القائمة الرئيسية

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

رؤية .. الخيانة العظمى

اقرأ فى مدونة د. أميمة خفاجى
http://dr-omaimakhafagy.blogspot.com/

 "" رؤية "" 6) الخيانة العظمى ..
أتعرف ما هى الخيانة العظمى .. هى ان تشارك فيما يحدث من حولنا ، من ارهاب وتدمير وحرق واعتداءات ، ان ترتدى قناع حقوق الإنسان لتختفى خلفه وتترك الفساد ينتشر وانت مكتوف اليدين باسم الرحمة والمودة وحقوق الإنسان ..؟ اى إنسان ذلك الذى تحدثنى عنه .. الذى يقتل ويخرب اى اى انسان ذلك الذى لطم السيدة المسنة ؟ واى نساء تلك التى او فتيات تدعى انهن حرائر وبناتنا .. اللاتى يتسلقن الابواب والاشجار لإلقاء الحجارة ، اى فتيات تلك اللاتى تأخذك الرحمة بهن ، اللاتى جردن استاذتهم من حجابها وصوروها ، الا يكفى ما حدث .. وما ابشع ما حدث ، ولنتذكر جميعا أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش.. فكيف إذا أتاها من يليها ؟ وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده .. فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم ؟ وأن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر وقوة كل ضعيف وصلاح كل فاسد . فكيف نولى أمورنا وعلماؤنا لمن اتخذ من هواه مرشدا فى قضائه محققا لأغراضه فيرفع من يرضى عنه ويخسف من سخط عليه ؟ قال تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " ؟
حتى الطبيعة تغيرت .. ..!!

وحالة اليأس والخمول والاكتئاب التى تحيطنا ليست عذرا كما قال الشاعر الراحل محمود سامى البارودى :
لا تجعلوا اليأس عذرا فهو داعية ..... إلى المذلة بعد العز والشمــم .
فاستيقظوا يابنى الأوطان وانتصبوا .. للعلم فهو مدار العدل فى الأمــم.
بل كم خطيب شفى نفساً بموعظة .. وكم طبيب شفى جسماً من السقم .
قوم بهم تصلح الدنيا إذا فسدت .. ويفرق العدل بين الذنب والغنــــــم .
وكيف يثبت ركن العدل فى بلد .. لم ينتصب بيتها للعلــــــم من عــــلم .

وتحت علم لا ينفع وجهالة لا تضر .. تجد حالة من الاستسلام واليأس .. هل نحن متفرجين .. مشاهدين أم مشاركين .. المصيبة إننا فى مأزق ..
ولذلك تجد البعض منا يعود إلى الماضى بحثا عن نفسه .. جذوره .. ماضيه .. أصوله تاريخه. نحن فى نكسة ..نكسة علمية .. فكرية .. قومية ..واخيرا عقيدتنا لقد قال أيضاً البارودى :
بئس القبر وبئست مصر من بلد .. أضحت مناخاً لأهل الزور والخطل .
أرضى تأثل فيها الظلم وانقذفت .. صواعق الغدر بين السهل والجبل .
وأصبح الناس فى عمياء مظلمة .. لم يخــــط فيها أمرؤ إلا على زلل .

ليست دعوة لليأس لكنها دعوة للعلم واليقظة .. بالعلم نستطيع المقاومة .. لكن أين هو العلم بل أين هم العلماء ..؟؟ لقد هلك العلماء عندما اقتربوا من السلطان والجاه والمال كما قال الحسن : يبذل أهل الدنيا دنياهم لأهل العلم رغبة فى علمهم .. فأصبح اليوم يبذل أهل العلم علمهم لأهل الدنيا رغبة فى دنياهم فرغب أهل الدنيا فى علمهم . فكيف يرضى العالم السلطة ..؟ لابد وان يجعل فتواه فى صالحهم وإلا اجتنبوه وغيروه ـ ومش بعيد ـ عزلوه .. وهذا حال من يقترب من الملوك كما قال الأمام الشافعى رحمه الله :
إن الملوك بلاء حيثما حلوا .. فلا يكن لك فى ابوابهم ظــــــــــل .
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا .. جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا.
فاستغن بالله عن أبوابهم كرما .. إن الوقوف على ابوابهــــــم ذل.
***
ولذلك صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل أى الناس شر ؟ قال العلماء اذا فسدوا . كما قال صلى الله عليه وسلم هلاك امتى عالم فاجر وعابد جاهل .
وقالوا أحق الناس بالرحمة عالم يجرى عليه حكم جاهل
. وندعو الله أن الا نكون من هؤلاء.
وفى نهاية الحديث ما علينا إلا الصبر كما قال عبد الله بن عمر : إذا كان الإمام عادلا فله الأجر وعليك الشكر وإذا كان الإمام جائرا فله الوزر وعليك الصبر.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق