القائمة الرئيسية

الخميس، 1 نوفمبر 2012

إنفلونزا الخنازير .. الفيروسات ولعبة الجينات














لتحميل الكتاب اضغط هنا

مقدمة كتاب
إنفلونزا الخنازير
الفيروسات ولعبة الجينات

د/ أميمة خفاجى

الفيروسات ولعبة الجينات
لا شك أن هناك تأثيرا واضحا للطعام على سلوكيات الإنسان كما أثبت العلم الحديث،فلابد من الحرص الشديد عند تناول الطعام خاصة فى الآونة الأخيرة ، وبالرجوع لأصولنا وجذورنا وتراثنا القديم نجد ابن خلدون يقول: " أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة ، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة ، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة ". كما أشار النبى صلى الله عليه وسلم إلى أثر الطعام على خلق آكليه فقال : "والفخر والخيلاء فى أصحاب الإبل ، والسكينة والوقار فى أهل الغنم".
ومن صفات الخنزير إنه يتسم بحاسة شم قوية جداً ، وهو سريع التكاثر فتلد انثى الخنزير من(3ـ12) صغيرا فى المرة الواحدة التى تتراوح ما بين 6 – 8 شهور ، وتقوم بإرضاعهم لمدة 21 يوما فقط، وهو متعدد الألوان من الأبيض إلى الوردى والأحمر ومن البنى إلى الأسود. كما يقول الدميري: إن الخنزير شرس الطباع ، شديد الجماع، شبق ، تكتنف حياته الاجتماعية مع أنثاه الفوضى ، ولا يخصص لنفسه أنثى معينة ، وهو حيوان لا يشعر بالغيرة نحو الأنثى التى يجامعها.
أنفه اسطوانى صلب حتى يستعين به فى نبش الأرض وإخراج الديدان ، أرجله مهيأة جيدا للسير فى الأوحال حيث إن أظلافه موزعة بشكل لا يسمح لها بالغوص فى الأوحال ولذلك فهو ينتشر بكثرة فى المناطق الموحلة. تفتقر خلايا الخنزير إلى الغدد العرقية التى تعمل على خفض الحرارة مثل بقية الثدييات، ولذلك فهو يحتاج للمياه أو الطين لتبريد أجساده خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة.
من سلوكيات الخنزير أنه كانس للبيئة فهو يأكل كافة القاذورات التى تخطر على البال ،يتغذى على الميتة وبقايا جثث الطيور والحيوانات والطير واللحوم ، حتى ملوثات وبقايا الدم والقطن بالمستشفيات يأكلها. والأدهى من كل ذلك أن الأنثى قد تأكل صغارها أحياناً ، حتى الجثث البشرية يتغذى عليها. ليس ذلك وحسب وإنما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه يأكلها بشرهة ونهم. ولذلك فهو خلق لينظف البيئة ويعد كانسا للبيئة.
ومن طبيعة الإنفلونزا إنها موسمية وقد تصيب الحيوان أو الإنسان والطير..وكلنا يشهد ذلك،فكم مرارًا رأينا خيولاً وجمالاً و كلابًا و قططًا تسعل وتعطس،وكذلك الطيور و..كل يمرض بفيروس الإنفلونزا الخاص بنوعه وكل يستطيع مقاومته وفقا لجهازه المناعى.

إصابة الحيوانات بالإنفلونزا
وطبيعى أيضا أن يمرض الحيوان بما فيهم الخنزير والطير بإنفلونزا موسمية ويُشفى،خاصة وأن الخنزير له من القوة المناعية ما هو طبيعى بحكم كونه كانسا ومنظفا للبيئة ، وما هو مكتسبا من العدوى الجديدة لتغذيته على ملوثات ونفايات وجيفة ومواد عضوية تالفة وفاسدة مما يكسبه مناعة فوق مناعته لدرجة أنه قد يصاب بأمراض عديدة ولا تظهر عليه أية عوارض لقدرته على مقاومة تلك الاعداء الميكروبية الجديدة سواء كانت بكتيريا ، أو طفيليات،أو فيروسات،أو حشرات، وغيرها.حتى الذين يخالطونه من البشر لديهم مناعة أقوى من تلك التى لدينا لما له من خصائص مكتسبة من هذا التلوث المحيط به حيث يتقاسمون تلك النفايات العضوية والمعيشة معه حتى الف بعضهم بعضًا.
وتتكون فيروسات الإنفلونزا من ثمانية جينات فقط،والسلالة الجديدة بها ستة جينات من فيروس إنفلونزا الخنازير المعروف بانتشاره فى أمريكا الشمالية.لكن هذا الفيروس هو نفسه مزيج من فيروسات إنفلونزا البشر والخنازير والطيور. والجينان الأخريان يأتيان من فيروس خنازير موجود بالخنازير الأوروبية والآسيوية.

فترة حضانة الفيروس
 4 - 7 أيام , لو عطست أو سعلت فى كوب يظل الفيروس كامنا غير نشطا عالقا بالكوب حتى يصادف كائنا آخر قابل للإصابة به وتتم العدوى ، فينشط ويمارس نشاطه فى إخضاع الخلية له ولأوامره ويتنقل بخفة وسرعة من خلية لأخرى عبر الهواء والسعال واللمس والمصافحة. حتى الكمامات الواقية مغشوشة والأدهى من كل ذلك أن الكمامات التى تباع فى الصيدليات ليست هى الكمامات الواقية للفيروسات، حيث يتراوح سعر الكمامة الواحدة الواقية للفيروسات من 8-10 جنيهات ، كما أن هذه الكمامة تفقد صلاحيتها الوقائية بعد ست ساعات فقط من استخدامها.

توقع الإصابة
تختلف الإصابة من شخص إلى آخر فقد يصيب البعض دون الآخر..برغم شراسته إلا أن قوة جهاز المناعة لدينا مسألة فى غاية الأهمية ، وقد تكون أعراض المصابين بهذا الفيروس خفيفة واخرى شرسة .. وفقا لمقاومة وتحمل هذا الفيروس،لانه يعتمد على المناعة..
يوهم الفيروس خلايا الكائن الحية الدفاعية مما يؤدى لتدمير أجهزة كاملة بالجسم خاصة الجهاز التنفسى.جيلا متطورا من هذا الفيروس قد ينتشر بسرعة جدا.
يهاجم الفيروس الخلايا وعندما يستطيع مفتاح الفيروس الاندماج مع قفل الخلايا المستهدفة ، يدور المفتاح فتفتح الخلية بابها ويستطيع الفيروس الاندماج مع قفل الخلية ويخترق سطح الخلية ويبدأ فى نشر وبث خصائصه الوراثية ثم يتركها بعد تخريبها متنقلا بخفة ورشاقة من خلية لأخرى .
وبالتالى يستطيع فى وقت قليل السيطرة على الخلايا الواحدة تلو الأخرى وهدم مقاومتها المناعية ، وأخطر ما فى الفيروس هو سطحه حيث يوجد انزيم نيورامينياز  Neuraminidase (NA)وعقار التام فلو Tamflu  يعمل على تعطيل هذا الإنزيم ومن ثم تموت الخلايا المسببة للفيروس أو التالفة بها.

