرئيسى لهذه الأمراض مثل مرض : الكلب الكاذب وبعض أنواع الحمى الحيوانية وغيرها . ويقوم الخنزير بدور العائل الوسيط لنقل 57 مرضاً إلى الإنسان ويتسبب أكل لحم الخنزير فى عسر الهضم وتصلب الشرايين وغيرها .  
ويشبه فى صفاته البشرية قدرة خلاياه على تحوير وتكاثر أى فيروس يدخلها ويقتحمها لتخرج منها عترة (سلالة) جديدة مختلفة عن العترة الأصلية ولها قدرة على الانتقال من البشر كما حدث فى الإنفلونزا التى أصابته وانتقلت للبشر وسميت بإنفلونزا الخنزير.
***








الباب الأول
الفصل الرابع : خطورة أكل لحم الخنزير


خطورة أكل لحم الخنزير


خطورة أكل لحوم الخنزير
تكمن خطورة أكل لحم الخنزير فى إن الخنزير من الحيوانات آكلة اللحوم والجيف .. فبصفة عامة عند تناول لحم الحيوانات آكلة اللحوم مثل الخنزير فإن استحلابها يكون عسيراً فى الأمعاء وجزئيات الدهون الثلاثية تمتص كما هى دون أى تحول أو ترسب داخل انسجة الإنسان كالدهون الحيوانية الطبيعية . أما الكوليسترول الناتج عن تحلل لحم الخنزير فى الجسم يظهلر فى الدم على شكل كوليسترول جزئى كبير الذرات مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين التى تؤثر على عضلة القلب والتى تمهد لتوقف عضلة القلب.
والخطورة تكمن هنا فى أن الكوليسترول الموجود فى الخلايا السرطانية تشبه إلى حد كبير الكوليسترول المتشكل عند تناول لحم الخنزير.
الفرق بين لحم الخنزير وغيره من اللحوم الأخرى
يحتوى لحم الخنزير على كمية كبيرة من الدهون ويمتاز باندماج الدهن ضمن الخلايا العضلية فى اللحم علاوة على تواجدها خارج الخلايا فى الأنسجة الضامة بكثافة عالية ، فى حين أن لحوم الأنعام تكون الدهون فيها مفصولة عن النسيج العضلى ولا تندمج ضمن خلاياه ، وإنما تتخلل خارج الخلايا فى النسجة الضامة.
وقد اثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان عندما يتناول دهون الحيوانات آكلة العشب فإن دهونها تستحلب فى أمعائه وتمتص ، وتتحول فى جسمه إلى دهون بشرية وليست حيوانية، أما عندما يأكل دهون الحيوانات آكلة اللحوم (كالجوارح وكل ذى ظلف وناب) أو الخنزير فإن استحلابها يكون عسيرا (صعبا) فى امعائه وإن جزيئات الجليسريدات الثلاثية الدهن الخنزير تمتص كما هى دون أن تحول وتتسرب فى انسجة الإنسان كدهون حيوانية خنزيرية.الأدهى من كل ذلك أن لحم الخنزير يحتوى على نسبة عالية من هرمون النمو والتى لها تأثير فعال للتأهب للإصابة السرطانية وزيادة نمو البطن(الكرش).
وبالمقارنة بدرجات تعفن اللحوم وجد أن لحم البقر كان ابطأ تعفنًا من لحم الخنزير ولم تنطلق منه تلك الروائح الكريهة المتعفنة.لاحتواء أنسجته على الكبريت التى تتخرب بالتعفن والتخمر منتجة روائح فواحة كريهة لانطلاق غاز كبريت الهيدروجين.
لحم غنى بالكبريت والتهاب المفاصل
ولحم الخنزير غنى بالمركبات التى تحتوى على نسبة عالية من عنصر الكبريت المؤثرة فى قابلية بعض الأنسجة (الضامة) لامتصاص الماء كالأسفنج مما يكسبها شكلاً كيسياً واسعاً، وهذا يؤدى بدوره إلى تراكم المواد المخاطية فى الأوتار والأربطة والغضاريف ويجعلها رخوة مؤديا للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسى خاصة مفاصل بين الفقرات، كما يؤدى إلى تنكس فى العظام.
وتتميز الأنسجة المحتوية على الكبريت بالتخرب والتعفن والتخمر منتجة روائح كريهة لانطلاق غاز كبريت الهيدروجين.
وتؤكد بعض الأبحاث أن لحم الخنزير يحتوى على نسبة عالية من الحمض الأمينى الهستامين المسببة لحدوث بعض الأمراض الجلدية مثل : الأكزيما ، والتهاب الجلد العصبى.   
كما تكمن خطورة اكل لحوم الخنزير فى الخنزير نفسه لأنه يعد وسيطا ومرتع خصب لنقل كثير من الأمراض للإنسان. وتكمن خطورته فى انه يتغذى على اللحوم والجيفة وهذا بمفرده مدعاة وفرصة لظهور العديد من المراض المؤثرة فى الكائنات المحيطة به خاصة الإنسان.ولنأخذ مثلاً:
 حكاية دودة الخنزير المشهورة
الدودة الشريطية
يبلغ طول هذه الدودة بضعة امتار ولرأسها من 22-23 خطافا لتتثبت به فى جدار الأمعاء وتسبح يرقاتها فى مجرى الدم لتستقر فى أحد أعضاء الجسم كبد ، قلب،عين، لتتحوصل فيه وإذا ما حدث واستقرت فى المخ (مكانها المفضل) تتسبب فى حدوث مرض الصرع وهذا هو الفارق الشاسع والحطير بين خطر الدودة الشريطية لأى حيوان آخر كالبقر مثلاً والخنزير فكلاهما ينقل المرض إلى الإنسان ، لكن فى حالة نقل هذه الدودة من البقر لتتسبب فى حدوث هذا المرض لأن دودة البقرة الشريطية ليس بوسعها وبمقدورها هذه القدرة الخطيرة على السياحة والسباحة والتجول بيرقاتها داخل جسم الإنسان كى تدمره وتقتحم مخه .
كذلك الدوسنتاريا الأميبية الخنزيرية
لكون الخنزير يأكل فضلات وروث الحيوانات (حتى فى وفرة الغذاء المناسب) فيصبح مرتعا خصبا لمرض الدوسنتاريا الأميبية وهى أخطر أنواع الدوسنتاريا على الإطلاق.
الدوسنتاريا الخنزيرية والوفاة
ومن أخطر أنواع الدوسنتاريا الخنزيرية التى تنتقل للإنسان عن طريق روث الخنزير هى الدوسنتاريا الخنزيرية التى تعد أكبر الميكروبات ذات الخلية الواحدة التى تصيب الإنسان وتستقر فى الأمعاء الغليظة وتكون اعراض الدوسنتاريا العادية (الإسهال) مصحوباً بالمخاط والدم، وغذا حدث وثقب القولون فإنه يؤدى للوفاة.
الديدان الشعرية الخيطية أو الأسطوانية (الترخينية)
Trichinella Spiralis  
التى تسبب العمى والذبحة الصدرية
تعيش وتستقر هذه الديدان فى لحم الخنزير،فى عضلاته وخاصة عضلات التنفس ، وكذلك فى العين أو القلب أو الرئة أو الكبد أو مكان ىخر وإذا استقرت فى المخ تصيب الإنسان بالجنون او الشلل وفى حالة استقرارها فى العين تصيب الإنسان بالعمى وإذا استقرت فى جدار القلب فإنها تتسبب فى حدوث الذبحة الصدرية.وهى تكثر فى عضلات الحجاب الحاجز للمصاب وفى الحنجرة واللسان والعين.
***





























الباب الأول
الفصل الخامس: الكشف عن اللحوم المغشوشة ممكن ..
 ولكن ..!إعدام الخنزير وحده لا يكفى ..!


الكشف عن اللحوم المغشوشة ممكن..!
ولكن ..!


إعدام الخنزير وحده لا يكفى .!


التركيب الجينى الوراثى للفيروس الحديث
كان الخنزير يعتبر وعاء ومستودع لامتزاج فيروسات الإنفلونزا والمشكلة الان تكمن فى أن هذا الفيروس التقط مزيجا من العناصر البشرية والحيوانية أى أنه فيروس مركب معقد.   
وقد تم الكشف على التتابعات الكاملة للمادة الوراثية للفيروس وبالتالى ايجاد القاح المناسب لهذا الفيروس.وأعلنت جامعة "هونج كونج " أن تركيب التتابعات الجينية للفيروس أصبحت معروفة لديهم الآن . وبرغم إن فيروس H1N1 الحالى يقع ضمن عائلة الإنفلونزا البشرية الموسمية إلا أن مكونات اللقاح الحالى المتوفر للإنفلونزا البشرية الموسمية لا توفر الحماية المنشودة أو المرغوب فيها.

البصمة الوراثية تكشف عن لحم الخنزير ..ولحوم أخرى ..!!!!

يتميز اختبار البصمة الوراثية بقدرته على تحديد الوزن الجزئى للعينة المختبرة ومقارنتها بالأصل ولكل كائن بصمته الخاصة به بل ولكل فرد بصمته الدقيقة ومن هنا من الممكن جدا الكشف عن الغش التجارى فى اللحوم سواء المستوردة او الصحية او المجنونة او المستنسخة كل ذلك من الممكن الكشف عنه بهذا الاختبار..ولن يكلفنا الكثير خاصة وأن جميع المراكز البحثية ومعامل البحوث ومعامل وزارة الصحة ووزارة الزراعة ومعامل التحاليل الطبية والبيطرية والكليات العملية بمختلف اقسامها يتوفر فيها اجهزة الكشف عن المادة الوراثية .. تحليل بسيط وبرغم بساطة التحليل إلا انه يعد من اكثر الاختبارات دقة وانضباط .
فلماذا لا تقوم جمعيات حماية المستهلك ووزارة الزراعة والصحة بتعيين دوريات متخصصة لأخذ عينات عشوائية من كافة متاجر اللحوم والجزارة ومنافذ البيع بل والقطاعات التى تشترى كميات كبيرة كالنوادى والفنادق والمطاعم. مجرد عينة عشوائية وتحليلها خلال يوم على الأكثر تكتشف أى اللحوم صالح للاستخدام الادمى وأيها لحم حمير وكلاب وغيرها مستنسخ ومجنون..كل ذلك يمكن الكشف عنه باختبار البصمة الوراثية وتحليل المادة الوراثية الـDNA  ،وكفانا آكل لحوم وحمير وخنازير وكلاب. كفانا غش.

     يتميز اختبار البصمة الوراثية بالقدرة المذهلة على الكشف عن أى اختلافات فى العينات التى يتم تحليلها وفحصها..حيث تتميز المادة الوراثية  سواء الـ  DNA   أو الـ   RNA ببصمتها الخاصة لكل نوع من الكائنات بل ولأى اختلافات بين هذا النوع أى داخله ، وبالتالى من الممكن بمنتهى السهولة التفريق بين عينات اللحوم ومعرفة لأى هذه العينات تنتمى أهى لحم بقرى ، جاموسى ، جملى ، ضأنى ،كلابى ، حميرى ، خنزيرى ، فئرانى ، قططى ، نعامى ، وغيرها ، فقط مجرد تناول عينة عشوائية من اللحوم يمكن معرفة حقيقة نوعها ليس ذلك وحسب وانما معرفة صلاحية هذه اللحوم للاستخدام من عدمه ،حيث يكشف لنا هذا الفحص الدقيق أو التحليل لعينة اللحوم الفرق بين اللحوم المجنونة أو الفاسدة وعديمة الصلاحية أو الملونة أو المستنسخة أو المستوردة وغيرها مما يصعب أكتشافها باللون والمذاق خاصة وأن طرق الغش التجارى واسعة وهناك مكسبات الطعم واللون بل والرائحة ايضا .. كل ذلك من اللوان الغش يمكن الكشف عنه باختبار وتحليل البصمة الوراثية بعد عزل الـ DNA   لعينات اللحوم المختلفة .

لقد انعم الله علينا بوفرة أجهزة الفحص التى تتمثل فى جهازين أو ثلاث على الأكثر للكشف عن نوعية اللحوم :جهاز فصل المادة الوراثية وفصل الجيل الذى يوضح العينة ومقارنتها بالوزن الجزيئى لهذه العينة ونوعيتها وميكروسكوب وجهاز تصوير للعينة:
Elctrophrasis , PCR, Camera, Microscop)) وبالتالى يمكن عن طريق مقارنة الوزن الجزيئى للعينة الصحيحة والعينة المختبرة معرفة حقيقة هذه اللحوم ، بعد عزل المادة الوراثية من العينات وفصلها وقراءتها بالتحليل ، وهذه الأجهزة متوفرة فى جميع الكليات واقسامها العلمية وجميع مراكز البحوث بما فيهم وزارتى الصحة والزراعة والكشف البيطرى ومعامل التحاليل وغيرها فى خلال يوم على الأكثر من الممكن الكشف عن 48 حالة من عينات اللحوم المختلفة وبالتالى يمكن عمل فحص ومسح دورى وشامل على متاجر الجزارة واسواق البيع والفنادق والنوادى والجمعيات ومنافذ البيع وجميع من يتعرضون بشراء كميات وبيعها سواء لأفراد او قطاعات استهلاكية حكومية وخاصة عامة وخاصة .. وبالتالى سنتمكن من الكشف عن اللحوم والكشف عن اللحوم المغشوشة ..وقطعا أن هناك اختلافات عديدة بين الكائنات ونوعيتها بل أن هناك اختلافات وراثية وتغيرات يكتشفها هذا التحليل بين افراد النوع الواحد ولابد من الكشف بهذه الطريقة ..
مسئولية الحكومة.. الدولة.. النظام      
لابد من تعميم هذا الاختبار حتى يمكن الكشف عن اللحوم المصابة والصحية ..خاصة وانه غير مكلف ....!!!
فقد آن الآوان لأستغلال امكانياتنا العلمية فى الكشف المبكر عن الجرائم والغش .. فلماذا لا تقوم جمعيات حماية المستهلك ووزارة الزراعة والصحة بتعيين دوريات متخصصة لأخذ عينات عشوائية من كافة متاجر اللحوم والجزارة ومنافذ البيع بل والقطاعات التى تشترى كميات كبيرة كالنوادى والفنادق والمطاعم ،مجرد عينة عشوائية وتحليلها خلال يوم على الأكثر لتكتشف أى اللحوم صالح للاستخدام الادمى وايها لحم حمير وكلاب وغيرها مستنسخ ومجنون .. كل ذلك يمكن الكشف عنه باختبار بسيط جدا وتحليل البصمة الوراثية الـ DNA . فهذا الاختبار لم يعد يستخدم فقط فى الكشف الجنائى بل وفى الغش التجارى أيضا ولن يستطيع أحد الافلات .. لأننا لابد وان نقاوم إنفلونزا الغش قبل مقاومة إنفلونزا الفيروسات.
فهذا الاختبار " البصمة الوراثية " لم يعد يستخدم فقط فى الكشف الجنائى بل وفى الغش التجارى أيضا ولن يستطيع أحد الافلات .. لننا لابد وان نقاوم إنفلونزا الغش قبل مقاومة إنفلونزا الفيروسات ، إذ ماذا نفعل فى إنفلونزا قلة الأدب..إنفونزا سوء السلوك وقلة الضمير ، إنفلونزا التلوث ، وباءات عدم الأخلاق بشتى صورها. وهذه اكبر عدوى وشراسة من إنفلونزا الفيروسات.
البحث عن آداب وأخلاق الاسلام وتعاليمه ،مؤكد إنها اكبر وأفضل وقاية لنا من تلوث الفيروسات " السلوك، النظافة،الضمير " أفضل روشته لعلاج كل الأمراض والوباءات المنتشرة.
ولبتعد تماما عن الذين يرجون لأدويتهم ومنتجاتهم الملوثة والمخربة واتباع الذين يحبون أن تشيع فينا الفاحشة كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم :
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم
عذاب أليم فى الدنيا والأخرة".[النور : 19].


***












الباب الثانى

الفصل الأول: الخنزير والأثر الاقتصادى على البلاد..
قرار إعدام الخنازير وقلق المستثمرين..



الخنزير 
والأثر الاقتصادى على البلاد


قرار إعدام الخنازير وقلق المستثمرين ..؟!


ترى ..!
ماهو تاثير تفشى الوباء على رجال الأعمال وشركات الأدوية
والمتربحين من جراء هذا الوباء..؟!

مصائب قوم عند قوم فوائد
    برغم من التأكد من عدم نقل العدوى عن طريق الأكل إللآ أن العديد من المقاطعات والولايات الأمريكية على وجه التحديد أعلنت مقاطعة أكل لحوم الخنزير مما يؤثر على الناحية الإقتصادية. بل والأدهى من ذلك مقاطعة أكل اللحوم المريكية .خوفا ورهبة . فى هذه الفترة القليلة والتى لم تتجاوز عدة أشهر قلت اسهم شركات الطيران بشكل ملحوظ عكس شركات الأدوية فقد حققت شركة فايزر الطبية 2.7 أى ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار عن الربع المالى الأول من العام .
وتأثرت جميع الدول حتى التى لم تظهر فيها اصابات أو عدوى. فماذا سيحدث من خسائر اقتصادية لو حدثت بالفعل الجائحة أو الوباء ..؟! الضرائب ستزيد المصانع والمدارس ستغلق. المستشفيات لن تكفى لتلقى المصابين والعلاج حتى لو توفرت الأدوية المرتفعة السعر.
وحتى الآن يصرف التامفلو (Tamflu  ) بسعر 12 – 15 جنيه استرلينى أى ما يعادل 20 دولار للكورس .وهو بلا شك فعال فى الكثير من حالات الإصابة بالفيروس المهجن الجديد. والتامفلو يعد مضاد فعال أما التطعيم كفاكسين لم يحدث حتى الآن .. أو بالأصح لم يعلن عنه وعن امتلاكه للولايات المتحدة الأمريكية .ويتمثل أهمية التام فلو فى مادة اوسيل تام فير المأخوذ منها مركب التام فلو الفعال.
ولا يجب أن يتناول موضوع الخنزير من ناحية دينية وسياسية..برغم أن الخنزير له ارتباط عقائدى فالإسلام واليهودية يحرما أكل لحوم الخنزير. واصابة الفيروس للخنازير غير مميت بالنسبة للخنازير لأن الخنازير مرتع خصب وحيوى وفعال لتلقى وتنمية العديد وتخزين الكثير من الأمراض الوبائية والعادية وهو يتميز  بقدرة عالية وفائقة على مقاومة تلك الوباءت لما يتميز به من قدرة مناعية عالية ويعد كانس للطبيعة من الملوثات الضارة. ولذلك الطيور والإنسان لم يتحملا وباء انفلونزا الجديد أما الخنزير فيتحمل أكثر من ذلك أيضا .كما توجد أسماك كانسة للبيئة فمن الحيوانات ايضا الخنزير .فلديه مناعة طبيعية قوية بصفته كانس للبيئة وأخرى مكتسبة لمعيشته على الملوثات والنفايات غير الطبيعية والفاسدة واللحوم الفاسدة والحيوانات الميتة وغيرها من المواد العضوية الغريبة التى تحفل بها القمامة.
التركيز على الخنزير وحده لا يكفى ولا مبرر له سوى من ناحية التلوث الناجم عنه وضرورة نظافة الحظائر أو المزارع الُمربى فيها. فالفيروس ينتشر بين البشر وسيدخل عن طريق الإنسان وليس الخنزير فالخنزير كان مجرد تجربة ومضت وانتشر من خلالها لأول مرة. ولا يمكن وجود حظائر للتربية الحيوانية ضمن القطاعات السكنية ومنع التربية ليس هو الحل. وتجنب العوامل المهيأة لظهور الفيروس بعدم اجتماع الفيروس مع الحيوان والإنسان .
عقارات إنفلونزا الخنزير
 ثبت أن عقارى تامفلو وهو من انتاج شركة روش وريلينزا وهو من انتاج شركة جلاكسوسميث كلارين قادران على التصدى للفيروس الجديد وارتفعت نسبة شراء والطلب على شراء الأدوية المضادة للفيروسات بشكل ملحوظ خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة التغطية الإعلامية عن المخاوف من تفشى الوباء.

قرار إعدام الخنازير ..
فسياسة وخطة التخلص وتجنب الأمراض الوبائية تختلف من مرض لأخر ومن حيوان لآخر . ولابد من إعدام الحيوانات المصابة بشتى أنواع الأمراض الوبائية والمعدية أمر مفروغ منه وليس بحاجة لتفكير .وبرغم أن الخنزير له ارتباط عقائدى والإسلام واليهودية يحرما أكل لحوم الخنزير إلا انه  لا يجب أن يستغل الموضوع و يتناول الخنزير من ناحية دينية وسياسية ..ولم يحدث فى اى دولة إعدام أو ذبح أى حيوان سليم وإنما يتم إعدام كل مصاب.
القرار : بإعدام الخنازير ليس من أجل كونها ناقلة للعدوى أو حاملة للعدوى وإنما حماية من تلوثها خاصة وهى مرباة على نفايات المواد العضوية الملوث فهى ليست العائل الوسيط لهذا الفيروس خاصة وانها غير مصابة به وان أصيبت به فى بيئتنا تلك ستكون قلدرة علة مقاومته خاصة وان لديها جهاز مناعى قوى يفوق أى خنازير أخرى فى البلاد الأخرى نظرا لتكوينها كافة المضادات المناعية فى أجسامها نظرا لتربيتها على الملوثات والنفايات .
لقد تم إعدام ملايين الطيور فى حالة إنفلونزا الطيور وأبيدت القطط فى حالة وباء السارس ، ولم يتم إبادتها وإعدامها لكونها تحمل الوباء بل لأنها ناقلة له من المستودع الرئيسى. فما بالنا بالمستودع الرئيسى لكل الوبئة العابرة للنوع الفيروسية :
lonely trans species host for all viral pandemics pork" " .
وإذا كانت هناك حاجة لاستنساخ سلالات الخنزير بشتى أنواعها فذلك كاجراء عالمى بهدف حفظ النسل الحيوانى للخنزير كأحد افراد المملكة الحيوانية من الثدييات (الحيوانات المرضعة اللبنية). ومسألة إعدامه تهدف إلى حفظ النسل البشرى وبيئته من الأوبئة التى يبثها وينشرها يمينًا وشمالاً.لأن أوبئة الخنزير تهدد النوع البشرى سواء بتناول لحمه أو إكثاره وتربيته كحيوان مرزعة. فمسألة تجارة الخنزير وتربيته ومزارعه تمثل الإرهاب الفعلى والحقيقى للجنس البشرى .


تقول تقارير منظمة الصحة العالمية الإعلامية أن فيروس الإنفلونزا البشرية الموسمية العادية عندما ينتشر فى بلد ما قد يصيب من 3 – 5  % من المجتمع أما الفيروس البشرى الجديد ففى خلال عام متوقع اصابة من 30 – 35 % من المجتمع. حتى لو كان معدل الوفيات طبيعى للإنفلونزا الموسمية سيزداد اعداد المعالجين والوفيات بأكثر بكثير من المعتاد.
الفيروس ضعيف يموت عند 70 ْم درجة مئوية. والنقل عبر التنفس أى الجهاز التنفسى ، وليس عن طريق الأكل. لأن المجرى الطبيعى للفيروس هو الجهاز التنفسى. وبالتالى لن تحدث العدوى طالما لم يصل للجهاز التنفسى . وارتفاع درجات الحرارة صيفا لا يقتل الفيروس لكن يقلل مدة بقائه خارج الجسم وبيئة الإنسان والكائنات الحية فى الشتاء أطول من الصيف .وقد تكون هناك حالات الإصابه بهذا الفيروس تكون خفيفة وقد لا تسجل لعدم ظهور الأعراض الواضحة أو القوية بهؤلاء المصابين ، لكن هذا لا يمنع من إصابتهم بالفيروس وبأنهم حاملين له برغم مقاومتهم والتغلب عليه . . 
لا توجد دولة فى العالم فى مأمن من الفيروس
ولا يجب تجاهل حقيقة أن هناك خطورة عظمى وضخمة فى انتشارالفيروس كوباء عالمى ، وانه كان سببا من أسباب سقوط الدولة الرومانية.
***







































الباب الثانى : الفصل الثانى

مكافحة الأرهاب البيولوجى ..!
فيروس إنفلونزا الخنزير غير فتاك ..!


مكافحة الارهاب البيولوجى ..


فيروس إنفلونزا الخنزير..
غير فتاك ..!

بيانات تدعو للقلق ...!
ذكرت منظمة الصحة العالمية فى احد بياناتها  إنه يمكن أكل لحم الخنزير بعد طهيه جيدًا عند درجة 70 مئوية ، ثم نفت وجود لقاح لحماية البشر من المرض ، لكنها عادت واعلنت أن بعض الدول تمتلك أدوية قادرة على توقى المرض وعلاجه بفعالية ، وععدت مكونات الدواء التى تشير على المنتج التجارى (تامفلو)، وما يماثله. فكل هذه قرارات وبيانات واعلانات كلها مدعاة للقلق خاصة وأن الحالات المرضية كأى مرض يتوقف على ثلاثة عوامل رئيسية : عيتعلق احدهما بمستوى الرعاية الصحية فى البلد الذى يظهر فيها المرض، والأخر يتعلق بالمستوى الثقافى والتربوى للشخص المصاب من ناحية الأخذ باسباب الوقاية والرعاية السليمة ، اما العامل الثالث الذى يعد أهمهما فهو المناعة الطبيعية للمصاب نفسه .ولذلك تفاوتت حالات الشفاء ليس فقط من بلد لآخر وإنما من شخص لاخر أيضًا.
الاحتياط واجب فى كل الأحوال
كما أضافت منظمة الصحة العالمية فى احد بياناتها أن من شأن التسخين الشائع فى طهى اللحوم أن يقضى بسهولة على أى فيروسات يحتمل وجودها فى منتجات اللحم النئ ، لكنها فى الوقت نفسه طالبت من السلطات المحلية بعدم استخدام اللحوم المريضة أو النافقة.
على كل حال يجب مراعاة الاحتياطات اللازمة ليس على المستويين الإنسانى والسياسى وحسب بل وعلى المستوى الأخلاقى أيضًا.حتى لو وقعت بعض الحكومات فى الشراك والفخ المنصوب لها فهو أهون وأرحم بكثير من حدوث خسائر فادحة (على المستويين الاقتصادى والبشرى) متوقعة من جراء انتشار الوباء.

إعدام الخنزير وحده لايكفى
ومسألة إعدام الخنزير أو ذبحه وحدها لا تكفى للقضاء على الوباء المتوقع
استعانت الحكومة المصرية بمجازر الجيش لذبح الخنازير ، حيث إن المجازر الخاصة لا تكفى لذبح الخنازير التى قررت مصر ذبحها إتقاء للخطر، لكن المشكلة ليست فى ذبح الخنزير من عدمه لأن لحم الخنزير سيخزن ويُجمد ويباع للمستهلكين ويتم حفظه فى ثلاجات بعد نزع العظام منه ، وترديد البعض بأن لحم الخنزير سليما وصحيحا قول غير سليم لما له من أضرار وبائية حيث يعد الخنزير مستودع للعديد من الفيروسات والميكربات الوبائية. 
الفيروس ليس بالخطورة المطروحة
 ذكرت مجلة (النيوزويك ) فى احد مقالاتها العلمية تحت عنوان"حجب الشمس" لـ فريد جوتريل : يشير إلى إمكانية مواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تهدد المناخ على الأرض ، ذلك من خلال نظرية النظرية العلمية التى تقوم على اساس إعادة هندسة المناخ وتتركز فكرتها على أن بركان الفلبين الذى ثار عام 1991 وأطلق عمودًا هائلاً من الرماد مما أدى إلى حجب الشمس ..
المقصود هو إنه يمكن استخدام تلك الظاهرة فى اصطناع حجب تؤدى إلى خفض حرارة الأرض المتزايدة.
   واضاف صاحب المقال بأن معرفة الناس بقدراتنا على تخفيض وتقليل درجات الحرارة قد تحد من عزمهم على تخفيض الانبعاثات الحرارية المكلفة والمؤدية إلى التهديد الحالى.
أى إنه يمكن أن يتم ليس فقط حجب الشمس ولكن ايضا حجب المعلومات من أجل اصطناع اتجاه ما ، والتأثير على سلوك الناس وتوجيههم وفقا للأهواء.
التفكير التآمرى
مما لاشك فيه أن الأمر ليس بخطورة انتشار الوباء قدر ما هو تفكير موجه لدفع الحكومات إلى قرارات بعينها ومحددة مع سبق الإصرار والترصد.. قرارات متعمد اتخاذها.
نشرت جريدة (لوس انجلوس الأمريكية مقالاً شكك فى إن إنفلونزا الخنزير يعتبر عترة (سلالة) متحورة ووصفها بأنها غير فتاكة وقال المقال على لسان العالم كريسوفر اولسن عالم جزيئات الفيروسات الذى يدرس إنفلونزا الخنازير بجامعة (ويسكنسون): إن تفشى فيروس H1N1 قد لا يحدث خسارة كبيرة كالتى تسببها الإنفلونزا عادة كل شتاء بدون اية إثارة وضجة وبلبلة اعلامية.
واضاف العالم أولسن: دعونا لا نفقد مسار كون الإنفاونزا الموسمية العادية هى من المشاكل الرئيسية والضخمة التى تواجه الصحة العامة على مستوى العالم والتى يذهب ضحيتها عشرات الالاف من الأشخاص خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بالإضافة إلى مئات الالاف فى جميع دول العالم.
واكدت الصحيفة فى نفس الوقت على إنه تم التعرف بالفعل على أوجه الشبه بين الفيروس الحالى موضوع البحث وفيروس عام 1918 ، لأن كليهما ظهر فى الربيع فى نهاية موسم الإنفلونزا وكلاهما من عترة (سلالة) H1N1. برغم إن تفشى فيروس عام 1918 كان يؤدى إلى مقتل الشخص عند إصابته فى غضون ساعات ويسبب نويفًا شديدًا ومروعًا فى الرئتين مؤديا على الوفاة.
دعاية لترويج اللقاح والأدوية
من المؤكد أنه قد تقوم احى الجهات باصطناع فيروس وليس فقط استنساخه لأحد غرضين : إما استخدامه ونشره كأحد وأحدث أسلحة الدمار الشامل فى الحرب البيولوجية ، وإمالخق مشكلة صحية دولية تؤدى على رواج من نوع ما لصناعة الدواء واستثماره والشركات الضخمة يهمها رواج بضاعتها وانتشارها.
قال وليام انجدال فى موقع (جلوبال ريسيرش) فى مقاله تحت عنوان "مشروع البنتاجون للفيروسات المحورة " : إن هناك معلومات تشير إلى أن احتكارات الأدوية تعمل مع الولايات المتحدة على تطوير مادة فيروسية لترويج لقاح ضده ، وقد كان وقتها صعود فيروس إنفلونزا الطيور واتساع انتشاره.
كما ذكر الكاتب نفسه أن فيروس الإنفلونزا الاسبانية هو نفسه احد التجارب الأولى للأسلحة البيولوجية وأنه ولد فى "قواعد عسكرية فى كنساس"، وتم تجريبه على عدد من الجنود اثناء الحرب العالمية الأولى ، قبل أن يصبح وباء فيما بعد.
وذكر ايضا : غنه فى الوقت الذى كان عدد ضحايا إنفلونزا الطيور بضعة عشرات من الأشخاص ، وجرى تسويق المرض دوليًا على إنه خطر وبائى ، فإن نحو 460 ألف أمريكى ماتو عام 1999 من جراء الأثار الجانبية لدواء أمريكى للقلب يسمى " الاسبارتم" ، وكانتالشركة المنتجة له "سيرل فى شيكاغو" على وشك فقدان ترخيص انتاجه ، حتى تولى رئاستها دونالد رامسفيلد الذى أصبح فيما بعد وزير الدفاع الأمريكى ، واستخدم بل وجند علاقاته فى واشنطن لترويج وتسويق "الاسبارتم". ومن المدهش أن دونالد رامسفيلد كان يملك اسهما فى شركة امريكية لانتاج دواء ضد إنفلونزا الطيور.ورفض بيع اسهمه فيها ، برغم وضوح تعارض مصالح موقعه كوزير للدفاع واسهمه ، اثر شراء وزارة الدفاع الامريكية امصالاً بمليار دولار لحقن جنود الجيش على سبيل الوقاية من إنفلونزا الطيور.
كيف تحولنا شركات الأدوية إلى مرضى ..؟!
 هل نجحت شركات الأدوية فى تحويلنا إلى مرضى عن طريق لعبة الفيروسات وهندستها الجينية وخلطها وانتاج عترات قديمة وحديثة ..؟!
لو كان الأمر كذلك ، يصبح من المؤكد إننا وقعنا فى شراك المؤامرة فى بث خطورة إنفلونزا الخنزير ، ربما لأن الحاجة لضرورة الاحساس بالخطر الصحى لابد وأن يغطى على الاحساس بالأزمة الاقتصادية ، أو لتخفيف الضغوط عن الناس فى حالة معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية ، وربما الرغبة فى دفع الاتجاه إلى تطوير الأبحاث العلمية فى مجالات الإنفلونزا والأمراض الوبائية واستدعاء وجلب الأموال غير المتوفرة فى هذا الأتجاه.
وقد تكون الرغبة فى رفع قيمة وأسهم الشركات الضخمة الكبرى المنتجة للأدوية فى هذا المجال. حيث تتعدد الاراء حول حقيقة الفائدة التى ترجع على الشركات من الانتشار الحديث عن المرض والوباء.
ومما لاشك فيه أنه فى ضوء الرواج لهذا الوباء أن أسهم شركة جلاكسو سميث كلاين " شركة بريطانية " قد ارتفعت بنسبة تقترب من 4% ، كما ارتفعت أسهم شركة روشبنسبة تقترب من 5% ، وكذلك أسهم شركة " بيوتا هولدينجز " الاسترالية ارتفعت حيث اصدرت ترخيص دواء " ريلينزا " لشركة جلاسكو ، وهو مشابه لدواء " تامفلو " بنسبة 8%.
وفى ضوء الترويج العالمى لن عقار " التامفلو " و " ريلينزا "هما النجح فى مواجهة محاربة العترة الجديدة من الإنفلونزا فإن شركتى " روش " و" جلاسكو " هما المستفيدين من هذا الرعب والهلع العالمىمن خطورة انتشار الوباء،لأن ذلك سيؤدى بلا شك إلى زيادة الطلب على منتجات شركات "سانوفى " ، و" نروفاتس "، و" باكستر " ، و "جيليد " ، التى كان يملك اسهمها وزير الدفاع السبق رامسفيلد.
كتاب " بيع المرض" وتسويق الأدوية ..
فى عام 2005 أصدر " راى موينهان " كتابه الجديد "بيع المرض : كيف تحولنا شركات الأدوية جميعا إلى مرضى ؟!"وذكر فيه أن شركات الأدوية قد أعادت تعريف المرض والصحة وبالتالى دواعى وصف الدواء ، مما أدى إلى تحقيق قفزة نوعية فى مبيعات الأدوية عبراسترتيجية تسويقية مكثفة تستخدم فيها الطباء والمشرعيين الحكوميين والهيئات العملية والأكاديمية لتوسع سوق مبيعاتها على حساب الأصحاء والمرضى على حدسواء.
والعلماء يؤكدون إن مسالة تسريب هذا الفيروس من معامل التجريب قد يؤدى إلى نتائج كارثية.
ولكن..!هل تسرب الفيروس القديم المستنسخ عمدًا ..؟!
"فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ".[النساء : 62].
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ". ( 30 : الشورى).

***









د



الباب الثانى :

الفصل الثالث :  طبيعة الإنفلونزا وعلاقتها بالخنزير



طبيعة الإنفلونزا وعلاقتها بالخنزير




طبيعة الإنفلونزا
تتميز فيروسات الإنفلونزا بأنها موسمية وقد تصيب الحيوان أو الإنسان والطير .. وكلنا يشهد ذلك فكم مرارا رأينا جمال أو كلاب أو خيول أو قطط تسعل وتعطس ، وكذلك الطيور وكل يمرض بفيروس الإنفلونزا الخاص بنوعه وكل يستطيع مقاومته وفقا لجهازه المناعى ، وبرغم انتشار انفلونزا البشرية الموسمية تصيب الكثير إلا ان هناك من لايستطيع مقاومتها وقليل من الأمريكيين يموتون منها، إلا ان الفيروس الجديد برغم اصابتهم وزيادة عدد المصابين بها عن سائر البلاد إلا ان لديها المصل الخاص بهذا الفيروس الجديد ، وبالتالى ينجو منه الكثير فى تلك الولايات الأمريكية التى يزداد عدد الإصابة بها كل ساعة وكل يوم.
إصابة الحيوانات بالإنفلونزا
طبيعى أن يمرض الحيوان بما فيهم الخنزير والطير بانفولنزا عادية ويشفى خاصة ان الخنزير له من القوة المناعية ما هو طبيعى بحكم كونه كانس ومنظف للبيئة التى تحيطه ويعيش فيها،وما هو مكتسبا من العدوى الجديدة لتغذيته على ملوثات ونفايات وجيفة ومواد عضوية تالفة وفاسدة مما يكسبه مناعة فوق مناغعته لدرجة أنه قد يصاب بأمراض عديدة ولا تظهر عليه أية عوارض لقدرته على مقاومة تلك الاعداء الميكروبية الجديدة سواء كانت بكتيريا ، طفيليات،فيروسات،حشرات، وغيرها. حتى الذين يخالطونه من البشر لديهم مناعة اقوى من تلك التى لدينا لما له من خصائص مكتسبة من هذا التلوث المحيط به حيث يتقاسمون تلك النفايات العضوية والمعيشة معه حتى الف بعضهم بعضا .
خطورة إصابة الخنزير بالفيروسات
بصفة عامة  تكمن خطورة إصابة الخنزير على وجه التحديد بالفيروسات ، فى أن داخل خلايا جسم الخنزير مستقبلات للكثير من الفيروسات التى تتحور وتتطفر (تتغير) داخله لتخرج فى صور جديدة شديدة الضراوة لتصيب الإنسان والحيوانات أيضا..كما حدث فى إنفلونزا الخنزير.
***
تاريخ اكتشاف فيروس إنفلونزا A   
كان الاعتقاد السائد لوقت قريب جداً أن  فيروس إنفلونزا الطيور لا يمكن إعداء أو إصابة الإنسان بشكل مباشر إلا أنه بالفعل قد أصيب ما يقرب من 18 شخصاً بفيروس إنفلونزا الطيور  H5N1 فى هونج كونج عام 1997 م ومات ستة منهم . ثم انتشر يشكل واسع فى الدواجن الآسيوية فى عامى 2003 و 2004 م. ومات أكثر من 30 شخصاً ممن أصيبوا بهذا الفيروس فى فيتنام وتايلاند. حصل بعض العلماء على عينات من فيروس إنفلونزا الطيور A  التى تم عزلها وتجميدها خلال انتشار المرض منذ ما يقرب من 50 عاماً . وتأكد العلماء من أن الفيروسات الوبائية التى انتشرت حتى الآن من أصل واحد مشترك ،  فى جميع وسائر كل الموجات الوبائية المتتالية. فالعترة التى ظهرت عام 1918 م هى الأولى التى سميت H1N1وفقاً على الأجسام المضادة التى عثر عليها ، واكتشفت فى دماء الذين نجوا من الوباء. وبالتالى كانت السلالات المنحدرة من السلالة  H1N1تلك السلالة السائدة هى  H2N2التى حلت لعنتها على العالم عام 1957، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968 وهو السائد حتى الآن .ثم كانت أول إصابة للإنسان فى هونج كونج للسلالة  H5N1.
اجتاح العالم وباء الإنفلونزا مرتين أسبانيا ، الحرب العالمية الأولى 1918 ، حيث مات فيها 40 مليون شخص على الأقل منهم 25 مليون شخص من الوباء وليس من الحرب.
وعلاقة فيروس H1N1  بفيروس إنفلونزا الخنازير ، إنه عند هندسة الفيروسات الجينية لتخليق هذا الفيروس الشرس البشرى الجديد بعد دمج الثلاث عترات (السلالات) فى سلالة واحدة كان لابد من تجريب هذه السلالة أو العترة الجديدة على الحيوانات وبالتالى تم تجربتها على الخنزير وعزله لأول مرة من الخنازير كان عام 1998 بالولايات المتحدة الأمريكية. والخنزير برئ من هذا الفيروس الذى أطلق عليه تسميته مجازا. ولما تم تعريض هذا الفيروس الجديد للخنزير أصيب به لكنه قاومه فهو ليس مميت له لكنه بسرعة انتقل للإنسان وتم انتشاره من شخص لآخر بسرعة وقوة وشراسة أكثر من أى فيروس او سلالة اخرى من تلك السلالات المذكورة. والفيروس البشرى الجديد  H1N1 يجمع فى خصائصه الوراثية بين ثلاث عترات قوية وشرسة بين إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنزير، ودمج أنواعها الثلاث لخلق سلالة أو عترة أكثر عدوانية وشراسة من ذى قبل ومن كل السالالات السابقة.
وكان المتوقع ان يكون أخطر من كل هذه السلالات..لكن على العكس من ذلك مازالت إنفلونزا الطيور تشكل الخطر الأكبر. وبالتالى ستتفاوت درجات المقاومة وفقا لمناعة الإنسان أو الكائن المعرض لهذه السلالة الجديدة التى قام بتجريبها على الخنزير وبرغم ذلك لم يمت الخنزير منها لشدة مقاومته وقدرته المناعية الطبيعية والمكتسبة. ولا يمكن معرفة إصابة الفيروس بالشخص إلا بعد ظهور الأعراض عليه . ويعد تطور الفيروس نتاج طبيعى لتطور الكائن البيولوجى .
وكما أثبتت منظمة الصحة العالمية انتقال فيروس الطيور بين البشر ، انتقل فيروس الخنزير بين البشر.
وتعود تسمية الفيروس إلى تراكيبها الموجودة على سطح الفيروس والتى تختلف من نوع لآخر من الكائنات .
التفشى المرضى أو التاريخ المرضى
بدأ فى لوس انجلوس فى الأربيعينيات بأبحاث سرية حتى عام 1957 والهدف التفشى الوبائى الذى يهدد الأمن القومى لأمريكا .. وقام الفريق البحثى بأمريكا بالتأهب لفيروس H5N1  فى آسيا .. والاعتداء الأرهابى بالفيروس وقام الحاسوب وعلماء الرياضيات الآن بالتنبؤ بالتقاط العدوى وبأنه سيصيب ما يقرب من 281 مليون نسمة . وهذا الفيروس الافتراضى ومحاكاته بهندسته وراثياH1N1 بادخاله واطلاق العنان له لمعرفة كيفية انتشاره . وخلال ثلاثة أشهر من محاكاة الفيروس الجديد H1N1  انتشر الفيروس وعبر اللون الأحمر أو الخط الافتراضى والمتوقع إلى مناطق أخرى وبدأ يتوسع وينتقل من ولاية لأخرى أى عبر الدرجة الرابعة واصبح فى المستوى من 4 – 5 وهى ما قبل الدرجة الوبائية.
درجات التأهب قسمت لستة درجات وفقا لدرجات انتشار المرض :
1 - 3 محدودة .
4- 5 انتشار لأكثر من منطقة فى بلد .
6  الوباء وما بعد الوباء .
امريكا ليست قدوة فى الحجر الصحى بدليل زيادة انتشار الفيروس وزيادة عدد المصابين به.
واصبحت الرسالة واضحة الآن.. لم تعد الأبحاث سرية ، لقد فضحها وكشفها الفيروس وتفشى وانتقل عبر الحيوانات وبين البشر وتحقق الهدف المطلوب والمنشود.
وبدات اختبارات الكاميرات باستخدام الاشعة فوق الحمراء لمعرفة درجات حرارة المسافرين للفحص وحماية المواطنين متجاهلين أن المرض قد يوجد وتتأخر عوارض ظهوره من حرارة وسعال وعطس وكحة والتهابات رئوية واسهال وقيئ وغيرها.


***













الباب الثانى
الفصل الرابع : القوات المدافعة
 ومواجهة الأعداء من الفيروسات


القوات المدافعة 
ومواجهة الأعداء من الفيروسات







المناعة
من رحمة الله تعالى أن هؤلاء الذين يتقاسمون الحيوانات والخنازير طعامهم يكتسبون مناعة تقيهم شر العدوى بأمراض تلك الحيوانات فالبيئة التى يرعون فيها تلك الحيوانات بكل أشكالها لا يتحملها أى شخص عادى ، لكن هؤلاء لديهم خطوط دفاعية مناعية قوية مكتسبة ضد الأمراض المصاحبة لتلك الحيوانات والبيئة الملوثة الغير صالحة للاستخدام الآدمي والحيوانى على الإطلاق.

المقاومة الطبيعية (Natural resistance)
تمتلك الكائنات الحية خطوط دفاعية خاصة وعامة ، خارجية وداخلية ، ضد أي هجوم عدوانى يُغير عليها من الميكروبات . وهناك مقاومة متخصصة (Specific) وأخرى غير متخصصة . والمقاومة غير المتخصصة تكون عامة وتوفرها عوامل الدفاع الموروثة .. أما المقاومة المتخصصة فتكون محددة وتعرف بالمناعة (Immunity). 
و تختلف درجة المقاومة الطبيعية لأى عدوى وبائية من نوع لآخر أو من كائن لآخر وبالتالى فتوجد أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان وأمراض أخرى خاصة بكل نوع على حده ، فما يصيب الحيوان لا يصيب الإنسان. وتختلف المقاومة الطبيعية باختلاف النوع واختلاف السلالة ليس ذلك وحسب ، بل وقد تختلف درجة المقاومة الطبيعية بين أفراد النوع الواحد فتختلف من شخص لآخر .(شكل ..... ) .
وهناك عوامل للمقاومة الطبيعية فى الكائنات تتمثل فى وسائل الدفاع الخارجية للجسم (External defense mechanism)  وتعد خط الدفاع الأول  : مثل الجلد وبعض الإفرازات الكيميائية كحمض اللاكتيك والأحماض الدهنية الناتجة من الغدد العرقية والدهنية حيث تخفض الرقم الهيدروجينى مما يثبط من نمو الميكروبات كالبكتيريا على سطح الجلد . كذلك وجود شعر فى الأنف والأذن يمنع نفاذ الميكروبات للداخل وتشكل الإفرازات المخاطية غطاء واقياً من الكائنات المجهرية الدقيقة واللعاب والدموع التى يحتوى البعض منها على مواد مضادة للميكروبات مثل إنزيم اللبسوزيم الذى يوجد فى كثير من إفرازات الجسم خاصة الدموع حيث يعمل على تحليل البكتريا وتعمل حموضة وقلوية السوائل الجسدية على تثبيط نمو الكثير من الميكروبات .   
وعندما ينجح الميكروب فى النفاذ من الجلد إلى داخل العائل ويخترق بذلك خط الدفاع الأول يفاجئ الميكروب بوسائل الدفاع الثانية الداخلية التى قد تكون متخصصة تجاه ونحو ميكروب معين مثل الأجسام المضادة وقد تكون أيضاً عامة وغير متخصصة فى عملها مثل : الناتجة من الملتقمات (الإلتهام أو البلعمة) مثل : كرات الدم البيضاء الصغيرة والكبيرة  التى تنتج من نخاع العظام وتنتشر بأعداد كبيرة فى الدم وتتجدد فيه ، وتحتوى كرات الدم البيضاء على عدد كبير من الإنزيمات والمواد المضادة للميكروبات. وتحتوى كرات الدم البيضاء على الليسوسومات (Lysosomes) التى توجد بها المواد المحللة للميكروبات.
الدم
       يلعب الدم الدور الرئيسى فى التفاعلات المناعية .. وتوجد كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح معلقة فى سائل الدم البلازما قبل تخثره.
السيروم (Serum) الموجود بالدم
توجد الأجسام المضادة بالسيروم ويسمى السيروم المحتوى على الأجسام المضادة ، بالسيرم المنيع أو المضاد وله قدرة على الاتحاد بالأنتيجين (مولدات المضادات التى تكون تساعد على استحداث استجابة مناعية بالأجسام المضادة) المتخصص سواء فى المعمل أو فى الطبيعة فى الجسم .
السيروم عبارة عن بلازما خالية من مادة الفيبروينوجين ، وهى المادة البروتينية التزول من البلازما بعد عملية تخثر الدم وترشح البلازما من الدم المتخثر كسائل باهت اللون .
الإنترفيرون (Interferon)
الإنترفيرونات هى بروتينات تنتجها خلية العائل نتيجة الإصابة الفيروسية . فهى عامل مضاد للفيروسات بشكل عام .. لكنه متخصص بالنسبة لخلايا نوع العائل التى أنتجته.. بمعنى أن الإنترفيرون الذى أنتجته خلايا بشرية يحمى بشكل أساسى خلايا بشرية ، لكن قدرته ضعيفة على حماية خلايا حيوانية . ويؤدى الإنترفيرون لزيادة مقاومة العائل بطريقة غير مباشرة ، فهو لا يتحد مباشرة بالفيروس لكنه يحث خلية العائل ، على تكوين بروتين مضاد :
 ( Anti – viral protein) والبروتينات المضادة المتكونة ، تمنع تضاعف الفيروسات المهاجمة داخل الخلايا ، نتيجة لتثبيط النظام الخاص بتمثيل الحمض النووى الفيروسى.
 المناعة (Immunity)
تعد المناعة هى الوسائل الأساسية للدفاع عن الإنسان ضد اى عدوان موجه غليه من قبل الكائنات الدقبقة وهى مقاومة إما طبيعية أو موروثة (Inherited) أو مكتسبة (Acquired) .. وتنقسم المناعة المكتسبة إلى نوعين :
-    عرضية (Accidental) كما يحدث عقب الإصابة  بالحصبة مثلاً حيث يكتسب البعض مناعة ضدها تحمية من تكرار الإصابة. .
-         مكتسبة اصطناعية (Artificial) وتتم عن طريق : اللقاح والأجسام المضادة.
مضادات للفيروسات
وهناك مضادات للفيروسات وهى الأجسام المضادة التى تتحد مع الفيروسات وتعادلها فتوقف تأثيرها وتسمى بالأجسام المضادة للفيروسات .. وتجرى بعض الاختبارات السيرولوجية والتى يسهل من خلالها التعرف على وجود الأجسام المضادة من عدمها بسيروم الدم.
ويقوم علم السيرولوجى (Serology) بدراسة الأجسام المضادة ، الموجودة بسيروم الدم المضاد وتفاعلاتها مع الأنتيجين بالمعمل . وتستخدم تلك الاختبارات السيرولوجية للتعرف وللكشف عن وجود الميكروبات من عدمها ..كذلك قياس الاستجابة المناعية وأيضاً التشخيص المعملى للأمراض المعدية والوبائية.(شكل .......).
عقب دخول الأنتيجين الجسم لأول مرة تمضى فترة حث (Induction period) تستغرق حوالى من 5-7 أيام . يبدأ بعدها ظهور الأجسام المضادة بالدم. التى تصل لأقصاها خلال أسبوعين . ثم تقل  تدريجياً.
ويؤثر على معدل تكوين الأجسام المضادة بالجسم كل من :
-    طبيعة الأنتيجين . والجرعة المأخوذة منه . ويعد الحقن من أفضل الطرق التى تعمل على زيادة الأجسام المضادة.
ما هى الأنتيجينات...؟!
الأساس فى المناعة المكتسبة هو قدرة النظام المناعى للعائل أى أجهزة المقاومة الخاصة به على التعرف والتمييز. توجد الانتيجينات فى خلايا وأنسجة عديدة بجسم الإنسان ، فهى لا توجد فقط فى كرات الدم الحراء ولكن توجد أيضاً فى العديد من الخلايا الجسدية الأخرى مثل الكبد والطحال وغيرها كما توجد فى السوائل الجسدية أيضاً مثل : اللعاب وعصارات المعدة وغيرها .
والأنتيجين يسمى أيضاً مولدات المضاد أو المستضدات وتعد أية مادة التى بمجرد دخولها للجسم تؤدى لحدوث مناعة مكتسبة عن طريق تكوين أجساماً مضادة تدور مع الدم (استجابة مناعية بالأجسام المضادة) . أو تؤدى لزيادة عدد الخلايا الليمفاوية المتخصصة (استجابة مناعية بواسطة الخلايا ) وتتحد كلا من الأجسام المضادة أو الخلايا اللمفاوية بتخصص مع الأنتيجين ويوجد على سطح الأنتيجين وأحيانا بداخله مجموعة أو أكثر من مراكز التفاعل التى تتفاعل مع الجسم المضاد.
الأجسام المضادة (Antibodies)
والأجسام المضادة عبارة عن مواد متخصصة يكونها الجسم استجابة لحث انتيجينى وتتفاعل بتخصص مع الأنتيجين عن طريق مجموعة من مراكز التفاعل وتتكون الأجسام المضادة أساساً فى نخاع العظام ، والعقد الليمفاوية ، والطحال ، استجابة للحث الأنتيجينى.
  التحصين
  المناعة تتكون نتيجة لتكون أجسام مناعية بعد عدوى مباشرة بالمرض .. ولكن هناك طريقة صناعية لتكوين المناعة وتكوين أجسام مناعية وذلك عن طريق التحصين باللقاحات المختلفة .. وهى عبارة عن ميكروبات الأمراض تعطى بصورة مخففة لإحداث عدوى ضعيفة للمرض يتبعها تكون مناعة .
ونظراً لأن هناك اختلافات انتيجينية كبيرة بين السلالات يلزم لذلك تحضير اللقاح من نفس السلالة المصاب بها كل قطيع .
كيف تستحدث مناعة متخصصة  فى الكائن الحى ..؟!!!!
    يوجد فى الجسم أجسام مناعية عامة غير متخصصة تهاجم أى فيروس أو ميكروب ، وأجسام مناعية متخصصة تنتج حسب الطلب ووفقاً لحاجة الجسم للدفاع عن أى غاز أو معتد حيث يخزن لديه مجمموعة من الأجسام المضادة تخزنها خلايا ذاكرة الدفاع  Memory cells  تنتجها عند غزو أو هجوم أية فيروسات تبدأ هجوم الكائن الحى . ( شكل.....).
    وعملية حث أو تحريض الخلايا بمساعدة التحصين باللقاح أو المصل ما هى إلا تحريض ومساعدة الجهاز المناعى الطبيعى فى الكائن لإنتاج أجسام مناعية مضادة متخصصة ضد الفيروسات الشرسة وتخزينها لحين استدعائها عند الهجوم والغزو ومنعها من الدخول لخلية العائل وبالتالى تمنع الإصابة والعدوى.
اللقاح (Vaccine)
تحدث هنا المناعة نتيجة تلقيح ضد عدوى محددة وتسمى فى هذه الحالة بالمناعة الاصطناعية وتكون مناعة نشطة أو فعالة  (Active immunity) مثل : حالة التلقيح ضد مرض التيفود .. وفى هذه الحالة يكون الجسم أجسامه المضاده عقب الحث الأنتيجينى ، ولذلك لابد وأن تمر فترة كافية بعد أخذ اللقاح حتى تتمكن خلايا الجسم من تكوين الأجسام المناعية بالكمية الكافية للحماية من المرض.   
كما يمكن نقل الأجسام المضادة السابق تحضيرها بسيروم الدم إلى الشخص المحتاج إليها وتسمى مناعة منقولة (Passive immunity) كما فى حالة استعمال السيروم المضاد ضد سمية التتانوس. وتزود المناعة المنقولة الجسم ، بالأجسام المضادة مباشرة ، ولذلك فهى تستخدم للعلاج ، أى بعد ظهور أعراض المرض.
وتحضر اللقاحات من الانتيجينات ، واللقاحات عبارة عن معلقات مزرعية تتكون من ميكروبات مقتولة أو مضعفة أى ذات قدرة مخففة للعدوى وتستخدم اللقاحات كأنتيجينات ، لإنتاج مناعة بالعائل ضد ميكروب معين .بعد معاملتها بالحرارة أو بمواد كيماوية فقدت قدرتها على إحداث السمية أو العدوى، دون أن تفقد خواصها الأنتيجينية .وقد يحضر اللقاح من نوع واحد من الميكروبات ، وقد يحضر من أكثر من نوع من الميكروبات ويسمى لقاح مختلط ( Mixed vaccine) مثل لقاح التتانوس والسعال الديكى والدفتريا.
وتتركب الأجسام المضادة من بروتينات سيرم الدم تسمى جلوبولين فالأجسام المضادة تسمى الجلوبولينات المناعية (Immunoglobulins,Ig) وتسمى أماكن تفاعل الجسم المضاد التى تتحد بالأنتيجين أماكن تكافؤ الجسم المضاد ويكون مكان واحد أو اثنين بعكس الأنتيجين المتعدد التكافؤ .. ويبدأ التفاعل بين الأنتيجين والجسم المضاد بادمصاص أحدهما على سطح الأخر ..
إن معرفة مدى مرونة التغيير الذى تتمتع به الفيروسات تفترض أهمية استكشاف ثلاث استراتيجيات إضافية لتحسين اللقاح ، وتتمثل إحداها فى شبه النوع الفيروسى ، يمكن أن توجه إليها أجسام مضادة نوعية وحيدة ، أما الاستراتيجية الثانية فتعتمد على تكوين أجسام مضادة يمكنها التأثير فى طيف عريض من الفيروسات الطافرة الممكنة ، وإلا فإنها ستسمح لشبه النوع بالإفلات من تأثيرها .
ويمكن للاستراتيجية الثالثة تحديد الطافرات الهاربة فى مراحل الطور الأولى للعدوى وأن تهزمها بعوامل نوعية قبل أن تتمكن من إنتاج ذريتها. والفيروس لا يجد أمامه طريقاً للنجاة إذا ما واجه عائلاً ملقحاً Vaccinated .
ويمكن لإحدى الاستراتيجيات التصدى للمناورات المراوغة للفيروسات حيث تستغل هذه الاستراتيجية طبيعة الفيروسات كأشباه أنواع فتقوض بذلك أساس تواجدها .. ذلك أنه حتى فى شبه النوع الفيروسى الناجح يكون قسم صغير من المتتاليات الفيروسية فى الخلية العائلة قادراً على الحياة.
ولو تمكنا من زيادة معدل الخطأ فى الفيروسات على نحو معقول بحيث تكون كافية لتخطى عتبة الخطأ الحرجة التى تحدد شبه نوعها ، فإن هذه الفيروسات سوف تعانى خسارة فادحة وستنتج طفرات غير قادرة على الحياة .
الفيروس الآن بشرى وليس حيوانى فقط .والخنزير برئ من نقل العدوى فى البلاد والولايات الأمريكية والمكسيك وغيرها من البلاد .وكل مسئول عن وسائل وقايته بالنسبة لكل بلد من منافذ ومطارات وطرق .
صعوبة الحصول على مصل : هو أن الاختبارات بحاجة لعدد هائل من صفار البيض لدراسة وعمل مزارع للفيروس لاستخراج الطعم المناسب .
المصل
     المصل عبارة عن أجسام مناعية جاهزة سبق تحضيرها عن طريق حقن بعض أنواع الخيول باللقاح المراد إنتاج أجسام مناعية ضده ثم يؤخذ السيرم (السائل المستخلص بعد تجلط الدم ) الذى يحتوى على الأجسام المناعية المطلوبة (الحصان يكون فى دمه الأجسام المضادة المطلوبة) ويجهز لحقنه مباشرة إلى الإنسان المراد رفع مناعة جسمه ، ضد الفيروس المهاجم المتسبب فى وباء أو مرض معين.

واللقاح يقوم أو يعمل على تنشيط الجهاز المناعى ويجعله فى تنيه دائم واستعداد مستمر للعدو الغازى وتأهب دائم فى جهاز المناعة بالدم وبالتالى يستطيع مقاومة الغريب المنتظر ويواجهه ويقضى عليه قبل أن يستفحل وينتشر فى جميع ارجاء الجسم .عمل اللقاح هو تنشيط الجهاز المناعى.حيث يوهم الخلية بأن الكائن أو الغازى العدو موجود بالدم مما يجعلها فى حالة تنبيه مستمر ودائم مما ينبه الخلايا الدفاعية بصورة دائمة لوجود جسم غريب فيقاومه. ويقضى عليه إذا حاول الدخول أو اختراق الجسم بالفعل .
انتاج اللقاح
ذكرت إيلاف: في ملفها الصحي الخاص عن انفلونزا الخنازير : أنَّ السلطات الفيدرالية قضت العديد من السنوات وأنفقت ما يزيد عن مليار دولار في محاولة لتحويل إنتاج الأمصال إلى طريقة أسرع وأكثر موثوقية ، وهي الطريقة التي تشتمل على إنماء فيروسات اللقاح داخل أحواض من الخلايا بدلا ً من إنمائها في بيض الدجاج، تلك التقنية التي كان يستعان بها من قبل. وأكدت على أنَّ المشكلة القائمة الآن هي أنَّ إنتاج لقاح أو مصل لإنفلونزا الخنازير قد يتعارض مع إنتاج لقاح البرد الموسمي للشتاء المقبل. فقال أنَّ معظم شركات تصنيع الأدوية سوف تنتهي من إنتاج معظم إنتاج اللقاحات والأمصال قبل شهر يونيو القادم. وإذا تم البدء في إنتاج اللقاح الخاص بإنفلونزا الخنازير بعد ذلك مباشرة ً، فإنَّ أول 50 إلى 80 مليون جرعة سوف تكون متاحة قبل حلول شهر سبتمبر المقبل، حسبما صرح دكتور روبينسون.
***
 





الباب الثالث

الفصل الأول  : الوقاية خير من العلاج



الوقاية خير من العلاج


أسباب العدوى بالفيروس
نشرت بعض الصحف الاعلامية الأجنبية محاولات لتفسير أصل إنفلونزا الخنزير فقال البعض بانتشار خنازير ميتة فى الصين ومزارع خبيثة فى المكسيك ومؤامرة بمشاركة عصابات مخدرات مكسيكية .. كل ذلك مجرد محاولات اجتهادية لا تقوم على اساس علمى سليم . برغم أنه مما لا شك فيه أن الميتة والحظائر والمزارع الملوثة هى بلا شك من أهم الأسباب لانتشار ونقل الفيروسات من الخنازير إلى الحيوانات والبشر.

أفضل روشته للوقاية من كافة الوباءات
 السلوك، النظافة،الضمير

وأهم طرق الوقاية
 أولا وأخيرا النظافة الخاصة والعامة عنصر هام وضرورى وحاسم لكل الأمراض الوبائية .فالنظافة خط الدفاع الأول للإصابة بأى مرض أو عدوى .
وعلينا بمقويات المناعة مثل فيتامين C ، عسل النحل ، حبة البركة ، اليانسون .
الوقاية : عدم الاختلاط بأى من الطيور والخنازير والحيوانات بصفة عامة خاصة غير النظيفة والزارع الملوثة والحظائر غير النظيفة.والفيروس ينتقل عبر التدخين والهواء المحمل به عبر قطرات المياه والرذاذ المنتشر.
غسل اليدين لماذا..؟!
يمنع غسل اليدين انتقال الفيروس الذى قد يكون لا يزال عالقًا على أى سطح إلى الفم ومن ثم إلى الجهاز التنفسى.
وفى حالة تجنب العطس أو التنفس بالقرب، ينصح الأطباء بأنه يفضل الاحتفاظ قدر الإمكان بمسافة من مترين على القل بين كل شخص وآخر.
وبدلاً من المصافحة بيد قد تكون ملوثة بالجراثيم والفيروسات والميكروبات ينصح أيضًا الطباء بالاعتياد على ايماءة من الرأس أو اشارات التحية المعتادة باليد من بعد. أما فى حالة ارتداء الأقنعة فينصح الطباء بتغييرها كل أربع ساعات
ـ ارتداء القفازات والكمامة التى تقلل من فرص العدوى لكنها لا تمنعها بشكل قطعى لكنها تقللها لحد كبير .خاصة فى الأماكن المزدحمة والمتوقع فيها العدوى والإصابة . الأوراق النقدية الملوثة وتداولها تنقل الفيروس. انتشار القمامة الملوثة بشتى صورها فى الشوارع العامة وداخل مناور المبانى (العمارات ، السلم ).
أولا وأخيرا النظافة الخاصة والعامة عنصر هام وضرورى وحاسم لكل الأمراض الوبائية .تطبيق الشروط الصحية فالنظافة خط الدفاع الأول للإصابة بأى مرض أو عدوى .
ـ مقويات المناعة مثل فيتامين C ، عسل النحل ، حبة البركة ، اليانسون ،
ـ عدم الاختلاط بأى من الطيور والخنازير والحيوانات بصفة عامة خاصة غير النظيفة والزارع الملوثة والحظائر غير النظيفة.
ـ ارتداء القفازات والكمامة التى تقلل من فرص العدوى لكنها لا تمنعها بشكل قطعى لكنها تقللها لحد كبير .خاصة فى الأماكن المزدحمة والمتوقع فيها العدوى والإصابة .
ـ الأوراق النقدية الملوثة وتداولها تنقل الفيروس..

ـ انتشار القمامة الملوثة بشتى صورها فى الشوارع العامة وداخل مناور المبانى (العمارات ، السلم ).
ـ غسل اليدين الصابون .
ـ عدم التعامل والاقتراب من حيوانات الشوارع كالكلاب والقطط .
ـ عدم العطس فى وجوه الآخرين . حيث يعد الوسيلة الرئيسية لنقل العدى .
ـ عدم البصق فى الشوارع والطرقات ومن السشيارات ونوافد الأتوبيسات .
عدم استخدام وتداول الشيشة من فرد لآخر لأنها ليست وسياة قوية لنقل عدوى العديد من الفيروسات مثل: فيروسات الكبد الوبائية وفيروسات الإنفلونزا بشتى وسائلها ، والدرن والسارس وغيرها من الأمراض الرئوية.
ـ عدم استخدام وتداول الفوط وفرش الأسنان وأدوات الحلاقة والأظافر .
ـ عدم الشرب من مكان واحد تداول زجاجات المياه من فم لآخر .
ـ ضرورة التهوية الجيدة حيث تعد الأماكن المغلقة مرتع وتربة خصبة لتراكم وحفظ الفيروس كامنا هادئا مترقبا متحفظا للألتصاق بالكائنات المناسبة لرعايته وحيويته لممارسة نشاطة واستعادة نشاطه المدمر.برغم أن عمره الافتراضى عدة ساعات إلا انه يظل كامنا فى بعض البيئات .
كفاية أكل لحوم كفانا حمير وكلاب وخنازير ولحوم مجنونة وعديمة الصلاحية وفاسدة ومستوردة .. كفانا .. ولنتذكر موقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قابل رجل يأكل لحما فسأله :
ـ ماهذا..؟َ!
قال الرجل :
ـاشتهيته فاشتريته .
وفى اليوم التالى قابل نفس الرجل وهويحمل لحما . فسأله عمر :
ـ ما هذا ..؟ !
قال الرجل :
 ـ لحم .. اشتهيته فاشتريته .
فوكزه عمر بن الخطاب غاضبا وهو يقول :
ـ أو كلما اشتهيتم اشتريتم .. أو نفسك هى التى تقودك ..؟!
    ولنتذكر دائما ان الايمان وحده يقينا شر هذه الوبائيات كما قال الله تعالي في قرآنه الكريم :
" ولو أن أهل القري آمنوا  وأتقوا لفتحنا  عليهم بركات من السماء والأرض  ولكن كذبوا فأخذناهم  بما كانوا يكسبون "  ( النساء  83  ).
صدق الله العظيم

***





الباب الثالث
 الفصل الثانى

تلوث الهواء والتربة والماء
 بالفيروسات


         تلوث الماء والهواء  والتراب بالفيروسم



مما لاشك فيه أن الأمراض التنفسية من أخطر الأمراض المنتشرة فى عالم الإنسان و الحيوان والطير . لما يحمله الهواء من ميكروبات وكائنات دقيقة وفيروسات حاملة للأمراض الوبائية وسهولة نشر العدوى وصعوبة مقاومة ووجود مناعة لدى الكائنات للفيروسات لأسباب وراثية لما يحدث للفيروسات من طفرات جديدة ومستحدثة من الصعب التحكم فيها مما يؤدى لحدوث وبائيات واسعة الانتشار. كما أن سرعة الرياح تلعب دوراً مهماً فى انتشار العدوى .
     درجة الحرارة
       إن ارتفاع درجة حرارة الهواء تضعف الفيروس بسرعة . ولذلك فإن درجات الحرارة المنخفضة وانخفاض درجة الرطوبة النسبية تهيئ للفيروس الظروف الملائمة للاحتفاظ بقدرتة على الإصابة ونشاطه لفترار طويلة فى الهواء الملوث. وبالرغم من تأثير العوامل والظروف المحيطة بالفيروس من هواء وحرارة ورطوبة إلا أن مجرد وجود فيروس الإنفلونزا فى الهواء ولو لفترة ومدة قصيرة داخل الأماكن المغلقة يؤدى إلى انتشار العدوى والوباء .
  درجة الرطوبة
      ارتفاع درجة الرطوبة النسبية للهواء الملوث بالفيروس يؤدى إلى إضعاف الفيروس بسرعة. حيث يبدأ التأثير الفعلى فى إضعاف الفيروس فى الهواء بعد مرور 30 دقيقة من وجودها فى الهواء .
     يبقى فيروس إنفلونزا الطيور فى الهواء لفترات طويلة إذا كانت درجة الرطوبة النسبية منخفضة ويضعف بسرعة إذا ارتفعت نسبة الرطوبة إلى 50-60 %.
غلاف الفيروس الخارجى وحمايته من الظروف الجوية المحيطة
    حاول بعض العلماء مثلHemman )  ) سنة 1961 وJong) )  سنة 1965 إيجاد العلاقة بين ظهور أوبئة مرض الإنفلونزا وغيرة بالفصول الأربعة .. مع الأخذ فى الاعتبار اختلاف درجات مقاومة هذه الفيروسات واختلاف درجات الرطوبة النسبية خلال الفصول الأربعة .. وثبت أن نسبة الإصابة بمرض الإنفلونزا ترتفع خلال فصلى الشتاء والخريف .
    ونظراً لعمليات التدفئة المنزلية فى الأماكن المغلقة فإن نسبة الرطوبة تنخفض الأمر الذى يهيئ احتفاظ الفيروس لمدة طويلة فى الهواء بنشاطه وقدرته على إحداث الإصابة بالأشخاص القابلين للعدوى .. ولذلك ترتفع نسبة الإصابة بهذا الوباء فى فصلى الشتاء والخريف .
     فاختلاف درجة الرطوبة النسبية التى يعتمد عليها الفيروس فى مقاومته فى الهواء يرجع لطبيعة تكوين الجسيمات الفيروسية فى غلاف الفيروس الخارجى من عدمه . (هل الفيروس مغلف أم عار ليس له غلاف خارجى يحميه) .. ففيروسات الإنفلونزا كما ذكرنا من قبل تحمل فى تركيبها غشاء خارجى يحتوى على مواد دهنية (أحماض دهنية حرة) فى صورة غلاف خارجى وهذا الغلاف يحمى الفيروس من تأثير الرطوبة النسبية المنخفضة .. مقارنة بالفيروسات الأخرى فهى لا تمتلك هذا الغلاف خارجى ( غشاء دهنى خارجى ).. ولذلك فهى تضعف بسرعة أثناء تواجدها فى الهواء ذى الرطوبة النسبية المنخفضة.
ومن هنا كان التوقع بازدياد خطورة الفيروس فى فصلى الشتاء والخريف القادمين عرضة لانتشار الوباء الفيروس مرة أخرى أو بصورة أشد. فالحرارة أو شدة الحرارة صيفا لا تعد بيئة صالحة للفيروس وتحد من انتشاره فى الجو لكن الخرف والشتاء يحافظ على مدة بقائه فى البيئة المحيطة بشتى صورها من ماء وهواء وتربة ومفروشات وأثاث .

***














الباب الثالث : الفصل الثالث
ماهو الفيروس..؟!



ما هو الفيروس ..؟!
ما هو الفيروس ؟     
الفيروس هو جمهرة معقدة تٌخلد ذاتها ولا تفنى ، قد تتغير، تتحول ، تتطور ، لكنها تظل أبداً ممرضة ، مخيفة ، ضارية ، وذو طبيعة فريدة بين كل الأحياء. ومن الناحية الجوهرية هو برنامج وراثى يحمل فى طياته رسالة بسيطة جداً مفادها " دعنى أستمر و أتكاثر وإن حاولت منعى ستفاجئ بى ،  كامنا ،ً لأننى لن أنتهى ". ولأن الفيروس كائن غير حى ، فهو يبحث عن عائل ليحيا بداخله ولابد له من اللجوء للحيل الكيميائية الحيوية ليسيطر على خلية العائل ، سواء كان حيواناً أو إنساناً أو نباتاً. والفيروس لا يتكاثر بالتزاوج وإنما يُستنسخ ويتضاعف وبالتالى يتم إكثاره داخل خلية العائل ، لكن الشيء الذى يعده  كائناً وسطاً بين الكائنات الحية وغير الحية ، هو أن تركيبه يحتوى على مادة وراثية وبرنامج وراثى فى أبسط شكل و تركيب للمادة الوراثية التى تسمى RNA)) ، مما يدخله ضمن الوحدات الأولية لنشأة الكائنات الحيةويتمثل أبسط أنواع الفيروس من شريط مفرد(  Strand  ) من الحمض النووى الريبوزى  Ribonucleic Acid RNA)  ) المتكون بدوره من وحدات عديدة من الجزيئات والوحدات  النيكلوتيديه( Nucleotide subunits )  ويمكن بسهولة قراءة تلك الوحدات عن طريق جهاز ترجمة الخلية الموجودة فى العائل وهو الريبوسوم ( Ribosome  ) تماماً كما يفعل الـ  RNA  (المرسل) الخاص بخلية العائل نفسه . وهناك فيروسات موجبة وأخرى سالبة ، وتنجم إنفلونزا الطيور (  A) عن فيروس يعد من أكثر فيروسات الأمراض الوبائية انتشاراً.
الرداء الواقى للفيروس
ففيروسات الإنفلونزا تحمل فى تركيبها غشاء خارجى اضافى يحتوى على مواد دهنية (أحماض دهنية حرة) فى صورة غلاف خارجى وهذا الغلاف يحمى الفيروس من تأثير الرطوبة النسبية المنخفضة .. مقارنة بالفيروسات الأخرى فهى لا تمتلك هذا الغلاف خارجى ( غشاء دهنى خارجى ) .. ولذلك فهى تضعف بسرعة أثناء تواجدها فى الهواء ذى الرطوبة النسبية المنخفضة.فهذا الغشاء الذى يقى فيروس الإنفلونزا يميزه عن الفيروسات الأخرى الضعيفة بالقدرة العالية على مقاومة الظروف البيئية المحيطة خاصة الرطوبة النسبية ودرجة حرارة الجو المحيط به.
إن جوهر وحقيقة معلومات الفيروس الوراثية هو المحافظة على الذات ، التى لا تتحقق إلا من خلال التطفل وغزو العائل ثم نسخه وتضاعفه وإكثاره ، ثم التطفر والتأقلم مع البيئة المتغيرة  وتغيير ثوبه وردائه.
فيروس الإنفلونزا
هناك مجموعة من الفيروسات تسمى مجموعة (عائلة) الأورثومكسو فيروس( Orthomyxo Viridae  ) وهى ثلاثة أنواع منها : Type A ،Type B  ، Type C     .فالنوع الأول يصيب الدواجن أما النوع الثانى والثالث فيصيبان الإنسان فقط  ولم يحدثا أى وباء  قط . فى حين يصيب فيروس الإنفلونزا من النمط  A  مجموعة كبيرة من الحيوانات بما فيها الدجاج والخنازير والقطط والنمور والكلاب والقطط والأسماك والثدييات الأخرى بما فيهم الإنسان.
إن سلالات الإنفلونزا الثلاث الحديثة التى سببت وباءات خلال الـ 88 عام الماضية تنتمى إلى فيروسات الإنفلونزا من النمط  A.
من المسئول عن إحياء أخطر عترة إنفلونزا  فى التاريخ ؟
عندما اجتاح وباء الإنفلونزا الإنسان أثناء الحرب العالمية الأولى 1918 م و  1919 م وتسببت تلك الكارثة  فى موت العديد من الأبرياء ، وكما ظهر بسرعة وحصد الموت ضحاياه فى أيام معدودة بلغت العام الواحد ، اختفى واندثر بسرعة أيضاً . لم يكن معروفاً وقتها أن المسبب فيه هو فيروس الإنفلونزا حتى عام 1930.
وتسابقت دول كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وألاسكا وجزر المحيط الهادى وأسبانيا والسويد ، ومستشفى لندن الملكى  .( Royal London Hospital )وكان لمركز الباثولوجيا (الأمراض) التابع للقوات المسلحة ( Armed Forces Institute of Pathology, AFIP) دوراً رئيسياً فى اكتشاف المسبب لهذا المرض و بالتعاون مع المتحف الطبى التابع للجيش الأمريكى الذى أنشئ عام 1862 ، والذى وجد به عينات مأخوذة من ضحايا إنفلونزا 1918 ،الذين ماتوا بسرعة فور حدوث إصابة رئوية حادة..
وتم العثور على بقايا الفيروس فى هؤلاء الضحايا. لقد حفظت العينات فى الفورمالدهيد ثم طمرها فى البارفين. أى أنها حفظت لمدة 80 عاماً. وبعد مجهود شاق ونضال البحث عن الفيروس جاءت النتائج المرغوبة بإمكانية تحديد تسلسل النيوكلوتيدات المكونة للفيروس فى عام 1996 م .
لقد أخذت عينات من رئات الضحايا المجمدة فى الثليج ، حيث تم عزل المادة الوراثية للفيروس وهى الـ RNA  التى كانت مفتاحاً لحل اللغز المحير وفك شفرة الفيروس الكاملة ومعرفة تركيب الجهاز الوراثى الكامل لفيروس إنفلونزا الطيور .
ما الهدف من الحصول على الفيروس وإعادته للحياة من جديد ؟
 الغاية تبرر الوسيلة
إن استعادة أجزاء من الفيروس المسئول عن الكارثة العظمى لعام 1918 م هو دراسة خصائصه واستعادة المادة الوراثية للفيروس الـ RNA  بحيث يمكن استخدام جينات الفيروس ذاته لتصنيع الأجزاء المكونة له .. أى إعادة تخليق أجزاء ذلك الفيروس القاتل . وتحديد السبب الذى جعل إنفلونزا 1918 م شديدة الفتك وخطيرة بهدف تطوير العلاجات المتعلقة بها والمعايير اللازمة للوقاية منها . ومعرفة منشأ الفيروس المميت بحيث يمكن استهداف المصادر المحتملة للسلالات التى قد تسبب الوفاة مستقبلاً.
كان معظم الموتى وضحايا 1918 م سقطوا صرعى الرئة والالتهاب الرئوى
Pneumonia)) نتجت من بكتيريا انتهازية أصابتهم بعد أن أضعفتهم الإنفلونزا . إلا أن مجموعة من ضحايا الإنفلونزا ماتوا بعد أيام قليلة من ظهور الأعراض عليهم . بسبب حدوث التهاب رئوى فيروسى أكثر حدة والناتج من الإنفلونزا ذاتها مما جعل الرئة لديهم إما نازفة بشدة أو ممتلئة بالسوائل.
وبرغم اجتياح  تلك الكارثة لبعض بلاد العالم عدة مرات إلا أنه فى كل مرة كانت تظهر سلالة جديدة شبيهة للأولى إلا أنها تمتلك خصائص جديدة لم يسبق للجهاز المناعى التعرف عليها .. وبقيت سلالة عام  1918 م تنفرد بخصائص تميزها إلا أنها تعد المنشأ لهذه السلالات الناتجة والمتفرعة التى تلتها.
فقد شخصت الآن سلالة H2N2   التى حلت لعنتها على العالم عام 1957م ، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968م .
ولأن الخنزير لديه قابلية للإصابة بفيروسات كلا النوعين البشرى والطيرى فقد انتشرت حالات إنفلونزا فى البشر والخنازير عام 1918م . وكان متوقعًا انتقالها من البشر إلى الخنازير يعد احتمالاً متوقعاً  حيث إن الخنازير تتغذى على فضلات ومخرجات أى كائنات وبالتالى من الممكن نقله أيضاً من الأسماك إلى الخنازير. وكما حدث فى حالة الإصابة بفيروس سارس التاجى  (SARS Corona Virus)  حيث ظهرت سلالته بين البشر وكانت من مصدر حيوانى .. مازال مجهولاً.
فكافة الأوبئة التى ظهرت فوق الرض من صنع الإنسان حتى الطبيعة لم تسلم من شيطانه وتخريبه وفساده كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم :
" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ". [ الروم ـ41].

***










الباب الثالث : الفصل الرابع
كيف يدمر الفيرويس خلايا الكائن الحى..؟!


كيف يدمر الفيروس 
خلايا الكائن الحى ..؟!


التركيب الوراثى للفيروس
توصلت كندا للتركيب الدقيق للفيروس أى للتتابعات الخاصة فى   تركيب المادة الوراثية للـفيروس الـ RNA  أو DNA  المكونة للفيروس المخلق أو المهندس وراثيا الجديد الـ H1N1. وأكدت أن هذا الفيروس جديد ويجمع فى خصائصه بين السلالات الثلاثة ولم يتعرض له البشر قبل الآن وبالتالى لم يجهز الجسم وسائل دفاعية ضده 
فترة حضانة الفيروس
 4 _ 7 أيام , لو عطست أو سعلت فى كوب يظل الفيروس كامنا غير نشطا عالقا بالكوب حتى يصادف كائنا آخر قابل للإصابة به وتتم العدوى ، فينشط ويمارس نشاطه فى إخضاع الخلية له ولأوامره ويتنقل بخفة وسرعة من خلية لأخرى  .
احتمال الإصابة
 تختلف الإصابة من شخص لآخر فقد يصيب البعض دون الآخر .. برغم شراسته إلا أن قوة جهاز المناعة لدينا مسألة فى غاية الأهمية ، وقد تكون أعراض المصابين بهذا الفيروس خفيفة واخرى شرسة .. وفقا لمقاومة وتحمل هذا الفيروس ، لانه يعتمد على المناعة .. فمثلا الأشخاص المصابين ببعض الأمراض ستكون مناعتهم ضعيفة وبالتالى فهم عرضة للإصابة به وعدم القدرة على مقاومته .وكبار السن .. أما صغار السن الذين يصابون به فهم قلة وأكثرهم ضعاف الجهاز المناعى لديهم . وبالتالى سيحتاج لعلاج مكثف ورعاية مركزة .
العدوى
طرق عدوى الفيروس  ينتقل الفيروس بالهواء والرذاذ المحمل به عبر الهواء من خلال العطس أو السعال أو العاب أو اللمس وتتعلق الفيروسات بالماذ بالرذاذ فى الأماكن المزدحمة .
ـ  التدخين .
ـ الشيشة .
ـ الازدحام والتلاحم والتلاصق.
ـ السعال والعطس والبصق .
ـ استخدام وتبادل الأدوات الشخصية مثل:
 ـ الفوط .
ـ أداوت الحلاقة وأقلمة الأظافر والجلد.
ـ فرش الأسنان والحلاقة .
ـ تناول الشرب من فم لآخر من زجاجة واحدة أو كوب واحد.
ـ نقل الرذاذ عبر الهواء المحمل بالفيروس .
ـ التلوث بشتى ألوانه .
ـ تبادل الأوراق النقدية الملوثة ولمسها.
ـ تبادل القبلات والسلام أو التصافح بالأيدي.
الفحص
هام جدا عند ارتفاع درجة حرارة الفرد أو الحيوان والطير للتأكد من خلو الإنسان من الفيروسات والملاريا وخلو الكائنات الأخرى من الفيروسات الوبائية خاصة وان هناك العديد من الأمراض المشتركة بين الحيوانات والطيور والبشر .

التطعيم
لازم وضرورة للمخالطين للمصابين وللمزارع الطيور والحيوانات والمتعرضين للقمامة وجمعها والتعامل معها .التطعيم يجب أن يكون سنويا .
أدوية الإنفلونزا الأدوية العادية والتام فلو لهما تأثير فعال على مقاومة الفيروس خاصة فى ظهور الأعراض أى خلال ال 48 ساعة الأولى .
كيف يدمر الفيروس خلايا الكائن الحى ..؟!
يوهم الفيروس خلايا الكائن الحية الدفاعية مما يؤدى لتدمير أجهزة كاملة بالجسم خاصة الجهاز التنفسى . جيلا متطورا من هذا الفيروس قد ينتشر بسرعة جدا.
يهاجم الفيروس الخلايا وعندما يستطيع مفتاح الفيروس الاندماج مع قفل الخلايا المستهدفة ، يدور المفتاح فتفتح الخلية بابها ويستطيع الفيروس الاندماج مع قفل الخلية ويخترق سطح الخلية ويبدأ فى نشر وبث خصائصه الوراثية ثم يتركها بعد تخريبها متنقلا بخفة ورشاقة من خلية لأخرى .وبالتالى يستطيع فى وقت قليل السيطرة على الخلايا الواحدة تلو الأخرى وهدم مقاومتها المناعية ، وأخطر ما فى الفيروس هو سطحه حيث يوجد انزيم نيورامينياز  Neuraminidase (NA)وعقار التام فلو TamfLU  يعمل على تعطيل هذا الإنزيم ومن ثم تموت الخلايا المسببة للفيروس أو التالفة بها .

Main symptoms of swine flu in humans.

أعراض
يمين : نفسيا: همدان ـ فقد الشهية ـ جهاز التنفسى: كحة ـ المعدة :غممان نفس ترجيع .
شمال : نظام  حرارة حمى . الزور: سعال أنفى ـ حرقان فى الزور احتقان ـ الأمعاء : اسهال.

الإصابة بالعدوى
 إن النمطين الفرعيين   NA و HA  الموجودين على سطح فيروس إنفلونزا الطيور من النمط  A  يستخدمان فقط فى التعرف على هذا الفيروس وأصله . بل إنهما ضروريان جداً لتكاثر الفيروس ، كما إنهما يعتبران الأهداف الابتدائية لاستثارة الجهاز المناعى الخاص بالعائل المصاب بهذا الفيروس ، حيث يبدأ جزئ البروتين HA بإحداث العدوى بارتباطه بمستقبلات على السطح الخارجى لخلايا معينة من خلايا العائل المقصود أو المستهدف ، وهذه غالباً ما تكون الخلايا المبطنة للجهاز التنفسى فى الثدييات ، وكذلك الخلايا المبطنة للأمعاء فى الطيور . ويمُكن البروتين NA  النسخ الجديدة للفيروس من مغادرة خلية العائل لإصابة خلايا أخرى مجاورة.
وقد يحدث تبادلات أو تغيرات للمادة الوراثية الفيروسية نتيجة لحدوث أخطاء أثناء نسخ نفسه أو نسخ مادته الجينية الفيروسية .. والكارثة تحدث عندما تختلط الجينات الخاصة بنوعين مختلفين من فيروسات الإنفلونزا يكونان قد أصابا الخلية نفسها.
إن اكتساب الفيروس قدرة ارتباط جديدة هو خطوة حاسمة بل وأساسية للسماح للفيروس بأن يصيب نمطاً جديداً خارج الفصيلة والنوع .
فقدرة الفيروس المميزة على إحداث تخريب سريع وشامل لكل من النسج التنفسية العلوية والسفلية تشير إلى أن الفيروس لديه القدرة على التضاعف بأعداد كبيرة وعلى الانتشار بسرعة من خلية إلى أخرى . وهناك بروتين فيروسى يسمى  NSI يمنع إنتاج الإنترفيرون من النمط الأول  INF  الذى يعد نظام إنذار مبكر تستخدمه الخلايا لاستثارة رد الفعل المناعى لديها فى مواجهة أية إصابة فيروسية .. ووجد العلماء عند تحليل أنسجة الخلايا الرئوية البشرية للمصابين أن الفيروس الذى كان يمتلك الجينة  NSIكان أكثر فاعلية فى حصر منظومة إنتاج الإنترفيرون من النمط الأول لدى العائل .ومن خمس جينات تأكد العلماء من : أن أية فيروسات متوحشة كانت تحتوى على جينات  NA و  HA  لفيروس إنفونزا الطيور قتلت فئران وسببت تلفاً رئوياً حادا ًرغم أنه تم العثور على رد فعل الخلايا المناعية أيضاً .وأكد العلماء أن جينات HA وحدها كانت قادرة على إحداث الاستجابة المناعية الحادة مما تسبب فى انتشار العترة الفيروسية بين القطعان بل وبين الكائنات.
تفشى الوباء
وانتشار هذا المرض المعدى بين عدد كبير من الأشخاص يؤدى لحدوث حالة وبائية وفى الغالب يحدث الوباء (Epidemic)  موسمياً. وهناك وباء محلى أى محصوراً فى مجتمع صغير بحيث يكون مصدره واحد فيطلق عليه الانتشار الوبائى المحدود (Outbreak). وقد يحدث الوباء متوطن ( Endemic) ويلاحظ فيه انتشار مستمر للمرض فى منطقة أو جهة من الجهات. وقد يحدث الوباء بصورة عامة وشاملة فينتشر من المنطقة المحلية ويتوغل بشكل أوسع ليجتاح البلاد المجاورة ومن ثم القارات أيضاً كما حدث الآن فى وباء الإنفلونزا الذى بدأ محلياً فى الصين مثلاً ثم انتشر فى معظم دول العالم ليصبح وباء عام.
 يعد تنشيط جهاز المناعة وتحفيزه وتنشيطه أكثر الطرق شيوعاً لمكافحة الفيروس كما يفعل اللقاح.حتى الآن لا يستجيب الفيروس لأدوية الفيروسات المتاحة. مع العلم أن الفيروس حساس جداً لأية منظفات ومطهرات.

وتعتمد استراتيجية العلاج الجديدة فى مهاجمة سطح الفيروس وليس داخله كما كان يتبع من قبل ، لمهاجمة الإنزيم الموجود على سطح الفيروس والمتسبب الرئيسى فى اختراق الفيروس للخلية .. ولأن الفيروسات سريعة التكلف تنتشر وتنتقل عبر الهواء وتسبح بشكل خفى فى الهواء وتعلق برذاذ الماء وقطرات الماء فى الهواء . ولذلك لابد من التحفيز الدائم داخل الجهاز المناعى لخلايا الجسم بحيث تصبح على تأهب واستعداد وتنبيه مستمر لمقاومة أى جسم غريب بحيث تتوهم باستمرار بأن هناك ما هو غريب بداخلها وبالتالى تستطيع المقاومة الفعلية .حيث يوهم الفيروس خلايا الكائن الحية الدفاعية مما يؤدى لتدمير أجهزة كاملة بالجسم خاصة الجهاز التنفسى . جيلا متطورا من هذا الفيروس قد ينتشر بسرعة جدا .

الدواء
يخدع ويوهم الفيروس ويبدأ بمهاجمته والقضاء عليه.
العلاج الجديد
مقاومة سطح الفيروس الذى يتركب من ... فالخلية بمثابة قفل والفيروس مفتاح وكل منا بل وكل كائن حى له مفتاحه الخاص به وبالتالى قد يصاب شخص دون الآخر بتعريضهم لفيروس الإنفلونزا الموسمية .
دواء " ريلينزا " لشركة جلاسكو ، وهو مشابه لدواء " تامفلو " بنسبة 8%.
لا توجد دولة فى العالم فى مأمن من الفيروس .
واللقاح
يقوم أو يعمل على تنشيط الجهاز المناعى ويجعله فى تنيه دائم واستعداد مستمر للعدو الغازى وتأهب دائم فى جهاز المناعة بالدم وبالتالى يستطيع مقاومة الغريب المنتظر ويواجهه ويقضى عليه قبل أن يستفحل وينتشر فى جميع ارجاء الجسم .عمل اللقاح هو تنشيط الجهاز المناعى.حيث يوهم الخلية بأن الكائن أو الغازى العدو موجود بالدم مما يجعلها فى حالة تنبيه مستمر ودائم مما ينبه الخلايا الدفاعية بصورة دائمة لوجود جسم غريب فيقاومه. ويقضى عليه إذا حاول الدخول أو اختراق الجسم بالفعل .
وبدات اختبارات الكاميرات باستخدام الاشعة فوق الحمراء لمعرفة درجات حرارة المسافرين للفحص وحماية المواطنين متجاهلين أن المرض قد يوجد وتتأخر عوارض ظهوره من حرارة وسعال وعطس وكحة والتهابات رئوية واسهال وقيئ وغيرها .
فيروس إنفلونزا الخنزير  غير مميت بالنسبة للخنازير لأن الخنازير مرتع خصب وحيوى وفعال لتلقى وتنمية العديد وتخزين الكثير من الأمراض الوبائية والعادية وهو يتميز  بقدرة عالية وفائقة على مقاومة تلك الوباءت لما يتميز به من قدرة مناعية عالية ويعد كانس للطبيعة من الملوثات الضارة . ولذلك الطيور والإنسان لم يتحملا وباء انفلونزا الجديد أما الخنزير فيتحمل أكثر من ذلك أيضا .كما توجد أسماك كانسة للبيئة فمن الحيوانات ايضا الخنزير .فلديه مناعة طبيعية قوية بصته كانس للبيئة وأخرى مكتسبة لمعيشته على الملوثات والنفايات غير الطبيعية والفاسدة واللحوم الفاسدة والحيوانات الميتة وغيرها من المواد العضوية الغريبة التى تحفل بها القمامة.
اوقات انتشار الفيروس
 الشتاء القادم والخريف عرضة لانتشار الوباء الفيروس مرة أخرى أو بصورة أشد .فالحرارة أو شدة الحرارة صيفا لا تعد بيئة صالحة للفيروس وتحد من انتشاره فى الجو لكن الخرف والشتاء يحافظ على مدة بقائه فى البيئة المحيطة بشتى صورها من ماء وهواء وتربة ومفروشات وأثاث .
تقول تقارير منظمة الصحة العالمية الإعلامية أن فيروس إنفلونزا البشرية الموسمية العادية عندما ينتشر فى بلد ما قد يصيب من 3 – 5  % من المجتمع أما الفيروس البشرى الجديد ففى خلال عام متوقع اصابة من 30 – 35 % من المجتمع . حتى لو كان معدل الوفيات طبيعى للإنفلونزا الموسمية سيزداد أعداد المعالجين والوفيات بأكثر بكثير من المعتاد .الفيروس ضعيف يموت عند ال 70 ْم درجة مئوية . والنقل عبر التنفس أى الجهاز التنفسى ، وليس عن طريق الأكل .لن المجرى الطبيعى للفيروس هو الجهاز التنفسى .وبالتالى لن تحدث العدوى طالما لم يصل للجهاز التنفسى . وارتفاع درجات الحرارة صيفا لايقتل الفيروس لكن يقلل مدة بقائه خارج الجسم وبيئة الإنسان والكائنات الحية فى الشتاء أطول من الصيف .وقد تكون هناك حالات الإصابة بهذا الفيروس تكون خفيفة وقد لاتسجل لعدم ظهور الأعراض الواضحة أو القوية بهؤلاء المصابين ، لكن هذا لا يمنع من إصابتهم بالفيروس وبأنهم حاملين له برغم مقاومتهم والتغلب عليه . . 
صعوبة الحصول على مصل
هو أن الاختبارات بحاجة لعدد هائل من صفار البيض لدراسة وعمل مزارع للفيروس لاستخراج الطعم المناسب.التركيب الوراثى للفيروس :توصلت كندا للتركيب الدقيق للفيروس أى للتتابعات الخاصة فى   تركيب المادة الوراثية للـفيروس الـ RNA    المكونة للفيروس المخلق أو المهندس وراثيا الجديد الـ H1N1. وأكدت أن هذا الفيروس جديد ويجمع فى خصائصه بين السلالات الثلاثة ولم يتعرض له البشر قبل الآن وبالتالى لم يجهز الجسم وسائل دفاعية ضده 
احتمال الإصابة : تختلف الإصابة من شخص لآخر فقد يصيب البعض دون الآخر .. برغم شراسته إلا أن قوة جهاز المناعة لدينا مسألة فى غاية الأهمية ، وقد تكون اعراض المصابين بهذا الفيروس خفيفة واخرى شرسة .. وفقا لمقاومة وتحمل هذا الفيروس ، لانه يعتمد على المناعة .. فمثلا الأشخاص المصابين ببعض الأمراض ستكون مناعتهم ضعيفة وبالتالى فهم عرضة للإصابة به وعدم القدرة على مقاومته .وكبار السن .. أما صغار السن الذين يصابون به فهم قلة واكثرهم ضعاف الجهاز المناعى لديهم . وبالتالى سيحتاج لعلاج مكثف ورعاية مركزة .
التطعيم لازم وضرورة للمخالطين للمصابين وللمزارع الطيور والحيوانات والمتعرضين للقمامة وجمعها والتعامل معها .التطعيم يجب أن يكون سنويا .
أدوية الانفلونزا الأدوية العادية والتام فلو لهما تأثير فعال على مقاومة الفيروس خاصة فى ظهور الأعراض أى خلال ال 48 ساعة الأولى .
***






الباب الثالث : الفصل الخامس
كيف يُغير رداءه..؟!

كيف يُغير الفيروس رداءه ..؟!!!


 فيروس الإنفلونزا يغير رداءه
إن عترة (سلالة) الفيروس تستطيع أن تُغير من نسلها وذراريها ، دون قصد أو عمد ، لأن طبيعة تناسخ الفيروس داخل خلية العائل يسمح و يتيح للفيروس من تغيير ردائه. والمادة الوراثية للفيروس مكونة من أربعة حروف وراثية ( أربع نيكلوتيدات )  محتملة ولكل تخيله من العدد الهائل الممكن توقعه للفيروسات الناتجة عن طريق تغيير وضع تلك الحروف أى عند حدوث طفرات .. وحدوث طفرات يعنى تغير فى تتابع هذه الأحرف الأربعة وكل حرف يغير كلمة كاملة (يشفر ـ  يعبر عن ـ  لحمض أمينى متعلق بصفة أو تكوين ما وراثي ) مما يعبر عن فيروس جديد وتكوين جديد..!
وهذه (الحروف الأربعة) النيكلوتيدات المحتملة هى : أدنين adenine  ، يوراسيل  uracil  ، جوانين  guanine  ، سيتوزين cytosine  ولذلك فإن فيروس العوز المناعى HIV يمثل عدداً هائلاً ، يساوى بالتقريب والاحتمالات المتوقعة واحداً متبوعاً بستة آلاف صفر. ورغم أن هذه المتتاليات غير مؤهلة لأن تكون كلها فيروسات إلا أن النسبة القليلة منها والتى تستطيع أن تكون فيروسات حقيقية لا تعد قليلة بل كثيرة جداًً.
فالطفرات تظهر عشوائياً ، وبشكل غير منتظم ، رغم القدرة الانتقائية أو الانتخابية . والانتقاء التطورى هو نتيجة منطقية لقدرة الفيروس على استنساخ  replication  ذاته بدقة . ولنتصور حالة يكون لعملية التناسخ هذه فيها قابلية عالية للخطأ ، بحيث لا تتكون أية صورة مشابهة لتتابعها الأبوي (الأصلى).
 وبعض الطفرات يمكن حدوثها أكثر من غيرها ، وفرصتها فى الحياة تفوق غيرها مما يسمح لها بإنتاج مزيد من الذرية . مما جعل العلماء يطلقون على الذرية الجديدة وهؤلاء الغزاة اسم "  شبه النوع " .
ويتم معرفة الأنواع المختلفة لفيروسات الإنفلونزا  A  بالرجوع إلى البروتينين الموجودين على سطح الفيروس الأول يسمى هيماجلوتين  Hem agglutinin (HA)  الذى يمتلك أكثر من 15 ضرباً مغايراً variant ونمطاً فرعياً . أما البروتين الثانى فيسمى نيورامينياز  Neuraminidase (NA)  الذى يمتلك تسعة أنماط فرعية . وينتج العائل المصاب لهذه البروتينات أجساماً مضادة مميزة.
Family : Orthomyxo Viridae (A,B,C)
Genus : Influenza Virus type A
Subtypes : on the basis of surface proteins :
-  Hem agglutinin (HA).(1-15)
-  Neuraminidase (NA.(1-9).
ـ على سطح الفيروس نوعين من البروتين الأول يسمى هيماجلوتين:
(Hem agglutinin (HA)) الذى يمتلك أكثر من 15 ضرباً مغايراً variant ونمطاً فرعيا ًويلعب دوراً أساسياً فى قدرة الفيروس على إصابة الخلية واندماجه مع المستقبلات الموجودة فى خلية العائل..أما البروتين الثانى فيسمى نيورامينياز(Neuraminidase (NA)) الذى يمتلك تسعة أنماط فرعية وهو المسئول عن خروج الفيروسات الجديدة وانتشارها.
دورة حياة فيروس إنفلونزا  A
إن تركيب الفيروس وجهازه الوراثى ودورة حياته القصيرة جداً تسمحان له بالتطور وبتبادل الجينات بسهولة . وتتألف المادة الوراثية (الجينية) للفيروس من ثمانى قطع منفصلة من الـ RNA   الموجودة داخل غشاء دهنى مرصع بالبروتينات . ولكى يتكاثر الفيروس ، يجب عليه الارتباط أولاً بسطح خلية حية .. ثم الدخول إليها ، حيث يسيطر على آليات خلوية محرضاً إياها على إنتاج بروتينات فيروسية جديدة ونسخ إضافية من الـ  RNA  الفيروسى . وتجتمع تلك القطع معاً لتشكل فيروسات جديدة تغادر خلية العائل  لتُعدى وتصيب خلايا أخرى . ولأنه لا توجد آلية دقيقة ومحددة تضمن أن نسخ الـ  RNA  الفيروسى الجديدة صحيحة تماماً ، فإن نسبة شيوع ووجود الأخطاء فى المادة الوراثية متوقعة وهى التى تؤدى لحدوث طفرات جديدة .
والأدهى من كل ذلك إنه إذا حدث وأصابت سلالتان مختلفتان من الإنفلونزا خلية العائل يتيح ذلك لامتزاج قطع الـ  RNA  بحرية منتجة ذرية من الفيروسات الجديدة تجمع بين جينات كلتا السلالتين من الفيروسات الأصلية .. وتعد تلك الآلية المسئولة عن توليد سلالات جديدة ومتنوعة للفيروسات .
التقنية الوراثية  لتخليق فيروسات إنفلونزا (هجين)
   كيف يتم عزل فيروس الإنفلونزا
    يعزل فيروس الإنفلونزا بحقن أجنة دجاج ( بيض ملقح ومحضن ) عمر 10-11 يوماً . وأيضاً زرع نسيجى أولى لكلية القردة والخنازير وغيرها من حيوانات التجارب . ويحقن الفيروس المعزول من البيئة أو الطبيعة فى عدد من الأجنة ويتم تحضين الأجنة لمدة أيام ثم توضع فى ثلاجة لمدة دقائق ثم تجرى الأختبارات وفحوص عينات من كرات الدم الحمراء للدجاج ويستخدم لذلك أمصال ممنعة خاصة بفيروس الإنفلونزا.
ويتوقف ظهور التأثير المرضى فى حالة وجود الفيروس على نوع العترة الفيروسية وتركيزها فى النموذج المختبر النموذج التجريبى.
***












الباب الرابع

 الفصل الأول : تفشى إنفلونزا الخنزير

 

 

تفشي إنفلونزا الخنازير 2009

وباء إنفلونزا الخنازير 2009:
هي سلالة جديدة من فيروس إنفلونزا أتش1 ان1 تم اكتشافها من قبل وكالات الصحة العامة في مارس 2009. أول إنتشار محلي لها كان في ثلاث أماكن في المكسيك، لكن لم يكتشف وجود هذه السلالة الجديدة للفيروس لمدة شهر كامل. بعد الاكتشاف، على الحدود المكسيكية الأمريكية ، تم الإعلان عن إنتشارها محليا في المكسيك ، وبعض الحالات المعزولة في أماكن أخرى. في 27 ابريل، تم العثور على نفس السلالة من الفيروس في إصابات أخرى في كندا ، اسبانيا ، ومن المتوقع أن تصيب أكثر من 1.800 حالة في بلدان أخرى. في مايو 2009 ، حسب منظمة الصحة العالمية فإن تفشي إنفلونزا الخنازير 2009 رفع الإنذار بالمرض والذي وصف بالجائحة إلى الدرجة الرابعة. ويعني الرفع إلى مرحلة أعلى من الإنذار بالجائحة زيادة احتمالية حدوث جائحة ولكنه لا يعني أن حدوثها أمر حتمي.
إنفلونزا الخنازير في البشر
تصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير تصيب في العادة الخنازير وليس البشر. وتقع معظم الحالات حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة أو حين تنتقل اشياء ملوثة من الناس الى الخنازير. يمكن ان تصاب الخنازير بانفلونزا البشر او انفلونزا الطيور. وعندما تصيب فيروسات انفلونزا من انواع مختلفة الخنازير يمكن ان تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة.
ويعتقد ان الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الانفلونزا الموسمية  عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات انفلونزا ثم لمس الفم او الانف ومن خلال السعال والعطس.
وتتشابه أعراض انفلونزا الخنزير في البشر مع أعراض الإنفلونزا الموسمية من إرتفاع مفاجيء في درجة الحرارة وسعال والم في العضلات واجهاد شديد. ويبدو ان هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الاسهال والقيء اكثر من الانفلونزا العادية.
توجد لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع انفلونزا الخنزير. ولا يوجد لقاح يحمى البشر من انفلونزا الخنازير بالرغم من ان مراكز السيطرة على المرض والوقاية الامريكية تضع صيغة لاحدها. وربما يساعد لقاح الانفلونزا الموسمية في تقديم حماية جزئية ضد انفلونزا الخنازير H3N2 لكن لا يوجد لفيروسات H1N1 مثل المتداول حاليا.
لا تنتقل العدوى للاشخاص من اكل لحم الخنزير او منتجاته. ويقتل طهي لحم الخنزير داخل درجة حرارة 70 درجة مئوية فيروس انفلونزا الخنازير كما هو الحال مع بكتيريا وفيروسات اخرى.

طرق انتقال أنفلونزا الخنازير

تصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة, وتحدث العدوى أيضا حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير يمكن أن تصاب الخنازير بإنفلونزا البشر أو إنفلونزا الطيور وعندما تصيب فيروسات إنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة.
ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ويمكن أن تنقل من شخص لآخر، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس.
أعراض إنفلونزا الخنازير
تبدو أعراض أنفلونزا الخنزير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات، وإجهاد شديد ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية.
وتوجد لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع إنفلونزا الخنزير، ولا يوجد لقاح يحمى البشر من أنفلونزا الخنازير.
وحللت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عينات من فيروس H1N1 لبعض المرضى الأمريكيين الذين تعافوا جميعا وقالت انه مزيج غير مسبوق من فيروسات أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر.
الوقاية من إنفلونزا الخنازير
 توجد لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع إنفلونزا الخنزير. ولا يوجد لقاح يحمى البشر من أنفلونزا الخنازير بالرغم من أن مراكز السيطرة على المرض والوقاية الأمريكية تضع صيغة لأحدها. وربما يساعد لقاح الأنفلونزا الموسمية في تقديم حماية جزئية ضد أنفلونزا الخنازير 3H  2N  لكن لا يوجد لفيروسات 1 H 1 N مثل المتداول حاليا.
قد لا تنتقل العدوى للأشخاص من أكل لحم الخنزير أو منتجاته. ويقتل طهي لحم الخنزير داخل درجة حرارة 70 درجة مئوية فيروس إنفلونزا الخنازير كما هو الحال مع بكتيريا وفيروسات أخرى.
التشخيص
 إن المسبب لأنفلونزا الخنازير هو فيروس أنفلونزا نوع (A) الذي يتبع عائلة أورثوميكزو الفيروسية والفيروس له غطاء (envelope) ومادة وراثية بداخله من الحمض النووي رن أ (RNA) والغطاء يتكون من نوعين من البروتين هما هيماجلوتينين (H) ونيورامينيداز (N) حيث الصفات الأنتيجينية لهما هي أساس تقسيم الفيروس إلى عترات .
وتكمن خطورة هذا الفيروس في أنه يصيب الإنسان عند تعرضه للإفرازات الأنفية للخنازير المصابة بالمرض والهواء المحيط بها وتكون حدة المرض حسب ضراوة عترة الفيروس مما قد ينتج عنه وبائيات محلية وعالمية حيث تم تسجيل وفيات آدمية في القرن الماضي مثل وباء الأنفلونزا الأسبانية حيث توفى بين 20 إلى 40 مليون حول العالم ، وفى عام 1976 وجدت حالات أعراض تنفسية حادة وفى كلتا الحالتين كان السبب هو فيروس الأنفلونزا (A) المنتقل من الخنازير للإنسان .
وليس هذا فقط هو دور الخنازير بالنسبة للصحة العامة لكن الدور الأكثر أهمية هو كون الخنازير عائل وسيط بالنسبة لفيروسات الأنفلونزا (A) حيث تعتبر بمثابة وعاء لخلط عتراتها التي تصيب الإنسان وعتراتها التي تصيب الطيور فعلى سبيل المثال إذا أصيبت الخنازير بعترتين من فيروسات الأنفلونزا (A) أحدهما من الإنسان والآخر من الطيور ، فتظهر عترة جديدة ربما تكون أكثر ضراوة من العترتين وقد تؤدى إلى وبائيات أو وفيات آدمية . وهذا يرجع لوجود مستقبلات لفيروسات الأنفلونزا (A) التي يصاب بها كل من الإنسان والطيور على أسطح خلايا قصبتها الهوائية معطية وسطاً مناسباً لتكاثر هذه الفيروسات وتبادل (reassortment) أجزاء مادتها الوراثية (RNA) التي تتميز بكونها مقسمة إلى أجزاء (Segmented RNA).

***
































الباب الرابع
الفصل اثانى : عندما تصبح الأسطورة خيال..!


عندما تصبح الأسطورة حقيقة


الصندوق المحرم
وخروج اللعنة على العالم

تروى الأسطورة اليونانية القديمة أن " الصندوق المحرم " عندما فتحته باندورا(فتاة) ،انطلقت منه كل الشرور والتعاسات إلى العالم ، وكان من ضمن هذه الشرور شر يدعى "الفيروس". رغم دقته المتناهية فى الصغر إلا أنه سيحمل اللعنة إلى العالم كله .. وقد حملها بالفعل وتحققت نبوءة الأسطورة اليونانية منذ قرون وعهود مضت .. إلا أن هذا الكائن الدقيق كان خامداً فى قبره فمن أخرجه ليطل علينا من حين إلى آخر ، ويهل علينا بأثواب مختلفة ومتنوعة أشد ضراوة وقسوة مما سبق ، بأشكال وأنواع وأصناف وسلالات لا حصر لها..؟!!!
وبدأ الرعب والفزع يحل على البشرية بحلول هذا الكائن الدقيق الفتاك ..الذى يهدد بحصاد ملايين الكائنات من بشر وحيوان وطير بدء من فيروس البرد العادى ونهاية بالإيدز.
     لم يدفن فيروس الإنفلونزا عام 1918م مع ضحاياه البشرية فقط بل دفن معه أيضاً اللغز الذى حير العلماء. فمن الذى نبش قبره ، وأعاده للحياة من جديد .. ؟!ليصيبهم ويصيبنا ما حدث من تفشى الأوبئةكما قال الله عز وجل :
" فأصابهم سيئات ما كسبوا ".[الشورى : 51].
    من الذى أخرجه من الصندوق المحرم .. فأطلق سراحه من القمقم لتحل اللعنة على البشر مخلفة وراءها الخراب والدمار والموت .. كما جاء فى الأسطورة اليونانية القديمة..؟!!!
    منذ عام 1951 م وحتى عام 1997م  بل وحتى يومنا هذا ، والعلماء يفتشون ، ينقبون ، يبحثون،  بين القبور والجليد ، فى المعاهد البحثية وبنوك الميكروبات والجينات . حتى عاد للظهور والخروج ليصيب البشر بثوب جديد ، وشكل غير متوقع . ربما كان ظهوره عام 1918م مفاجئاً أما هذه المرة فبأيدينا نحن البشر .. !!!
    لقد عاود الظهور عام 1957 و  1968 م قطعاً بعد أن أخرجوه .. وفحصوه .. وأكثروه فى المعامل من شتى أنحاء العالم .. لدراسة أصوله .. ونشأته ... لحل اللغز أم لحلول اللعنة والوباء..؟!!!!!!
     أى منطق هذا ..؟!
    ننقب عن الوباء وننبش قبره بأيدينا ؟!
        ألم يكف بعد.. هذا الكم الهائل من الأوبئة والميكروبات والكائنات المخلقة فى المعامل بحثاً عن فيروس أو كائن فتاك لا يقاومه جهاز المناعة .. ؟! بحثاً عن القنابل البيولوجية ..!!!
    لقد ظهر الفيروس ليفتك ويدمر الطير والحيوان والبشر من جديد .. ألم يكف تخريب أراضينا الطبيعية .. وفساد غلافنا الجوى ..؟ بل وفساد وتلوث البحار .. ثم ماذا بعد كل ذلك ..؟!
    هناك ناقوس يدق بالخطر .. ينذر بفناء العالم .. يهدد البشرية بالضياع .. فهل من وسيلة للرجوع ..؟
كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم :
" ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض
الذى عملوا لعلهم يرجعون " . [الروم : 41] .

   الفيروس مادة أم كائن  حى  .. ؟!     
الفيروس هو جمهرة معقدة تٌخلد ذاتها ولا تفنى ، قد تتغير، تتحول ، تتطور ، لكنها تظل أبداً ممرضة ، مخيفة ، ضارية ، وذو طبيعة فريدة بين كل الأحياء. ومن الناحية الجوهرية هو برنامج وراثى يحمل فى طياته رسالة بسيطة جداً مفادها " دعنى أحيا و أتكاثر وإن حاولت منعى ستفاجئ بى ،  كامنا ،ً لأننى لن أموت ". ولأن الفيروس كائن غير حى ، فهو يبحث عن عائل ليحيا بداخله ولابد له من اللجوء للحيل الكيميائية الحيوية ليسيطر على خلية العائل ، سواء كان حيواناً أو إنساناً أو نباتاً. والفيروس لا يتكاثر بالتزاوج وإنما يُستنسخ ويتضاعف وبالتالى يتم إكثاره داخل خلية العائل ، لكن الشيء الذى يعده  كائناً وسطاً بين الكائنات الحية وغير الحية ، هو أن تركيبه يحتوى على مادة وراثية وبرنامج وراثى فى أبسط شكل و تركيب للمادة الوراثية التى تسمى  RNA ) ) ، مما يدخله ضمن الوحدات الأولية لنشأة الكائنات الحية.(شكل 18).
الرداء الواقى للفيروس
ففيروسات الإنفلونزا تحمل فى تركيبها غشاء خارجى اضافى يحتوى على مواد دهنية (أحماض دهنية حرة) فى صورة غلاف خارجى وهذا الغلاف يحمى الفيروس من تأثير الرطوبة النسبية المنخفضة .. مقارنة بالفيروسات الأخرى فهى لا تمتلك هذا الغلاف خارجى ( غشاء دهنى خارجى ) .. ولذلك فهى تضعف بسرعة أثناء تواجدها فى الهواء ذى الرطوبة النسبية المنخفضة.فهذا الغشاء الذى يقى فيروس الإنفلونزا يميزه عن الفيروسات الأخرى الضعيفة بالقدرة العالية على مقاومة الظروف البيئية المحيطة خاصة الرطوبة النسبية ودرجة حرارة الجو المحيط به.
والمصيبة الكبرى التى تكمن فى قدرته الفائقة والهائلة على التطور والتطفر والتغير بسرعة تفوق تطور الأحياء الدقيقة المجهرية (( Microorganisms .
 والغريب أن هذه الفيروسات لا تفقد هويتها ومهمتها الرئيسية فى الإصابة على مر العصور والدهور.. فكيف تحتفظ رغم التطفر والتغير الذى يصيبها بقدرتها الممرضة ( ( Pathogenic ؟ ولماذا تختفى وتظهر..؟ ولماذا لا تنتهى وتفنى ؟
***














الباب الرابع
الفصل الثالث
الفيروس وأصل الإنسان


الفيروس وأصل الإنسان


لكن !!
 من الذى خُلق أولاً الإنسان أم الكائنات الدقيقة .. كالفيروس مثلاً ..؟!
إذا كان هناك قول فى فرضية التطور بأن الكائنات الدقيقة نشأت أولاً ، فحقيقة اعتماد تناسخ الفيروس على العائل ، يؤكد أن الفيروسات بشكلها الحالى نشأت بعد نشوء الحياة الخلوية. بل الأدهى من ذلك كله ، إنها قد تكون انحدرت من أجزاء من برامج الوراثة لعوائلها ، التى عكست معلوماتها الداخلية للخلية لتحقق هدف تكاثرها الذاتى.
 ويبقى السؤال المحير .. كيف استطاعت تلك الجزيئات تكوين وحدات سرمدية خالدة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا هذا ..؟
 إن جوهر وحقيقة معلومات الفيروس الوراثية هو المحافظة على الذات ، التى لا تتحقق إلا من خلال التطفل وغزو العائل ثم نسخه وتضاعفه وإكثاره ، ثم التطفر والتأقلم مع البيئة المتغيرة  وتغيير ثوبه وردائه.
 ما يؤكد عدم صحة فرضية التطور
وإذا كان هناك قول فى فرضية التطور بأن الكائنات الدقيقة نشأت أولاً ، فحقيقة اعتماد تناسخ الفيروس على العائل ، يؤكد أن الفيروسات بشكلها الحالى نشأت بعد نشوء الحياة الخلوية. بل الأدهى من ذلك كله ، إنها قد تكون انحدرت من أجزاء من برامج الوراثة لعوائلها ، التى عكست معلوماتها الداخلية للخلية لتحقق هدف تكاثرها الذاتى. ويبقى السؤال كيف استطاعت تلك الجزيئات تكوين وحدات سرمدية خالدة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا هذا ..؟
فجوهر وحقيقة معلومات الفيروس الوراثية هو المحافظة على الذات ، التى تتحقق من خلال التطفل وغزو العائل ثم نسخه وتضاعفه وإكثاره والتطفر والتأقلم مع البيئة المتغيرة.
وأفراد أى نوع حى من الكائنات لابد وأن تشترك فى سمة معينة ، وأن تكون لها القدرة على الأقل على إنتاج نسل معين يميزه ..عن طريق إعادة ربط مادتها الوراثية . وهناك نوع جامح يطلق عليه برى ، فطرى ، طبيعى ، بيئى  ( ( Wild type للنوع وهو التكوين السائد فى الجمهرة والمناسب للبيئة التى يعيش فيها ، وبحدوث الطفرات والانتخاب( Selection)  الطبيعى تتغير وتُستحدث أنماط جديدة  للفيروس . وقد تكون للطفرة مميزات تؤهلها لأن تصبح النمط الجامح ،  الجديد ، وتسعى كل حصيلة إلى الحفاظ على أفراد النوع عند نقطة واحدة فى فضاء المتتالية المحتملة الحدوث للمادة الوراثية أو قريباً منها .
التاريخ العلمى لاكتشاف فيروس إنفلونزا A   
    كان هذا المرض يسمى سابقاً طاعون الدجاج  Fowl  plague  نظراً لأنه كان يسبب نفوقاً كثيفاً ، واستمر هذا الاسم يطلق على هذا المرض منذ اكتشافه فى أواخر القرن الماضى فى إيطاليا عام  1878 وإلى أن ثبت عام 1901 أن المسبب هو فيروس حيث أطلق عليه اسم فيروس طاعون الدجاج واستمر المرض والفيروس بهذا الاسم إلى عام 1955 حيث ثبت أن المسبب هو فيروس الإنفلونزا نوع  Avian Influenza A ( شيفر 1955).
وقد تم حصر عترات (سلالة أو ذرية أو نسخ ناتجة دون تزاوج) عديدة للفيروس منها ما هو شديد الضراوة الذى كان يسبب مرض الطاعون القديم ومنها ما هو غير ضارى بالمرة ، وإن كان فى نفس الوقت يتطابق فى صفاته السيرولوجية ( دراسة السيرم الموجود بعد تجلط الدم ) مع العترات الضارية .. وفى إحدى المؤتمرات التى أقيمت بالخارج والذى خصص لمناقشة هذا المرض استقر الرأى على أنه يجب إلغاء اسم طاعون الدجاج تماماً وإطلاق اسم أنفلونزا الطيور عليه .
كان الاعتقاد السائد لوقت قريب جداً أن  فيروس إنفلونزا الطيور لا يمكن إعداء أو إصابة الإنسان بشكل مباشر إلا أنه بالفعل قد أصيب ما يقرب من 18 شخصاً بفيروس إنفلونزا الطيور  H5N1 فى هونج كونج عام 1997 م ومات ستة منهم . ثم انتشر يشكل واسع فى الدواجن الآسيوية فى عامى 2003 و 2004 م. ومات أكثر من 30 شخصاً ممن أصيبوا بهذا الفيروس فى فيتنام وتايلاند. حصل بعض العلماء على عينات من فيروس إنفلونزا الطيور A  التى تم عزلها وتجميدها خلال انتشار المرض منذ ما يقرب من 50 عاماً . وتأكد العلماء من أن الفيروسات الوبائية التى انتشرت حتى الآن من أصل واحد مشترك ،  فى جميع وسائر كل الموجات الوبائية المتتالية. فالعترة التى ظهرت عام 1918 م هى الأولى التى سميت H1N1وفقاً على الأجسام المضادة التى عثر عليها ، واكتشفت فى دماء الذين نجوا من الوباء. وبالتالى كانت السلالات المنحدرة من السلالة  H1N1تلك السلالة السائدة هى  H2N2التى حلت لعنتها على العالم عام 1957، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968 وهو السائد حتى الآن .ثم كانت أول إصابة للإنسان فى هونج كونج للسلالة  H5N1.

هناك مجموعة من الفيروسات تسمى مجموعة (عائلة) الأورثومكسو فيروس:
( Orthomyxo Viridae  ) وهى ثلاثة أنواع منها :
Type A .Type B.Type C
فالنوع الأول يصيب الدواجن أما النوع الثانى والثالث فيصيبان الإنسان فقط  ولم يحدثا أى وباء  قط . فى حين يصيب فيروس الإنفلونزا من النمط  A  مجموعة كبيرة من الحيوانات بما فيها الدجاج والخنازير والقطط والنمور والكلاب والقطط والأسماك والثدييات الأخرى بما فيهم الإنسان. وهناك نوع يصيب الدجاج وأنواع عديدة تصيب الرومى والبط والطيور المائية والطيور المهاجرة والطيور البرية .
 وتمثل الطيور المائية مثل البط المستودع الطبيعى  Natural reservoir  لجميع الأنماط الفرعية المعروفة للإنفلونزا من النمط  A . ويمكن لهذه السلالات التى تتطفل على الطيور أن تطفُر مع مرور الزمن ، أو يمكن لها أن تتبادل بعض المواد الجينية مع سلالات أخرى للإنفلونزا ، مؤدية إلى إنتاج فيروسات جديدة قادرة على الانتشار بين الثدييات والطيور الداجنة.(شكل21).
إن سلالات الإنفلونزا الثلاث الحديثة التى سببت وباءات خلال الـ 88 عام الماضية تنتمى إلى فيروسات الإنفلونزا من النمط  A.
إصابة الأسماك والخنزير والكلاب والقطط 
 بالفيروس
فى عام 2003 تم اكتشاف عترة قاتلة من الفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور فى العديد من مزارع الخنزير فى الخارج .. والخطورة تكمن هنا فى إصابة الخنزير بالفيروسات البشرية والحيوانية . والخنزير معروف أنه من الممكن أن يتغذى على المخلفات سواء كانت حيوانية أو مائية أو عن طريق الأسماك التى انتقلت إليها العدوى أيضاً عن طريق الطيور المائية .. مما ينذر ويدق بناقوس الخطر على العالم والبشرية كلها.
كما انتشر هذا الفيروس (إنفلونزا الطيور) فى الكثير من الحيوانات والعديد من الدول فى الآونة الأخيرة.
    حتى الخيول أُصيبت بالإنفلونزا
    فيروس الإنفلونزا إن الأهمية الوبائية لفيروس إنفلونزا الخيول مازال لغزاً حيث وجد أن الأشخاص المولودين فى الفترة من 1880-1895 تحمل امصالهم أجساماً مضادة لفيروس إنفلونزا الخيول كما ذكر العلماء فى عام 1957 أى 6 سنوات قبل ظهور هذا الفيروس لأول مرة فى الخيول .
    والخيول المصابة معملياً وتجريبياً تصاب بحمى بسيطة .. كما وجد عند تجريب هذه الأبحاث على الإنسان والمتطوعين ، ظهرت عليهم أعراض مماثلة لتلك الأعراض التى تصاحب الإنسان عند إصابته بفيروس الإنفلونزا البشرى .. كما عزل فيروس طاعون الطيور أو إنفلونزا الطيور من دم الإنسان منذ سنوات طويلة .. فليس غريباً أن نعرف أن نفس العترة التى أصابت الطيور والحيوانات هى نفسها التى تتسبب فى إصابة الإنسان حالياً وتؤدى لانتشار الوباء. 
     
                             ***
من المسئول عن عدوى أخطر فيروس إنفلونزا ً فى التاريخ ..؟!
عندما اجتاح وباء الإنفلونزا الإنسان أثناء الحرب العالمية الأولى 1918 م و  1919 م وتسببت تلك الكارثة  فى موت العديد من الأبرياء ، وكما ظهر بسرعة وحصد الموت ضحاياه فى أيام معدودة بلغت العام الواحد ، اختفى واندثر بسرعة أيضاً . لم يكن معروفاً وقتها أن المسبب فيه هو فيروس الإنفلونزا حتى عام 1930.
وتسابقت دول كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وألاسكا وجزر المحيط الهادى وأسبانيا والسويد ، ومستشفى لندن الملكى  .( Royal London Hospital )وكان لمركز الباثولوجيا (الأمراض) التابع للقوات المسلحة ( Armed Forces Institute of Pathology, AFIP) دوراً رئيسياً فى اكتشاف المسبب لهذا المرض و بالتعاون مع المتحف الطبى التابع للجيش الأمريكى الذى أنشئ عام 1862 ، والذى وجد به عينات مأخوذة من ضحايا إنفلونزا 1918 ،الذين ماتوا بسرعة فور حدوث إصابة رئوية حادة.
وتم العثور على بقايا الفيروس فى هؤلاء الضحايا. لقد حفظت العينات فى الفورمالدهيد ثم طمرها فى البارفين. أى أنها حفظت لمدة 80 عاماً. وبعد مجهود شاق ونضال البحث عن الفيروس جاءت النتائج المرغوبة بإمكانية تحديد تسلسل النيوكلوتيدات المكونة للفيروس فى عام 1996 م.
لقد أخذت عينات من رئات الضحايا المجمدة فى الثليج ، حيث تم عزل المادة الوراثية للفيروس وهى الـ RNA  التى كانت مفتاحاً لحل اللغز المحير وفك شفرة الفيروس الكاملة ومعرفة تركيب الجهاز الوراثى الكامل لفيروس إنفلونزا الطيور .
 الهدف دائماً نبيلاً خاصة عندما يكون للعلاج
إن استعادة أجزاء من الفيروس المسئول عن الكارثة العظمى لعام 1918 م هو دراسة خصائصه واستعادة المادة الوراثية للفيروس الـ RNA  بحيث يمكن استخدام جينات الفيروس ذاته لتصنيع الأجزاء المكونة له ، أى إعادة تخليق أجزاء ذلك الفيروس القاتل . وتحديد السبب الذى جعل إنفلونزا 1918 م شديدة الفتك وخطيرة بهدف تطوير العلاجات المتعلقة بها والمعايير اللازمة للوقاية منها . ومعرفة منشأ الفيروس المميت بحيث يمكن استهداف المصادر المحتملة للسلالات التى قد تسبب الوفاة مستقبلاً.
كان معظم الموتى وضحايا 1918 م سقطوا صرعى الرئة والالتهاب الرئوى
Pneumonia)) نتجت من بكتيريا انتهازية أصابتهم بعد أن أضعفتهم الإنفلونزا. إلا أن مجموعة من ضحايا الإنفلونزا ماتوا بعد أيام قليلة من ظهور الأعراض عليهم . بسبب حدوث التهاب رئوى فيروسى أكثر حدة والناتج من الإنفلونزا ذاتها مما جعل الرئة لديهم إما نازفة بشدة أو ممتلئة بالسوائل.
وبرغم اجتياح  تلك الكارثة لبعض بلاد العالم عدة مرات إلا أنه فى كل مرة كانت تظهر سلالة جديدة شبيهة للأولى إلا أنها تمتلك خصائص جديدة لم يسبق للجهاز المناعى التعرف عليها .. وبقيت سلالة عام  1918 م تنفرد بخصائص تميزها إلا أنها تعد المنشأ لهذه السلالات الناتجة والمتفرعة التى تلتها.
فقد شخصت الآن سلالة H2N2   التى حلت لعنتها على العالم عام 1957م ، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968م .
ولأن الخنزير لديه قابلية للإصابة بفيروسات كلا النوعين البشرى والطيرى فقد انتشرت حالات إنفلونزا فى البشر والخنازير عام 1918م . كان احتمال انتقالها من البشر إلى الخنازير احتمالاً متوقعاً حيث إن الخنازير تتغذى على فضلات ومخرجات أى كائنات وبالتالى من الممكن نقله أيضاً من الأسماك إلى الخنازير. وكما حدث فى حالة الإصابة بفيروس سارس التاجى  (SARS Corona Virus)  حيث ظهرت سلالته بين البشر وكانت من مصدر حيوانى .. مازال مجهولاً.
كما قال الله تعالى :
" ولكنهم فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون "
[غافر: 83].
***



الباب الرابع
الفصل الرابع : الفرق بين إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنزير





الفرق بين إنفلونزا الطيور 
وإنفلونزا الخنازير :
   



الأعراض فى الطيور
تختلف الأعراض تبعاً لقوة سلالة الفيروس .. فقد تكون الأعراض طفيفة جداً ، وقد تكون شديدة وعنيفة حيثما تصاب بسلالة شديدة وعنيفة الضراوة حتى أن الطيور تموت بأعداد كبيرة  بدون أن يظهر عليها أعراض مرضية .. وهذه السلالات الضارية هى السبب فى تسمية المرض طاعون الدجاج .. كما أن الأعراض تظهر أكثر شدة فى الرومى والطيور المائية أكثر من الدجاج.
 وتظهر الأعراض فجأة على شكل متاعب نفسية شديدة مع زيادة فى الإفرازات من الأعين والأنف والتهاب فى الجيوب الأنفية . كما يظهر تورم فى الرأس والوجه مع ازرقا ق فى الأماكن الغير مغطاة بالريش وهو العرض الرئيسى الذى كان يميز مرض طاعون الدجاج .. إلا أن هذا العرض غير منتظم ولا يشمل كل الطيور المصابة .
 كما تنخفض إنتاجية البيض وقد تتوقف تماماً، ويظهر إسهال مائى شديد على الطيور المصابة .. كما يظهر فى الرومى بعض التشنجات العصبية نتيجة لتأثر الجهاز العصبى . يستمر المرض فى القطيع لمدة 1-5 يوم فقط .
ضعف عام ـ تساقط الريش ـ فقد الشهية ـ العطش الدائم ـ نقص فى إنتاج البيض ـ إسهال.وفى الطيور الكبيرة يمكن مشاهدة العلامات التالية:
-         احتقان وتورم العرف.
-          ـ العرف يغمق جداً عند الحواف ( شكل... ).
-          وتورم الدلايات (شكل...) .
-    إديما (انتفاخ) حول العينين . وجود أجزاء ميتة على هيئة نقط بيضاء ـ وواضحة على الأكثر فى الرومى .
-         وضع البيض بدون غطاء  ( شكل) .
-         الجزء السفلى للأرجل يظهر عليه مناطق محمرة.(شكل).
-     وظهور الحالات العصبية. . تؤدى إصابة الدجاج وغيرها من الطيور بمثل ذلك الفيروس إلى حدوث المرض فى أعضاء متعددة فيها ، بل إنها تصيب الجهاز العصبى المركزى ، وتؤدى إلى حدوث معدل مرتفع جداً من الوفيات.(شكل ).
-          ومن أهم العلامات زيادة معدل النفوق ( شكل ).
يبدأ الإسهال مائى  لونة أخضر ثم يتحول للون الأبيض ـ  تورم الرأس ويمتد التورم للرقبة .الحويصلات الدمعية تنتفخ وتحتقن فى البداية ثم تتقيح . والعلامة المميزة للمرض هى الأعراض التنفسية المصحوبة بتكوين سوائل متقيحة فى القصبة الهوائية.يمكن أن يحدث الوفاة فى خلال الـ 24 ساعة من بداية الأعراض وتمتد إلى 48 ساعة وقد تصل إلى أسبوع.
بعض الطيور المصابة بشدة ممكن أن تشفى وتقاوم الفيروس فى الكبيرة السن الدواجن البياضة .. أما فى دواجن التسمين فأعراض المرض أقل حدة مما سبق . وظهور انتفاخ أو تورم الوجه والرقبة بالإضافة إلى ظهور أعراض عصبية مثل التشنجات العصبية والتفاف الكائن حول نفسه . فى البط و الأوز هبوط وفقد فى الشهية وإسهال وانتفاخ فى الجيوب الأنفية.

العلامات المميزة بعد الذبح
ويجب التفريق بين هذا المرض والأمراض التنفسية الأخرى ويتم ذلك بالعزل المعملى للفيروس بأخذ عينة من القصبة الهوائية والرئة .. كما انه بالفحص الهستولوجى للكبد والرئة والبنكرياس والمخ نجد أنزف دموية.احتقان العضلات والجفاف .. وجود سوائل تحت الجلد فى منطقة الرأس والرقبة .. التهاب القصبة الهوائية واحتقانها .. ضمور واحتقان المبيض ..
وعند تشريح الطيور المصابة تجد التهابات فى القصبة الهوائية وتغبش والتهابات فى الأكياس الهوائية واحتقان الرئة مع احمرار فى الجسم وظهور نقط نزفي على الأنسجة وعلى المعدة والأمعاء مع وجود التهابات فى قناة البيض وضمور المبيض .
***
نشأة فيروس                 H5N1  
كان الاهتمام بدراسة تسلسلات الجينات على وجه التحديد بحثاً عن الخصائص التى قد تكون مرتبطة بشكل مباشر بحدة وشدة المرض ، منها طفرتان كانتا معروفتين فى فيروسات إنفلونزا أخرى . تكمن إحداهما فى الجينة الخاصة بالبروتين HA  . ولكى يكون البروتين  HA  فعالاً فى الخلية يجب أن يشطر إلى قطعتين عن طريق إنزيم نوعى قاطع للبروتين  HA  (يسمى بروتاز) الذى يوجد فى أمعاء العائل .
إن بعض الأنماط الفرعية H4  و  H7  من فيروسات الطيور تكتسب طفرة جينية تتمثل بإضافة حمض أمينى أساسى واحد أو أكثر فى موضع الشطر مما يسمح بتفعيل البروتين   HA  عن طريق إنزيمات البروتاز الموجودة بكثرة .
لقد شوهدت هذه الطفرة في فيروسات H5N1  المنتشرة حالياً رغم عدم وجودها فى سلالة 1918 .. ذلك كما قلنا من قبل لأن الفيروس جاء بثوب جديد وخراب ، بل ودمار أيضا جديد .. 
وعثر على الطفرة الأخرى ذات التأثير المميت فى جينة   NA  لسلالتين من فيروسات الإنفلونزا التى تصيب الفئران مرة أخرى ، فإن حدوث الطفرات فى حمض أمينى واحد يسمح للفيروس بالتضاعف فى العديد من أنسجة أو نسج الجسم المختلفة . كما أن هذه الطفرة لم توجد فى جينة  NA  من فيروس عام 1918. 
هل فيروس كل من الإنسان والطير متماثل ؟
-  فى هونك جونج 1997 وجد أحد أنواع  فيروس إنفلونزا الطيور وقد أصاب الإنسان بالطريقة العادية وكانت أول حالات انتقال  الفيروس المباشر من الطيور للإنسان .
- فى هونك جونج وجد أن  الفيروس المصاب للإنسان هو نفس فيروس الدواجن  H5N1.
- كما عثر على سلالة H9N2   فى 1999 م فى هونك جونج فى طفلين .. وهذا الفيروس موجود أيضا ويصيب الطيور.
- فى عام 2003 تم عزل فيروس H7N7  .. من عمال المزارع وعائلاتهم والطيور .
- فى نيوزيلاند 2003 م تم عزل فيروس H9N2  .. من طفل فى هونك جونج .
تم عزل هذا الفيروس H5N1  فى أكتوبر 2005 من الطيور .. وأيضاً من  الإنسان .  وتأكد وجوده وعزله فى كل من روسيا وتركيا و رومانيا فى  2005 م .. ومات 60 حالة بنسبة 50 % من الحالات المصابة  ، كان معظمها فى آسيا و فيتنام وتايلاند ، كامبوديا ، إندونسيا ومعظمهم كانوا من المخالطين للداوجن .
وبرغم ذلك يفترض وجود حالات انتقال من إنسان لإنسان آخر لكنها غير مؤكدة ..!!!!
 H5N1 العترة التى تنتقل من إنسان إلى آخر .
ونظراً لاكتشافه وعزله من الطيور والإنسان  يؤكد إنه لم يتطفر بعد ، بل إن هناك إصابة مباشرة من الطيور للإنسان ومن الإنسان للإنسان . ففى تايلاند اكتشف إصابة الحيوانات الموجودة بحديقة الحيوانات  بفيروس  H5N1  .. كما  أن القطط والنمور التى تغذت على لحم الدواجن المصابة بالفيروس أصيبوا بالفيروس وماتوا.. مما يؤكد انتقال الفيروس من حيوان إلى حيوان.
وتم عزل الفيروس من الغدد الليمفية (الموجودة ومنتشرة فى الجسم  حيث تتواجد الفيروسات الشرسة المهاجمة لجهاز المناعة) للحيوانات الميتة ، وتم عزله أيضاً من طفل بفيتنام ميت.
الأعراض البشرية عند الإصابة بالفيروس
حمى .احتقان الحلق.التهاب القصبة الهوائية. امتلاء الرئتين بالسوائل.ألم فى العضلات.
يعد تنشيط جهاز المناعة وتحفيزه وتنشيطه أكثر الطرق شيوعاً لمكافحة الفيروس كما يفعل اللقاح.حتى الآن لا يستجيب الفيروس لأدوية الفيروسات المتاحة. مع العلم أن الفيروس حساس جداً لأية منظفات ومطهرات.

ومما لا شك فيه أن الأعراض تختلف فى الطيور عن الخنزير ، فالخنزير مستزدع وتربة خصبة لمعظم الفيروسات والميكروبات، وإذا كانت الأعراض واضحة كما ذكرنا فى الطيور ، فإن الخنزير قد يكون مصابا بالمرض ولا تظهر عليه أية اعراض لقوة جهازه المناعى ومقاومته للأمراض.
***
تخليق فيروسات
وفقـًا لأهواء العلماء .. عفوًا .. لأهواء الحكام ...!
تتمثل فى بداية عمل نسخ وراثية من الـ  DNA من جينات فيروس الإنفلونزا الموجود طبيعياً وعادة فى صورة RNA  ثم إدخال كل نسخة من الـ  DNA  المأخوذ من سلالتين مختلفتين من الإنفلونزا فى بلازميدات حلقية (نواقل للمادة الوراثية الجينات). ثم حقن البلازميدات فى الخلايا الحية حيث تقوم الآلية الخلوية بتنفيذ التعليمات والأوامر الجينية التى تحملها وتصنع بذلك  فيروسات كاملة لإنفلونزا تجمع وتحمل خصائص السلالتين(شكل ). وهذا الناتج هو أخطر السلالات التى يعتقد إنها تساعد على انتقال الفيروس المميت بين البشر بسهولة كما يحدث للإنفلونزا العادية مع الأخذ فى الاعتبار أن السلالة الأولى مميتة.
    وبرغم أن هناك حالات بشرية أصابها نفس فيروس الطيور H5N1 .. لكن هذا لا ينفى أن إعادة تركيب وتشكيل الفيروس عن طريق التطفر أو اكتساب جينات جديدة (إعادة ترتيب جيناته (فيروس الطيورمع جينات سلالة بشرية أخرى) يشكل خطورة وكارثة أخرى متوقعة.(شكل....).
***
قاتل الإنسان والحيوان والطير
إن النمطين الفرعيين NA و HA الموجودين على سطح فيروس إنفلونزا الطيور من النمط  A  يستخدمان فقط فى التعرف على هذا الفيروس وأصله . بل إنهما ضروريان جداً لتكاثر الفيروس ، كما إنهما يعتبران الأهداف الابتدائية لاستثارة الجهاز المناعى الخاص بالعائل المصاب بهذا الفيروس ، حيث يبدأ جزئ البروتين HA بإحداث العدوى بارتباطه بمستقبلات على السطح الخارجى لخلايا معينة من خلايا العائل المقصود أو المستهدف ، وهذه غالباً ما تكون الخلايا المبطنة للجهاز التنفسى فى الثدييات ، وكذلك الخلايا المبطنة للأمعاء فى الطيور . ويمُكن البروتين NA  النسخ الجديدة للفيروس من مغادرة خلية العائل لإصابة خلايا أخرى مجاورة.
وقد يحدث تبادلات أو تغيرات للمادة الوراثية الفيروسية نتيجة لحدوث أخطاء أثناء نسخ نفسه أو نسخ مادته الجينية الفيروسية .. والكارثة تحدث عندما تختلط الجينات الخاصة بنوعين مختلفين من فيروسات الإنفلونزا يكونان قد أصابا الخلية نفسها.(شكل ...).
وبعد تعرض العائل للمرة الأولى لنمط فرعى من البروتين  HA  ، تقوم الأجسام المضادة بحجب ارتباطه بالمستقبلات الخلوية أثناء التعرض التالى ، ومن ثم تكون فعالة جداً فى منع تكرار الإصابة بالسلالة نفسها .
وتظهر من حين لآخر أنماط فرعية  HA جديدة بالنسبة إلى الإنسان ، وفى الغالب يرجع ذلك لإعادة تنسيقها و تركيبها مع فيروسات الإنفلونزا التى تصيب الطيور البرية .
وعادة ترتبط فيروسات HA المهيأة لإصابة الطيور ارتباطاً ضعيفاً بالمستقبلات الخلوية المنتشرة على المجرى التنفسى فى الإنسان . ولذلك فلابد للفيروس من تعديل ما من نزعته إلى الارتباط بهذه المستقبلات فى الطيور قبل أن يتمكن من التضاعف والانتشار بشكل فعال فى البشر.
وعند إصابة فيروس الإنفلونزا عائلة ما فإن شدة قسوته وقوته تعتمد على :
ـ سهولة دخول الفيروس لأنسجة العائل المختلفة .
ـ سرعة تضاعفه وإكثاره أى استنساخه.
ـ ضعف استجابة العائل المناعية للفيروس الدخيل .
وتغيير حمض امينى واحد كوحدة بنائية لبروتين الفيروس أو تبدلها بحمض أمينى آخر تعد حدوث طفرات وهذا التغيير ما اكتشفه العلماء بقدرة بروتين الفيروس  HAالمعزول من فيروس ضحايا كارثة عام  1918 م على تغيير ارتباط المستقبلات الخلوية حيث يسمح هذا التبدل والتطفر للبروتين  HA  من النمط الطيرى بالارتباط بالمستقبلات الخاصة فى الثدييات.
أى أن اكتساب الفيروس قدرة ارتباط جديدة هو خطوة حاسمة بل وأساسية للسماح للفيروس بأن يصيب نمطاً جديداً خارج الفصيلة والنوع .
فقدرة الفيروس المميزة على إحداث تخريب سريع وشامل لكل من النسج التنفسية العلوية والسفلية تشير إلى أن الفيروس لديه القدرة على التضاعف بأعداد كبيرة وعلى الانتشار بسرعة من خلية إلى أخرى . وهناك بروتين فيروسى يسمى NSI يمنع إنتاج الإنترفيرون من النمط الأول  INF  الذى يعد نظام إنذار مبكر تستخدمه الخلايا لاستثارة رد الفعل المناعى لديها فى مواجهة أية إصابة فيروسية .. ووجد العلماء عند تحليل أنسجة الخلايا الرئوية البشرية للمصابين أن الفيروس الذى كان يمتلك الجينة  NSIكان أكثر فاعلية فى حصر منظومة إنتاج الإنترفيرون من النمط الأول لدى العائل .
ومن خمس جينات تأكد العلماء من أن أية فيروسات متوحشة كانت تحتوى على جينات  NA وHA لفيروس إنفونزا الطيور قتلت فئران وسببت تلفاً رئوياً حادا ًرغم أنه تم العثور على رد فعل الخلايا المناعية أيضاً .وأكد العلماء أن جينات HA وحدها كانت قادرة على إحداث الاستجابة المناعية الحادة مما تسبب فى انتشار العترة الفيروسية بين القطعان بل وبين الكائنات.
مدة حضانة فيروس إنفلونزا الطيور من 3-7 أيام .
ويعيش ويستمرالفيروس فى (الفرشة) الملوثة لمدة أسبوع فى الجو العادى .. ويتأثر بسرعة بالمطهرات والمنظفات العادية ، بالفورمالين ومركبات الامنيوم .
وأخطر ما فى الموضوع استنشاق الهواء الموجود الملوث به الفيروس ، وتتركز فى الغدد الدمعية والأنف والجهاز التنفسى العلوى (الأنف الجيوب الأنفية و القصبة الهوائية) والسفلى (الرئتين).وتعد المخرجات من أسوأ طرق نقل الفيروس وانتشاره سواء كانت من الجهاز التنفسى أو الجهاز الهضمى .. وبالتالى ممكن انتشاره عن طريق مياه الشرب أو التغذية على فضلات ومخرجات الكائن المصاب .
مشكلة وخطورة وجود الفيروس فى القطيع تكمن فى انتشاره بين القطيع ثم بين القطعان المجاورة عن طريق البيض والغذايات والأوانى المستخدمة فى المزارع والتنفس.
لماذا  لا يورث فيروسى إنفلونزا الطيور والخنازير ...؟!!
 كما وجد الفيروس فى صفار البيض وبياضه الناتج من أم مصابة.كما تصاب البيضة نتيجة التلوث الخارجى عن طريق بقايا الإخراج.وهذا البيض المصاب لا يفقس لأن الجنين يموت من الإصابة بالفيروس .. أى أن الإصابة بالفيروس لا تورث لأنه ليس من الفيروسات القهقرية مثل فيروس نقص المناعة.
قد يكون فيروس إنفلونزا الطيور أخطر كثيرًا من إنفلونزا الخنزير لكن الأدهى من كل ذلك إن الأثار الناتجة عن الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنزير تورث ومؤكد إنها تورت حيث إنه يتسبب فى تلف الخلايا سواء بالمخ أو الجلد أو الخلايا السرطانية وغيرها ..!
فيروس العائلة القهقرية
وهناك طراز من الفيروسات المتكونة من حمض الـ  RNA  تسمى الفيروسات القهقرية  Retroviruses . فبعد أن يصيب الفيروس خلية العائل  host  ، يغير إنزيم فيروسى يدعى إنزيم النسخ العكسى  Reveres transcriptase  الشريط المفرد لحمض الـ  RNA  الفيروسى (المادة الوراثية للفيروس) إلى شريط مزدوج للحمضالوراثى :
الـ DNA  Deoxyribonucleic acid  (المادة الوراثية لخلية العائل) مما يمكنه من تأمين نفسه فى الجهاز الوراثى Genome   للعائل وبالتالى يجعل الرسائل الفيروسية خاصية موروثة للخلية المصابة . و ينتمى الفيروس  HIV  فيروس نقص المناعة البشرى إلى العائلة القهقرية ، ويستهدف دائماً نظام المناعة الذى ينبغى عليه توفير الحماية ضد الفيروس.
هناك ناقوس يدق بالخطر..ينذر بفناء العالم..يهدد البشرية بالضياع..فهل من وسيلة للرجوع..؟!
كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم :
" ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون " . [الروم : 41] .
***
.















الفهرس:

الباب الأول :
الفصل الأول: لعبة الجينات أم لعبة الموت..؟!
الفصل الثانى: الخنزير.
الفصل الثالث : الخنزير فى الديان السماوية.
الفصل الرابع : خطورة أكل لحم الخنزير.
الفصل الخامس: الكشف عن اللحوم المغشوشة..ممكن ..
ولكن ..! إعدام الخنزير وحده لا يكفى ..!

الباب الثانى
الفصل الأول: الخنزير والأثر الاقتصادى على البلاد..
قرار إعدام الخنازير وقلق المستثمرين ..
الفصل الثانى مكافحة الأرهاب البيولوجى ..!
فيروس إنفلونزا الخنزير غير فتاك ..!
الفصل الثالث :  طبيعة الإنفلونزا وعلاقتها بالخنزير
الفصل الرابع : القوات المدافعة
 ومواجهة الأعداء من الفيروسات
الفصل الخامس : المقاومة الطبيعية

الباب الثالث
الفصل الأول  : الوقاية خير من العلاج.
الفصل الثانى : تلوث الهواء والتربة والماء  بالفيروسات.
الفصل الثالث : ماهو الفيروس..؟!
الفصل الرابع : كيف يدمر الفيرويس خلايا الكائن الحى..؟!
الفصل الخامس : كيف يُغير الفيروس رداءه..؟!

الباب الرابع

الفصل الأول : تفشى إنفلونزا الخنزير..1

الفصل الثانى : عندما تصبح الأسطورة خيال..!
الفصل الثالث : الفيروس وأصل الإنسان..!
الفصل الرابع : الفرق بين إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنزير.

***