التحصـين
  المناعة تتكون نتيجة لتكون أجسام مناعية بعد عدوى مباشرة بالمرض .. ولكن هناك طريقة صناعية لتكوين المناعة وتكوين أجسام مناعية وذلك عن طريق التحصين باللقاحات المختلفة .. وهى عبارة عن ميكروبات الأمراض تعطى بصورة مخففة لإحداث عدوى ضعيفة للمرض يتبعها تكون مناعة. واللقاح يقوم أو يعمل على تنشيط الجهاز المناعى ويجعله فى تنيه دائم واستعداد مستمر للعدو الغازى وتأهب دائم فى جهاز المناعة بالدم وبالتالى يستطيع مقاومة الغريب المنتظر ويواجهه ويقضى عليه قبل أن يستفحل وينتشر فى جميع ارجاء الجسم.
عمل اللقاح هو تنشيط الجهاز المناعى. حيث يوهم الخلية بأن الكائن أو الغازى العدو موجود بالدم مما يجعلها فى حالة تنبيه مستمر ودائم مما ينبه الخلايا الدفاعية بصورة دائمة لوجود جسم غريب فيقاومه. لنتذكر دائما أن كثرة المضادات الحيوية تعمل على تقوية الفيروسات والبكتيريا المهاجمة ، وتكسبها قوة وشراسة مما يقلل من فعالية المضادات المقصودة، بل وتؤدى إلى ظهور العديد من الأمراض غير المعروفة علاوة على إضعاف جهاز المناعة بالجسم.
ولنأخذ فى الاعتبار انتظار العديد والجديد من فيروسات الإنفلونزا المختلفة والمتنوعة مثل: إنفلونزا  الكلاب أوالقطط أو الحمير وغيرها. فماذا نفعل وقتها ..؟!
 والفيروس ليس كائنا حيا لكونه لا يتكاثر ولا يتزاوج وإنما هو يتوسط الكائنات الحية وغير الحية، فيجمع فى تركيبه مع الكائنات الحية المادة الوراثية التى تعد أخطر ما فيه ، ويظل كامنا حتى يستطع التطفل على أى كائن حى ليمارس نشاطه بالاستنساخ والإكثار من نسخه داخل خلية الكائن الحى حيث يدخل ضمن التركيب الوراثى للخلية فيوهمها بانه من أحد أعوانها ومكوناتها. لكن .. لماذا تصيب فيروسات إنفلونزا البعض دون الاخر ..؟! بل لماذا ينجو من الموت البعض دون الآخر..؟!ولا شك ان السبب الرئيسى فى تفشى الأوبئة فى الآونة الأخيرة هو إتقان لعبة الجينات وتحوير الفيروسات وهندستها الجينية، لبيع المرض وتسويق الأدوية.
الفيروس ليس بالخطورة المطروحة لكن لماذا تعد إصابة الخنزير بالفيروسات أشد خطرا..؟!
بصفة عامة  تكمن خطورة إصابة الخنزير على وجه التحديد بالفيروسات ، فى أن داخل خلايا جسم الخنزير مستقبلات للكثير من الفيروسات التى تتحور وتتطفر (تتغير) داخله لتخرج فى صور جديدة شديدة الضراوة لتصيب الإنسان والحيوانات أيضا..كما حدث فى إنفلونزا الخنزير.وكلنا يعلم أن الخنازير كانت موجودة منذ خلق الإنسان، والفيروسات ايضًا، فما السبب اذن فى زيادة وكثرة  إنبعاث الأوبئة من الخنازير والحيوانات الأخرى الآن ..؟!! وكذلك تفشى أوبئة الإنفلونزا من حين إلى آخر..؟! بل وما الداعى لكل هذا الذعر ..؟! خاصة والعالم كله يعانى من الأزمة الاقتصادية..!
هل إثارة الرعب والفزع بين الناس مسألة مقصودة متعمدة لشغله عن القضية الأساسية وهى الأزمة الاقتصادية التى تواجه العالم كله ..؟!وفى نفس الوقت ستكون حلاً اقتصاديا لزمتها الاقتصادية على حساب صحة الآخرين وموت البعض. قطعا إنها مقصودة.
كتاب لبيع المرض وتسويق الأدوية
 يتداول الآن فى الخارج كتاب " بيع المرض" وتسويق الأدوية .. فهل نجحت شركات الأدوية فى تحويل البعض منا بل والكثير منا إلى مرضى..؟!
***

المقاومة الطبيعية وضرورة العودة للأعشاب الطبيعية
منذ خلق الإنسان وهو يسعى لتحقيق أحلامه بالبحث عن المال،القوة،الصحة والجمال. وارتبطت الصحة والجمال لديه بعلاقته بالنباتات البرية فاستعمل الأعشاب للتداوى والتجميل. فبلغ قدماء المصريون درجة عالية من المهارة ما لم يبلغه أحدا فى عصرنا الحديث، فى فن التجميل والعلاج.
وكان من البرديات التى عثر عليها برية إيبرس Papyrus Ebers التى تعتبر من أهم البرديات الطبية التى شملت ما يقرب من 877 وصفة طبية من بينها 12 وصفة فقط أساسها التعاويذ السحرية.
وكذلك النباتات الطبية فى الطب الصينى القديم فقد تم الكشف عن 365 عقارا من العقاقير النباتية.
وقد برع أيضا اليونانيون فى الطب والتداوى بالأعشاب. ومن أهم الأعشاب التى تهمنا فى مقاومة نزلات البرد بشتى أنواعها والإنفلونزا وغيرها مما يساعد على تقوية جهاز المناعة فيجعله قادرا على مواجهة أى غازى من الأعداء الفيروسية.
حبة البركة:Nigella  وتسمى بالفارسية(شونيز) Nigella sativa  وتعرف حبة البركة باسم الحبة المباركة او الحبة السوداء أو الكمون الأسود. وقد عرف الفراعنة وقدماء المصريين هذه الحبة وكانوا يطلقون عليها (شنقت) وذكروها فى بعض بردياتهم فى علاج أمراض الصدر والكحة.
ويعزى المفعول الطبى والعلاجى فى هذه الحبة لوجود مادة النجلون Nigellone  الموجودة فى زيت هذه الحبة. حيث كانت تستعمل مادة النجلون المعزولة من البذور على هيئة نقط تستعمل فى علاج الربو والسعال الديكى. 
ينسون Anise or Aniseed والاسم العلمى هو Pimpinella anisum ويطلق عليه أسم الأنيسون.
وتستخدم ثماره التى يطلق عليها تجاريا البذور طبيا لاستخلاص الزيت منها ومن أهميته أنه يدخل فى بعض أدوية الكحة طاردا للبلغم Expectorant  وليكسب هذه الأدوية طعما مقبولاً، ويكثر بالثمار هرمون الأستروجين Estrogen  ولذلك يعرف عنه أنه إذا تناول بكميات كبيرة للذكور فإنه يُضر بهم حيث يزيد لديهم الهرمونات الأنثوية مما يقلل من القدرة الجنسية ، أما بالنسبة للإناث فيؤدى لزيادة إدرار اللبن ، لدرجة أنه يضاف إلى عليقة البقر.
العرقسوس: Liquorice  نبات العرقسوس أو السوس يوجد منه عدة أصناف وتستخدمه الصين لعلاج الكحة وضيق التنفس كما أشارت إليه بعض البرديات الطبية المصرية القديمة.
ومما لاشك فيه أن الصين تعلم جيدا قيمة الأعشاب والنباتات الطبية .. فلماذا كان استخلاصها للقاح إنفلونزا الخنازير اليتسون وليس العرقسوس ..؟!
لأن العلماء الذين عالجوا المرضى بالعرقسوس وجدوا بعض هؤلاء المرضى يزيدون فى الوزن وتتضخم مفاصلهم، علاوة على تأثيره الضار على مرضى القلب ومرضى ارتفاع الضغط وغيره.
وبرغم أن ثمار الشطة تعتبر من الثمار الغنية بفيتامين ج Vitamine c إلا أنه لا ينصح بتناولها للوقاية من نزلات البرد كالليمون والبرتقال وغيره. لكن لا شك إنها طاردة للملوثات لما لها من تأثير فعال وفورى يؤدى بك إلى العطس عند شم رائحتها النفاذة.
البصل Squill  ويسمى بصل العنصل أو بصل فرعون ويدخل فى تركيب أدوية الكحة وأدوية اللتهاب الرئوى المزمن، علاوة على فوائده الأخرى فى علاج أمراض واضطرابات القلب.
وكلنا يعرف فائدة كل من البرتقال والليمون وعسل النحل فى مقاومة أمراض البرد خاصة الإنفلونزا.
***

وباء إنفلونزا الخنازير كان متوقعًا
كان معظم الموتى وضحايا 1918 م سقطوا صرعى الرئة والالتهاب الرئوىPneumonia)) نتجت من بكتيريا انتهازية أصابتهم بعد أن أضعفتهم الإنفلونزا.إلا أن مجموعة من ضحايا الإنفلونزا ماتوا بعد أيام قليلة من ظهور الأعراض عليهم . بسبب حدوث التهاب رئوى فيروسى أكثر حدة والناتج من الإنفلونزا ذاتها مما جعل الرئة لديهم إما نازفة بشدة أو ممتلئة بالسوائل. وبرغم اجتياح  تلك الكارثة لبعض بلاد العالم عدة مرات إلا أنه فى كل مرة كانت تظهر سلالة جديدة شبيهة للأولى إلا أنها تمتلك خصائص جديدة لم يسبق للجهاز المناعى التعرف عليها، وبقيت سلالة عام  1918 م تنفرد بخصائص تميزها إلا أنها تعد المنشأ لهذه السلالات الناتجة والمتفرعة التى تلتها. فقد شخصت الآن سلالة H2N2   التى حلت لعنتها على العالم عام 1957م ، ثم ظهر نمط فرعى آخر للسلالة يسمى  H3N2  الذى سبب الوباء عام 1968م. ولأن الخنزير لديه قابلية للإصابة بفيروسات كلا النوعين البشرى والطيرى فقد انتشرت حالات إنفلونزا فى البشر والخنازير عام 1918م.وكان انتقالها من البشر إلى الخنازير يعد احتمالاً متوقعاً، حيث إن الخنازير تتغذى على فضلات ومخرجات أى كائنات وبالتالى من الممكن نقله أيضاً من الأسماك إلى الخنازير. وكما حدث فى حالة الإصابة بفيروس سارس التاجى  (SARS Corona Virus)  حيث ظهرت سلالته بين البشر وكانت من مصدر حيوانى .. مازال مجهولاً.
ولذلك نتوقع المزيد من إنفلونزا الفئران أوالقطط أو الكلاب وغيرها من الحيوانات التى ستهل علينا من حين إلى آخر خاصة ونحن فى عصر الأوبئة ولعبة فى ايدى الآخرين. فكافة الأوبئة التى ظهرت فوق الأرض من صنع الإنسان، حتى الطبيعة لم تسلم من شيطانه وتخريبه وفساده .
***

مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية
وفى عصر العولمة أو زمن التكنولوجيا..وبدلاً من اللعب والتمثيل بالقتال كما هو الحال فى لعبة "الشطرنج" أصبحت الآن الهندسة الوراثية اللعبة الأكثر شغفا وإثارة..فدائما يبحث العلماء عن اللعب بالقتال والتمثيل به ، لتربح الآن لعبة هندسة الكائنات الحية ، لعبة الجينات لتتصدر قائمة التكنولوجيا الحديثة. وبعد هندسة الجراثيم أشكالاً وألوانا لتتنج لنا جراثيما جديدة،تصبح اللقاحات والمضادات عديمة الجدوى تجاهها، بل هى فى حد ذاتها تشكل خطورة على الإنسان. فيفقد مناعته تجاه أبسط الفيروسات والميكروبات علاوة على أنه سيصبح مرتعا خصبا للكثير منها وبالتالى ستظهر لنا أمراض لا عهد لنا بها سابقا. والأخطر من كل ذلك أن هناك من الكائنات الدقيقة ما يطول استمرارها إلى أمد غير محدود، فقد بقيت جزيرة كرينارد على شواطئ "اسكتلندا" مصابة بأنواع من الجمرة الخبيثة لنحو أربعين عامًا بعد إجراء تجارب الحرب البيولوجية. من اجل كل ذلك عقدت اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية عام 1972 ومنع تطوير وتملك أسلحة بيولوجية  ذلك لصعوبة وسائل الكشف عن العوامل البيولوجية بشكل خاص وكان اقتراح اتحاد العلميين الأمريكيين الذى يضم 3000 عضو بتتبع إمكانية انتشار أى وباء او جائحة من صنع الإنسان.
ويتضمن نظام المراقبة المعتمدة فى هذا البرنامج تطوير قاعدة بيانات عن الأمراض المستوطنة فى العالم والإعلام السريع عن أى انتشار غير طبيعى او غير مألوف.. غير أن سهولة إنتاج السلاح البيولوجى ستتيح لمن يرغب مخالفة أحكام الاتفاقيات الدولية.والحرب العالمية الأولى التى استخدمت فيها الغـازات وكانت تجربة مرعبة، لدرجة قادت معها إلى وضع برتوكول جنيف لعام 1925 الذى حظر استخدام العوامل الكيميائية والبيولوجية فى الحرب. وبالفعل لم تستخدم الحرب الكيماوية حتى جاء الهجوم العراقى الكيميائى الواسع النطاق خلال الحرب العراقية الإيرانية 1983 ـ 1988.

مصير الميكروبات المهندسة وراثيـًا
  ومصير الميكروبات المهندسة وراثيًا فى الطبيعة أمرا يصعب تحديده ، حيث  تتكاثر تلك الكائنات بشكل غير طبيعى وبصورة غير متوقعة ولا محدودة ، ولا يمكن السيطرة عليها حيث  يتبادل كثير من الميكروبات المادة الوراثية الـ DNA تلقائياً وبدون أى تدخل خارجى.. وبالتالى تكتسب الميكروبات صفات جديدة. فهل يمكن للخلايا المهندسة وراثياً والتى تُطلق للتخلص من النفايات السامة أو لقتل الآفات أو للقيام بخدمات أخرى أن تنقل جيناتها المحورة إلى كائنات حية أخرى مع ما يتبع ذلك من عواقب غير مرغوب فيها..؟!
يهتم البيولوجيون حاليًا بتقويم وتقليل ومحاولة الحد من هذه الأخطار.. برغم التأكد  من استحالة تجنب هذه الأخطار إلا أنه مازالت للعبة بقية..!
لمصلحة من السعى وراء هذا الفساد شرقا وغربا ..من المسئول عن انتشار الأوبئة التالية: الإيدز، الملاريا، الكوليرا، فيروسات الكبد الوبائية، سارس، جنون البقر، لحمى القلاعية، إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير (إنفلونزا المكسيك المستحدثة H1N1)..؟! قطعا كلنا يعرف من المسئول عن هذه الأمراض وتلك الأوبئة كما قال الله تعالى :
"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".[المائدة ـ 64].
***









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق